الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008
الجوهرة الثمينة !!
الاثنين، 3 نوفمبر 2008
لماذا نخاف من التدين !!
لماذا نخاف من التدين ؟؟سؤال يطرح ويجمع ويقسم على أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول هذه المعمورة بهم وبغيرهم من أهل الدينات الأخرى ؟؟
الاثنين، 27 أكتوبر 2008
أكون أو أكون !!
أكون أو أكون !!
الأربعاء، 24 سبتمبر 2008
ثقتكم في انفسكم ... طريقكم الى المجد .
السبت، 6 سبتمبر 2008
كن صفرا على يمين العدد .
إنها معادلة حياتية وليست معادله رياضية تحفز على الايجابية وعلى العمل بكل حماس وإيمان لتحقيق الهدف الأسمى وهو رضا الله عزوجل وحسن الاستخلاف في الأرض حيث اختار الله العلي القدير الإنسان ليستخلفه في الأرض لكي يعمرها ويبشر بالخير في أطنابها وعلى سطحها وكان هذا اختيار حصريا خص الله به البشر من عرض المخلوقات التي لا حصر لها وهو من هنا يفهم أن ذلك الاختيار لهذه الرسالة السامية انه تكليف و تشريف في نفس الوقت.
ولو تفكر الخلق بهذا التشريف من وجهة النظر البسيطة لعلموا أن خالقهم ومولاهم يترقب منهم الكثير من العمل والجد والاجتهاد في الخيرات والصالحات وبقدر النعمة العظيمة التي أسدها لهم وهي العقل والتي استوجبت التكليف وميزهم عن سائل المخلوقات على اختلاف أجناسها.
وجعلهم يتنافسون في أعمار الأرض والسماء بكل ما يبهج ويسر وينفع ولا يضر وان يكونوا من أرباب العلم والعمل وليسوا من أهل النوم والكسل ففيهم كان السر الأكبر لهذا الكون العظيم الذي كسب هذه الصفة من خالقة وبانيه سبحانه.
إن البناء الداخلي للإنسان بحاجة لتقوية وتحفيز وعمل وتدعيم, نبدأ بالأساس وتجهيز الإحساس لكي نبني من أنفسنا بناء عظيما يشع منه الخلق الرفيع والنبل العظيم والرقي الصادق يكون الكل فيه من المبشرين بالخير والفضائل وأحسن المنازل, بالبر والإحسان وطاعة المنان وخدمة الأنام .
النفس البشرية هي ارض بور إن لم توفق بالمزارع الماهر الذي يعمل إلى تحويلها إلى مروج خضراء وأغصان غناء وارض منتجه مبهجة ذات مردود ومنفعة تسر الناظرين وتشرح صدور القاصدين.
وهي شواطئ بكر لم يتعرف الإنسان على أسرارها وجمال شعابها وصفاء مائعا وتناغم مخلوقاتها وتلونها بألوان الطيف الجميل وهدوء أجوائها ورومانسية حياتها فأين ذاك الصياد الشاطر ؟؟
فهي كالنهر الرقراق في هدوؤه في الملمات وصبره على عوارض الزمن و كالبحر في غناه بالجواهر والزمرد المتمثل بالحكمة والتعقل وعمق التفكير وبعد النظر وكالمحيط في عظمته و تدفقه وحماسه للتقدم والسمو والبناء والرفعة !!
انه شلال متمرد على كل الظروف أو الصعوبات يقهر القهر نفسه ويصر على شقالطرق الموصلة للمجد وبناء الجسور العابرة للعقبات وترك بصمة خالدة له بالخير والعطاء والإنجاز عندما يغادر هذا المكان و يترجل الفارس عن فرسه ذات يوم ويرفع على أعناق الرجال بعد توقف قصري للرحلة في آخر محطة لها.
إنها النفس البشرية والتي أعدها الله لبناء هذا الكوكب وأعماره بكل ايجابية وحماس بكل إيمان وتقوى بكل طموح و حنين إلى العلياء.إلى القمم ولا شئ غير القمم الشاهقات.هل فكرنا واعتبرنا ووضعنا أنفسنا في وضع البناء والأعمار, نبنيها بكلام المنان وسيرة خير الأنام والعلم النافع والعمل الصالح والاستفادة من تجارب من ملؤا الدنيا وشغلوا الناس بنجاحاتهم وأبدعاتهم عبر التاريخ.
هل فكرنا في التخلص من السلبية والاتكالية والانهزامية المتجذرة في نفوسنا التواقة إلى المعالي ؟؟
هل فكرنا من التخلص من الوهم بالعجز وقلة الحيلة والتشاؤم الذي يقتل مشاريع بداخلنا هي غاية في الجمال والروعة ولاكنها حبيسة هذه النفس المهزومة !!
هل عزمنا على تطوير إمكانياتنا وتحفيز قدراتنا التي من شأنها تهيئتنا على الإبداع في المجالات التي نحب أن نتخصص فيها ونعمر الدنيا طولا عرضا بالانجازات والبطولات بأذن الله ؟؟
هل عزمنا على التوكل بعد أن نتخذ القرار ونفعل الأسباب على ملك إذا قال كن فيكون .إن الهواء في العلالي نقي بارد منعش يبهج النفس وبنعش الروح ويفتح العقل ويلهب الجوارح, فهل حدثتك نفسك بأن تعيش هذه الأجواء الصافية النقية الباعثة على الارتقاء الفكري والروحي والعملي ؟
إنها أجواء الطموح الأخاذ والرغبة السامية في تغير الواقع المعاش للأفضل وعشق التطوير وحب التغير فأن كنتوا من أولئك فرفعوا رؤوسكم وافتخروا فأنتم أصفار لها قيمة على يمين العدد وليس على يساره بلا قيمة أو قامة.
وبعدها ستكون الأمة والعالم بأسره بأذن الله على موعد مع النجوم الذين طاروا إلى السماء بجناحين أولهما إيمان ارتقى بعلم والجناح الثاني صبر يوصل إلى يقين.
هل عرفتوا الان أنكم تحملون بين طيات أنفسكم وخبايا أرواحكم ودواخل جماجمكم كنوزا عظيمة لا يعدلها كنوز ولا يضاهيها مال أو نفوذ أو مكانه ؟هل بدأ تداعبكم شعور جميل وفضول ساحر لاكتشاف ذواتكم ومن ثم تطويرها والارتقاء بها فوق السحاب كالكواكب الدرية التي يتغزل بها الشعراء وتوصف بها الحسناوات ويستدل بها الحيارى في الليل البهيم !!
عندما تفيقون في الصباح انظروا إلى السماء نظرة المتأمل الحالم واسأل الله أن يوفقك بأن يكون لك مكان كنجم لامع بين النجوم وعاهد نفسك بأن تتذكر أن من أعزك هو الله ومن يستحق انه تخلص له العمل هو الله وعندها سوف تعرفه وعندما تعرفه سوف تحبه وعندما تحبه سوف تعيش في كنفه حيث العزة والرفعة والأنس والطمأنينة فهو المعز المذل الرافع الخافض فعال لما يريد سبحانه وتعالى.
وعاهد نفسك على خدمة الإسلام والمسلمين بما تستطيع وأنت تستطيع بأذن الله ففي كلن خير وان تكون الرقم الصعب فيمن حولك وان تبحث عن التفوق أينما حليت وأينما حللتعندها فقط سوف تكون الصفر الذي له قيمة على يمين العدد .
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات
.sultan@alothaim.com
الاثنين، 18 أغسطس 2008
فقراء على موائد اللئام
الخميس، 17 يوليو 2008
السيادة على الذات والدعارة الفكرية !!
السيادة على الذات والدعارة الفكرية !!
يبذل الآباء قصار جهدهم في تربية أبنائهم وتنشئتهم التنشئة المثالية التي يحلم بها أي أب أو أم وتتمثل في أن يروى أبنائهم في المستقبل القريب هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين , ويلعب المسجد دور مهما في ذلك حيث تشكيل الوجدان وتعزيز الأخلاق ورسم السياسات الاجتماعية , وتأتي المدرسة أيضا لتقوم بدور كبير كضلع ثالث مهم وبناء لتشكل العقول وتبني الأنفس على الإيمان العقول على العلم والجوارح على الأخلاق .
اجتمعت على أن تكون معاول بناء وتعمير ونهضة, جهود جبارة تبذل طوال اليوم في سبيل التربية, والتربية كتعريف هي التدرج في الوصول إلى الكمال , وهو غاية مايتمناه أي إنسان طال الزمان أو قصر لا سيما مع فلذات أكبادهم ومن يقعون في ولايتهم ا وتحت مسؤوليتهم.
ولا كن كل هذا المجهود الجبار تضل في مهب الريح في ضل ما يرمى أمام الأبناء والبنات من مختلف الأجيال والتوجهات من إعلام يخلط السم بالعسل ويتدرج معنا في نزع الحياء في حياتنا والأخلاق عن واقعنا والقيم عن بيوتنا وضرب كل ماهو نقي و طاهر في حياتنا التي وضعت من شعار الأخلاق أولا دستور مقدس أمام أعين الجميع لايمكن أن يتنازل عنه احد ..
يترك الجميع في البيوت أمام الشاشات لساعات طوال يغوصون في بحر من الظلمات بعيد عن التوعية والتوجيه واختيار المناسب ونبذ وإبعاد كل ما هو غير مناسب ومحل تحفظ !!
إنها ثقافة مهمة يجب أن تحل ووعي بناء لابد أن يرسخ لدى الجميع حيث نطعن من الظهور ونحن نتبسم بكل سذاجة ونلتهم السم بكل نهم ونقول المزيد المزيد يا طاهي الثريد !!
ومن هذا المنطلق فلا بد من ربط حزام الأمان على عقول تربت على الطهر وغزاها العهر و على أفئدة تربت على السمو وغزاها السم من حيث لا تعلم .
يتابع أبنائنا يوميا أخر تقليعات هيفاء وهبي وكليبات نانسي عجرم ومغامرات اليسا وأخبار الابن الغير شرعي للميس من يحيى باهتمام بالغ وتركيز شديد وإعجاب لايفسر !!
يستمدون الحكمة الأخاذة من تجربة يسرى والنصيحة الصادقة من الهام شاهين والرؤيا الثاقبة من ليلى علوي والفتاوى الشرعية من فيقي عبده التي أفتتت بجواز الرقص الشرقي وصدقت فتواها من مجمع البحوث العلمية والإفتاء بشارع الهرم !!
تعلموا من عادل إمام أن تدخين سيجارة هو علامة الانتصار , ومن نور الشريف كيف يهرب من واقعة المظلم وظروفه الصعبة بتناول الخمور وأصناف الكحول كمخرج للمأزق ونهاية للازمة !!
تعلموا ومن اللمبي ادمان الحشيش واحتراف المخدرات واقتران خفة الدم والنكت بشخصية المحششين !!
تعلموا من حسين فهمي كيف أن امرأة واحدة لاتكفي , لاتكفي العاشق المتيم , فلابد من زوجة في النهار وعشيقة في الليل !!
وقس على ذلك الهزل واللعب على الذقون والنقش السلبي المنحرف على العقول فالأسماء انفت الذكر أصبحت بقدرة قادر قدوة المجتمع و رموز النجاح واصحاب التجارب التي لابد أن تحتذى وان تكتب بماء الذهب وبمداد من نور !!
انه الواقع الذي نصنعه نحن ولا يصنعه غيرنا وكما يقال بيدي لا بيد عمرو و .يجب أن نضع كل هذه التجليات محل اهتمام ومتابعة الجميع فالكل مسئول والكيس الفطن من بادر الأمور قبل أن تبادره وكان فعل قبل ن يكون ردة فعل .
إن الخيارات التقنية تسمح لنا يأختيار الأصلح والأنفع من كل ما يبث ويعرض ومنع ما لا يغني ولا يسمن من جوع من الدخول إلى بيوتنا واختراق طهارة عيشنا ورقي مسلكنا وضربنا في مقتل لا يخفى على صاحب علم أو دراية وهنا يضل القلق الايجابي على أجيالنا القادمة ومن يقعون تحت لواء حديث المصطفى كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته مطلب ملحا وأمر هاما , وهنا يقع البعد الذي يغفل عن الكثير من الأحبة الذين يهدمون حياتهم وحياة أبنائهم بإطلاق عنان الريموت لكي يحلق في كل سماء بلا سقف أو حاجز .
إن الواقع لدينا يدق نواقيس الخطر في تهاوي المعايير الأخلاقية والقيمية في مجتمع قال قائده ورسوله ونبي الرحمة فيه إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
فتأملوا معي رسالة سماوية اختير لها آخر الأنبياء والرسل يكون شعارها الأخلاق أولا وهذا دعي بناء أن نفهم أن صمام أمان المجتمعات هي الأخلاق وإذا نزعت الأخلاق عمت الفوضى وضاع الناس تحت الأقدام وأصبح المجتمع ذا طبيعة حيوانية بحته لا عقل ولا منطق وإيمان
ناقش البرلمان البريطاني عام 1984 قانون السماح ببداية الاستقبال البث الفضائي في المملكة المتحدة
وخلصت المناقشات أن المجتمع البريطاني غير جاهز حاليا لاستقبال هذا المزيج المختلف من الثقافات رغم انه مجتمع منفتح منذ عقود وخلصت توصية مجلس العموم إلي تأجيل بداية البث الفضائي إلى عام 1988 وتهيئة الشعب البريطاني عن طريق المدارس ووسائل الإعلام وتوعيته بتأثير هذا البث والحث على التمسك بالثوابت العامة والسمات الأساسية للشخصية البريطانية .
إنهم يعلمون أن الإعلام يستطيع أن يقلب الحق باطلا والباطل حقا والفضيلة رذيلة والظالم مظلم, فعملوا على التهيؤ والاستعداد على المستوى الوطني لذلك الضيف الجديد.
وعليه فأنه لابد لنا من إعطاء هذه الأمور جانبا من الاهتمام والمتابعة والرصد المباشر, لكي نتجنب الانزلاق في بحر لا شاطئ له الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود , ويستوجب ذلك وضع الأمور في موضعها تحت السيطرة وإعلان السيادة على الذات أولا وأخيرا , بعيدا عن تقديم أي تنازلات أخلاقية أو فكرية أو عقائدية مهما قلت أو كثرت , فأعظم النيران هي من مستصغر الشرري .
فصمام الأمان بأيدينا ونحن من يقرر كيف نحمي أنفسنا ونصون من نحب .
دمتم بسلام واطمئنان وعفوا وعافية
الجمعة، 13 يونيو 2008
أعطني 1000 ساعة .. أعطيك عالما !!
يؤكد الدكتور إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية في العالم العربي في دراسة أجريت أن الإنسان في المتوسط يقضي حوالي 1000 ساعة سنويا في السيارة وفي الحقيقة أن هذا الرقم أذهلني وجعلني انتقل بالتفكير كأي شاب حالما بالنهضة ويسعى الي التطوير والتغير إلي الأفضل في كل شئ وتسألت هل نحن نستغل هذه الساعات والدقائق والثواني بما يدر علنا بالفائدة ؟؟
أمعنت النظر في حال الناس وأحوالهم وهم يسابقون الزمن في الشوارع والطرق السريعة والأزقة الضيقة ولسان حال من يراهم لأول مرة ( إنهم شعب يقدر الوقت ويستغله بفاعلية عالية , لا وقت لديهم إنهم يقودون سياراتهم بسرعة شديدة ويودون أن تكون الشوارع بلا إشارات مرورية , انه أمر مذهل يستحق الدراسة )
ولكن الواقع مغاير لهذه الفرضية التي يفسرها العلماء بأنه تفريغ طاقة ليس إلا !!
وهذا يجرنا إلي سؤال في مربع آخر لماذا لا نستفيد من هذا الطاقات ونطورها ونستغلها الاستغلال الأمثل ونطوعها لتحقيق طموحنا ورؤيتنا الخاصة للحياة .
إن المتمعن في هذه الألف ساعة التي اجزم بأن استغلالها بكل بساطه يعني حياة أفضل وواقع أجمل وتفكير نير ورؤية مختلفة للأشياء من حولنا يعطي الإنسان وقود سحريا على العمل والانجاز والتميز والإعجاز والارتقاء الديني والدنيوي الشامل والكامل بأذنه تعالى ..
كان الإمام احمد ابن حنبل معجب جدا بأستاذه الإمام الشافعي وفي ذات مرة زار الشافعي بغداد ونام ليلته عند تلميذه الإمام احمد , وكان للإمام احمد ابنة لطالما تشوقت لرؤية هذا الشخص الذي كسب إعجاب والدها الإمام احمد وحبه الشديدين .
وفي نفس الليلة ظلت تراقب ضيف والدها الإمام الشافعي لتعرف سر هذا الإعجاب فإذا به نائم وعادت إلي والدها الإمام احمد وإذ به يقوم الليل ويحيه ذكر واستغفارا وشكرا لله البارئ المصور !!
فتبادر إلي ذهنها شعورا وتسأل, لماذا أبي معجب بهذا الرجل ؟ انه نائم ؟
بل أبي أفضل منه, انه يقوم الليل !!
وذهب إلي والدها الإمام احمد وقالت له ماحدث وفي تلك الليلة وأبدت له هذا لتسأل والاستغراب ؟
وحمل الإمام احمد الذي كانت ثقته بالإمام الشافعي فوق كل شئ تسأل ابنته ووعدها بأن يأتيها بالخبر اليقين .
وفعلا في الصباح سأل الإمام احمد الإمام الشافعي.
كيف كانت ليلتك يا أبا عبدالله ؟
فقال الشافعي الحمد لله, لقد تأملت قبل أن أنام أيه كذا وحديث كذا واستخرجت منها ستون فائدة ثم نمت !!
فعاد لابنته واخبرها بالقصة والسر الذي يغلفها وكله ثقة بأستاذه وقال لها والله بابنتي إن تلك الساعة للشافعي خير من عبادة أبيك.
إنها الطاقة المستغلة والهدف الواضح والانجاز الدائم وهذه تربية ذاتية يسيطر الإنسان فيها على نفسه وليس العكس .
ونحن في عصرنا الحالي تيسرت السبل والوسائل وتنوعت مصادر التعلم والتلقي العلمي والثقافي والفكري ولم يبقى إلا الهمم العالية والإرادة الحديدية والقوة الداخلية التي تتفجر لتتحول إلي مشروع نجاح كبير للشخص والمجتمع في آن واحد..
فهناك الإذاعات المتنوعة والأشرطة السمعية بمختلف صيغها ومختلف أبواب المعرفة والخير فيها و التي تحمل ابتداء من العلوم الدينية الثرية والآداب والشعر والسير والتربية والتاريخ والقصص المعبرة ومواضيع مختلفة ودورات تدريبية متنوعة في مجالات التنمية البشرية وتطوير الذات والعلوم التطبيقية والمسابقات الثقافية إلي أخر ما نتمنى من أصناف العلوم وأبواب المعرفة لعدد لا حصر له من صناع الفكر ورواد القلم والمحبرة وأهل التجارب التي غيرت مجرى التاريخ وحولت مسار الأمم والشعوب .
.
ومن هنا تأتي المحاولات الجادة لاستغلال الأوقات والطاقات لحياة أفضل وواقع أجمل وتدرج ايجابي إلي الأعلى في مراتب الحياة في شتى المناحي بأذن الله .
إنها 1000 ساعة !! تخيل معي وتسأل ماذا جنيت من نوبات التفكير المطول والهواجس التي الفائدة منها !!
إنها 1000 ساعة !! تخيل معي وتسأل ماذا جنيت من حديث مفرط بلا حد وبلا عد بالهاتف النقال !!
إنها 1000 ساعة , 60000 دقيقة , 3600000 ثانية !!
انه المصدر المهم والمغنم الأعم أن تبني ثقافتك وعلمك واطلاعك وترتقي بنفسك وعائلتك من خلال ثقافة تكتسبها بكل يسر وسهوله وأنت في السيارة.
كما أود أن أشير أن المرأة تقضي أيضا حوالي 1000 ساعة سنويا في أعمال المنزل وإعداد الطعام ,وهي فرصة ذهبية لها أيضا لايمكن أن تعوض .
إنها بحق وحقيقة ثروة لا يمكن أن تمر على كيس فطن بلا استغلال أو استفادة.
فلنبدأ من الآن استغلال هذه الساعات في كل ما يفيد ويبني في كل ما يثمر ويعمر, فالحياة مضمار لا يصل
إلي خط الفوز فيه إلا أهل الأنفس التواقة إلي كل نجاح وتميز . كل إبداع وتفوق .
نشرت الصحف المحلية تقرير مفاده أن احد المواطنين البريطانيين بدأ استكمال الدراسات العليا بعد تقاعده من العمل في سن الخامسة والستين وفعلا أكمل مسيرته العلمية في الماجستير والدكتوراه خلال 7 سنوات إي انه حصل على الدكتوراه في سن الثالثة والسبعين من العمر !!
إنها فعلا طاقات مثمرة تضفي الكثير من النفع والفائدة على الكوكب التي تعيش فوقه على الأمة التي تنتمي إليها و هي وتحتاج منا الكثير والكثير .
لا وقت للهدر , ولا مكان للجمود والتراخي والوفاة المعنوية والتسويف .
انه طموح بلا حدود ولا بد أن يقابله نجاح بلا حدود .
وفي الختام ( عيش لدنياك كأنك تعيش أبدى , وعش لأخراك كأنك تموت غدا )
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
sultan@alothaim.com
الثلاثاء، 27 مايو 2008
ومضة : ورقة من شجرة الابداع سقطت !!
الجمعة، 23 مايو 2008
انه كرسي حلاق فقط !!
انه كرسي حلاق فقط !! …
انه الكرسي الذي يجلس عليه كل منا ذكرا كان أم أنثى صغيرا كان كبيرا عربيا كان أم أعجميا فقيرا أو غنينا ذكيا اوغبيا إلي أخر هذه المتضادة التي لا تنتهي
ولكن ما هي الصورة التي تتبادر إلي ذهن كل إنسان عندما يعتلي هذا الكرسي لربع أو نصف ساعة مرة كل أسبوع أو أكثر ؟؟
انه كرسي عابر لا نهتم بتفاصيله أو دقائق الأمور فيه بل نعتليه بلا تركيز أحيانا أو وجود تصور مسبق عنه..
وعلى الجانب الآخر لو أمعنى النظر ودققنا البصر وأخذنا العبر وجمعنا بين البصيرة و البصر لرأينا إلي الحياة من حولنا في كل ما فيها بهذا الأسلوب البسيط والواقعي في آن معا !!
ولكن هل ننظر إليها هكذا في مصالحنا الخاصة وإعمالنا وعلاقاتنا ومسار دنيانا والتي اشتق اسمها من الدون لا من العلو من الهوان لا من الرفعة من من لا شئ لا من كل شئ .إنها الحقيقة .
إنها رحلة ولكن ليست مثل كل رحلة هي الحياة رحلة البشر من عالم اللاوجود إلي عالم الوجود ومن عالم اللاوعي إلي عالم الوعي من عالم التراب والحجارة إلي عالم هيئة هي الأجمل وحلة هي الأبهى عقل ميز فيه البشر عن سواهم من كل ما يدب على هذا الكوكب ..
ولكن يستخدم الناس أبصارهم ولا يستخدموا بصائرهم فتكون النظرة للحياة قاصرة ذات بعد أحادي , مجموعة من الأماكن والأشياء والأحداث التي دخلت المخ عبر العين وأوصلت إلي العقل رسالة معينه ولكن هنا تنتهي مهمة البصر وتبدأ مهمة البصيرة وهو فهم وتفسير هذه الرسالة والعمل بمقتضاها .
ماهي واجباتي وما هي حقوقي والسؤال الأكبر الذي يسأله الإنسان نفسه وهو
لماذا أنا هنا ؟؟
ومتى ينتهي هذا الوجود ؟
وماذا بعد هذا الوجود ؟؟
إنها محددات لايمكن أن تمر على كيس فطن إلا سأل نفسه عنها ولها وبها وأطال السؤال وتغير من حال إلي حال يجيب تارة ويسأل تارة ويحاول الفهم والوصول إلي أشعة الشمس الجلية التي ترمز إلي الحق والحقيقة والجواب الشافي والبيان الكافي في كل ما يدور داخل هذه الجمجمة !!
انه السؤال الأعظم الذي لا يغفل عنه عاقل ولا يسهى عنه مفكر متبصر يسبر الأمور فيعرف إلي أين تنتهي هذه الرحلة وما هي المخارج الموجود على الطريق.
مخرج للحق ومخرج للباطل , مخرج للصدق ومخرج للخيانة , مخرج للعدل ومخرج للظلم , مخرج للعمل ومخرج للكسل , مخرج للحياة السعيدة والذكر الطيب والعمل الصالح والفوز بغاية ما يتمناه أي فرد منا رضا الخالق وجنات فيها ما لا عين رأت ولا اذنن سمعت ولا خطر على قلب بشر
ومخرج للتعاسة والشقاء والخيبة والخروج من هذا السبق بخسارة لا يعادلها خسارة آنية واستراتيجية حتى لو كان هناك انتصار مرحلي ما يلبث أن يسقط سقوطا مريعا وتكون ضربة قاضية في وقت لا يقبل الندم و بكاء لا يبقى ولا يذر وحسرة لا تجلب إلا حسرة وطلب للعفوي مرفوض وصوت يخرج بالحق ( اخسئوا فيها ولا تتكلمون )
انه كرسي الحياة الذي يدور حوله الكثير من التنافس والصراع والتوجس لا نفكر إلا فيه ولا نفكر فيما بعده وكيف نصل إليه حتى نرضي شعور داخليا ونخدع النفس بالرضي الوهمي وبالمتعة العابرة ولكن كم من الضحايا سفكنا وكم من الظلم ارتكبنا وكم من الحيل استخدمنا
بكل أسف لا نسأل وربما إذا سألنا لا نعقل وإذا عقلنا لا نعمل وهذ هي الخيبة .
يقول الشاعر
يامن بدنياه انشغل ... وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة .... والقبر صندوق العمل
ما أقصى هذا الضياع وعدم فهم البعد الحقيقي لهذه الحياة وهذه الفرصة الثمينة التي قدمها الله للبشر ليكرمهم ويعزهم ويقعدهم مقعد صدق عند مليك مقتدر
وهم بكل غباء يهينون أنفسهم ويجلبون بنا قدمت يداهم الشقاء في الدارين لأرواحهم وأجسادهم الضعيفة التي لا تقوى على مواجهة الحق الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى وسلوك مأمورون بتباعه والعمل بمقتضاه .
ولكن على نفسها جنت براقش !!
يقول القائد القدوة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ( البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت , افعل ما شئت كما تدين تدان )
ولعنا نلقي نظرة بعيده الي يوم تقشعر منه الأبدان الخائفة والمرتابة وتشتاق إليه النفوس الصافية التي صدقت رب العزة وأحبت لقائه وتوكلت عليه وأنابت إلي جنابه العظيم .
يوم يمر على العاصي بمقدار خمسين ألف سنه ولكنه على العبد الصالح بمقدار الوقت الذي يقضيه في صلاة ركعتين لله عز وجل.
ينادي الله عز وجل فيه المظلوم ويقول ( تقدم ) وينادي الظالم فيه ويقول ( لا تتكلم) !!
ويقضي الله بينهم في مشهد يشيب له الوليد لا يتخيله متخيل ولا يتصوره متصور
يحاسب الله الناس حساب دقيقا معياره مثاقيل الذر ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثال ذرة شر يره )
يغفر فيه ذو الجلال والرحمة في كل شئ إلا حقوق العباد !!
صغائرها وكبائرها أمولها وأرحامها همزها ولمزها ظلمها وجورها وما دار واستدار في ظلمة الليل وضي النهار أو في داخل الغرف المغلقة وكانوا يظنون أنفسهم في مأمن ولكنه اقرب إليهم من حبل الوريد واقرب للمظلوم من نفسه التي بين أضلعه فإذا قال حسبي الله ونعم الوكيل انفتحت لها أبواب السماء ورفعها الله بين الغمام ويستقبلها بذاته سبحانه ويقول الجبار ذو البطش ( وعزتي وجلالي لا نصرنك ولو بعد حين )
فيكون خصم الظالم هو الله وليس العبد ومن بقدوره أن يخاصم الخافض الرافع المعز المذل ذي الطول لاالله هو إذا أكرم أجزل وإذا انتقم حول .
فتقوا دعوة المظلوم فليس بينها و بين الله حجاب, دعوة لا ترد ولا تصد. أوردت الرجال المقابر
وأدخلت النساء المخافر وحولت من حولت من الغنى الفاحش إلي القفر المدقع من العقل إلي الجنون وقلبت النعم إلي نقم !!
فهو يتعهد من عرشه سبحانه ويوجه رسالة ربانية إلي عباده يقول فيها
( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
وهذه من مهازل الفكر وغياب الرؤيا ومرض النفس والتي خلقت لتكون سوية, للعطاء دافعة والشر مانعه والعدل شعارها والإيمان لباسها وطاعة الله غايتها وخدمة المسلمين شرفها.
لا تقدم تنازلات أخلاقية أو قيمية لتصل إلي إرضاء النفس والتي بكل تأكيد تجر صاحبها إلي المهالك .
فهل تقبل أن تضحي بالحياة السرمدية الأبدية من اجل أحقر الأمور وأسفل الغايات . يصلها الشريف المخلص الصادق بعزة الله وتمكينه إلي مبتغاه في كل شئ وبفضل إيمانه الراسخ وصدق نواياه
ويفشل فيها المراوغ الآفاق ذو الغي والبغي وان أعطاه الله شئ فهو استدراج لما هو أعظم .
لاتنجيه أقنعته التي يلبس امام الناس ولا جلد الحية الأملس ذو النقوش الزاهية التي يغلفه
ولا كن في نهايته السم الزعاف .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرافالظلم يرجع عقباه إلى الندمِتنـام عيناك والمظلــوم منتبـهيدعو عليك وعين الله لم تنمِ
زار الخليفة الراشد علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه المقابر ذات يوم وبصحبته عدد من الصحابة والأخيار , والقي أبا الحسن نظرة تأملية إلي القبور وخاطب الموتى قائلا ( يا أهل القبور إن أمولكم قد قسمت وان أزواجكم قد تزوجت وان بيوتكم قد سكنت هذا خبر ما عندنا فما هو خبر ما عندكم .)
فصمت قليلا وهو يعلم انه لامجيب وقال لمن معه كلاما دافئ يخرج من القلب ( والله لو ردوا لقالوا إن خير الزاد التقوى ) .
انه كرسي الحياة الذي يتصارع حوله الكثيرون ولكن السعيد من وصل إلي مبتغاه بشرف وأمانه وإخلاص وجمع بين حب الناس ورضى رب الأرباب ومسبب الأسباب الذي يعطي عباده الصادقين المخلصين الأبرار من حيث لا يحتسبون ولا يعلمون ولا يتوقعون
فعنده كنوز كل شئ سبحانه
ويحرم أهل النوايا الفاسدة والمقاصد المريبة كل خير وكل بر ويجعلهم في طغيانهم يعمهون في لحظات لا ينفع فيها الندم ولا البكاء ولا العويل فهل تستطيع أن تتعامل مع كرسي الحياة على انه شئ عابر لا يحتاج كل هذه التضحيات و التنازلات منك على مستوى القيم والمبادئ والأخلاق وتحمل تبعات ما اقترفت يداك من أهوال وكوارث ومصائب حتى تصل قناعة ولكن بعد أن تقرب شمس العمر أن تغيب بأنك تصارع على كرسي حلاق ليس إلا ...
سلطان ين عبدالرحمن العثيم
الجمعة، 2 مايو 2008
عين على الحل ... وعين على الخلل
عين على الحل .... وعين على الخلل !!
عندما ينظر الانسان في نظرة خاطفة لما حوله من اشياء واشخاص وظروف واحوال وامم وشعوب تظهر في مخيلته احكام وتصورات لهذه الامور ومن ثم تفسيرات لسلوكيات وتصرفات لاشحاص وجماعات وأمم وشعوب.
ولكن !!
هل نتصور أنفسنا ونحن نعطي الاحكام ونلف حبل الإعدام فيما بقي من الأيام على أعناق الآخرين بأوصافنا ورؤيتنا الشخصية المتواضعة و نحن مخلوقات ضعيفة لاحول ولا قوة لنا الابالله مسبب الاسباب ومجري السحاب وهازم الأحزاب لا اله إلا هو سبحانه.
اسأل نفسك كيف تنظر الي نفسك والي احكامك التي تطقها على الاخرين ؟
هل أنت منصف, حيادي, محب للخير للاخرين, محسن للظن بهم
.
إن هذا الكم الكبير من المشاكل والفتن والقلاقل والزوابع سواء التي تحدث على مستوى الاسرة او على مستوى العمل او المجتمع لاهي في اغلبها نابعة من نظرتنا السريعة والخاطفة الي الامور والاحداث بعين الخلل لا بعين الحل
وهنا فرق بين من يبحث عن المشاكل والخلافات ويتفنن في صنعها ومن يبحث عن الحلول والتعامل مع الاخطاء البشرية للانسان على انه شئ طبيعي فطر
الانسان عليه وهذه حقيقة غائبة عن سواد أعظم من الناس
للاسف !!
فالشخص منا لا يتحمل حدوث الخطأ من احد كأن من كان
سواء كان ذلك من والديه اللذان آويها وربياه وقدما له الغالي والنفيس أو إخوته الذين سامروه ورافقوه في رحلة العمر السعيد او اصدقائة الذين خالطوه وتعاهدوا على البقاء أصدقاء والصبر على الحلوة والمرة او زوجته التي شاركته اجمل اللحظات واتعس الايام , ضحكت في وجهه حينما ادارة له الدنيا ضهرها وعبست في وجهه ومسحت دموعه حينما أبكته الحياة بتقلباتها ونوائبها
وكانت ظله الظليل وعشه الدافئ وجنته الدنيوية
أو أولاده الذين هم السند والعزوة والحلم الجميل الذي من اجله يعيش وله يعمل وعليه يعول.
ولكننا بكل اسف نفرح بخطأ الاخرين ونضخم من الامور ونقلب الموازين دائما نضع السعادة خلف ضهورنا ونتبع الشقاء والغوغاء ونقفل على الحوار داخل سلال المهملات في عقولنا ونفضل الجدل والمهاترات والأصوات المرتفعة!! .
و علينا أن نسأل سؤالا افتراضيا مهما لحياة افضل !!
ماذا لو استبدلنا عين الخلل التي نملكها والتي تجعلنا نرى الاشياء قاتمة مسودة والناس كتل من الاخطاء والتجاوزات والهفوات والسقطات هذه العين التي تخفز النفس ان نفرح بأخطأئهم ونعتز بانفسنا ونزهو حينما نحاصر الناس بقصورهم و بهفواتهم وغفلتهم ونضخم من أنفسنا وأحكامنا وكأننا ملائكة منزلين لا نعرف الزلل ولم ننطق الاعذار ولم نعرف طعم الاستغفار
لا بالليل ولا بالنهار
لنا الكمال والدلال ولغيرنا الزلل و والنقصان
انها عنجهية حمقاء لا تجر على صاحبها الا الاسى والاسية والبكاء كالضحية
احزان يتبعها شجون والم يتبعه ندم
هل فعلا نحن نعرف انفسنا حقا ؟؟
اشك في ذلك
ولكننا نمعن النظر في الاخرين وفي جوانب النقص والقصور ونجعلها لب ولباب المشاكل والخلافات سواء الزوجية او الوظيفية او حتى العائلية
هل يمكن للانسان ان يحمل هذه الجسد والروح اللذان يرافقانه الي حيث يريد في دنياه وأخراه
ولا يعرف عن نفسه الا النزر اليسير
ولا لكنه في المقابل يعرف الالاف العلل وانواع الشقوق والخروق في الآخرين من حولنا وهنا يقع التناقض وتكون الازدواجية.
إننا في هذا العصر أحوج ما نكون لاستبدال العين ذات الرؤيا السلبية لكل ما حولنا من اشياء او شخوص او كيانات هذه العين التي تراقب الناس وتركز على السيئ والردئ وتملاء النفس الني هي صندوق الجسد بالحقد والحسد والضغينة والبغضاء على عكس الوضع الطبيعي للانسان لا سيما المسلم الذي تملائ روحه حب للعطاء وبر واحسان وفرح وسرور لافراح اخوته وخزن وكدر على اتراحهم ومأسيهم ..
ان زرع هذه القيم التي تعتبر من اهم منطلقات ديننا الاسلام الذي زرع التسامح وامر بالتغافل وشدد على نقاء السريرة وصفاء النفس واستحضر هنا قول الله في وصف الهول العظيم واليوم الموعود
يوم القيامة ( يوم لا ينفع لا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم )
وهذه إشارة عظيمة إلي صفاء النية واخلاص المعتقد وسلامة الصدر
انه باختصار طوق النجاة وسفينة الخلاص وعنوان السعادة السرمدية الابدية الخالدة
وهذا مطلب عزيز يحتاج الي تهذيب النفس واحسان الظن وتربية الروح على وصل من قطعك والاحسان الي من اساء إليك واحسان الظن بالآخرين والأخذ بأسباب السلامة والتقى ( ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
ومن الطريف والشيق انه علميا ثبت ان الذباب عينه لا تقع الا على القذورات والأوساخ
وأكوام القمامة والتي تفوح منها روائح نتنة
وان النحلة لا تقع عينها الا على الزهور الفواحة والورود المتلالئة والاشجار ذات العبق الاخذ والروائح الزكية
وهذه احد عجائب الرحمن الرحيم ذي الطول لا الله الاهو
صاحب الإعجاز سبحانه على ما خلق ودبر
سبحانه وتعالى ما خلق هذا عبثا انما للعظة والعبرة
والتدبر والتفكر والسؤال المعبر لانفسنا الحائرة الي اين المسير وما هو هدف الوصول
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله ( ما ادرك عندنا ما ادرك بكثرة الصلاة والصيام
انما ادرك عندنا بسخاء الانفس وسلامة الصدور )
أي انهم ما ووصلوا الي ما وصولو اليه من العزة والمجد والرفعة والذكر العطر وعلو الكعب والتمكين والمراتب العليا في الحياة وبعد الممات بأذن الله
الا بعد تطبقهم لهذه المعادلة الذهبية في المعاملات والعلاقات .
وفي هذا السياق يتخفنا الشاعر حيما يصف العلاقات وكيف ننظر الي الناس من حولنا
.
إذا كنت في كل الأمور معاتباًصديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أوصل أخاك فإنهمفارق ذنب مرة ومجانبة
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذىظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلهاكفى بالمرء نبلاً أن تعد معائبه
يقول القاضي جويف سابات من قضاة شيكاغو في الولايات المتحدة الامريكية
بعد ان فصل في اربعبن الف حالة طلاق (انك لتجدن التوافه دائما وراء كل شقاء يصيب الزواج )
وهذا مايعزز الفكرة تؤكد لنا بما لا داعي للشك انه اذا كان للسعادة باب نطرقة فلشقاء الف باب وباب
واذا هناك للجمال والانس والبهجة حديقة عناء نقطف منها الزهور ونشتم فيها العبير و
وننطرب فيها لاصوات البلابل ووزقزة العصافير وعلى الجانب الاخر فهناك الصحاري القاحلة التي لا ماء فيها ولا مرعى , لاحياة ولا حيوية .
جفاف وجفاء
تللك هي انفسنا ونظرتنا للاخرين من حولنا اما نظرة مشرقة واقعية لاافراط فيها ولا تفريط
تغير منحى الحياة ونجدد فيها دواخلنا ونعطي انفسنا الفرصة للتنفس من الهواء العليل
الذي يجدد دوافعنا ويقوي اواصلنا بربنا اولا وببعضنا البعض
ثانيا ..
فهل ننظر الي الاشياء من حولنا بعين الباحث عن الحل ام عين الباحث عن الخلل !!!
وهذه هي معادلة التعامل مع الحياة ببساطة والابتعاد عن التعقيد والتعمق اكثير من اللازم في سلوكيات الناس وتصرفاتهم .
يقول الامام الشافعي هذه القول القيم الذي ينم عن عدم انتصار للذات وتجرد واضح منها ورقي وتحضر كان مصدره العلم والايمان
ومعرفة بالنفس واغوارها
( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)
وهذا احترام كبير من احد اركان الفقة الاسلامي لجميع من خالفوه وعدم احتكار للحقيقة او تزكية للذات كما يفعل البعض ..
والذين لسان حالهم يقول ( قولي صواب لايحتمل الخطا وقول غير خطأ لا يحتمل الصواب )
فمتى تجرد من تضخم الانا لدينا وتعاملنا مع الحياة بواقيعة وبساطة ومع امكانيات الناس من حولنا وامنا بالفروقات الفردية والظروف الطارئة للعامة والخاصة كانت هذه الحكمة التي هي ظالة المؤمن
فان وجدها لم يضيعها لانها مفتاح السعادة وجواز العبور الي عالم الرضى والسكينة.
ويخيل لي قول الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ***فكلك عورات وللناس أعين
وعينك إن أبدت إليك مساوئ امرئ*** فصنها وقل يا عين للناس أعين
انه الواقع فنحن بشر بكل وضوح لسنا ملائكة او انبياء مرسلين او اهل عصمة او كرامة دائمة
من الله سبحانه وتعالى بل حتى الانبياء كلهم دعوا بدعاء ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )
وهذا ثابت ومؤكد فماذا نقول نحن البسطاء الذين لولا ان رحمة الله وتوفيقه لما عرفنا الي اين نذهب والي اين نسير
اننا بامس الحاجة الي التأمل والتفكر والاتصال الداخلي مع النفس والروح والعقل
والوقوف اما المرأة كثير لا لتهذيب الشعر والهندام انما لتهذيب النفس وتقليم الروح وضبط الوجدان
وتقيم التجربة مهما كانت متواضعة , وتأكد ان هناك ما يستحق ان تشهق امامه من المواقف والعبر في خط سير حياتك القصير والقصير جدا .
سلطان بن عبدالرحمن العثيم
sultan@alothaim.com
الأحد، 6 أبريل 2008
الادارة بالحب .. فردوسنا المفقود !!
الحب ومشاعره الرنانة وخواطره الأخاذة وكلامه المعسول من أجمل ما نحس به في هذا العالم الملئ بالأحدث و التطورات والتغيرات المتسارعة
جربه القديمون والمتقدمون وقالوا فيه الأشعار والآثار والكلام الذي لا يرد ولا يصد .يقف أمامه الكبير والصغير والرجال والنساء على حد سواء من فرط التأثر والتأثير.
اخترق قلوب العظماء واسر أفئدة الزعماء وقامة من اجله حروب وحقنت على أساسه الدماء
وهنا اذكر بيتا شهيرا وخالدا لعملاق الشعر والأدب وشاغل الناس أبو الطيب المتنبي حيث قال:
ولقد عذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشقوا
والعشق هو أقصى حالات الحب وأعمقها على الإطلاق.ولا يتكون إلا من واقع وتصرفات ايجابية وتناغم أخاذ وحالة نفسية متألقة يعلوها الصفاء ويزينها العطاء
ويحتويها الأمل
وفي هذا الكون الواسع الملئ بالمتغيرات والأحداث والأفكار المتناثرة بعضها مؤخود وبعضها ما زال على قارعة الطريق ينتظر الصياد الماهر الذي يلتقطها ويحولها إلي واقع معاش ومحسوس .
أمعن العلماء والباحثين والمهتمين النظر في قضية مهمة جدا يقف عليها العالم من أقصاه إلي أقصاه وترسم على أساسها الخطط وتوضع الاستراتجيات وتحدد الأهداف والتوجهات للمؤسسات والدول
وهي كيف يتصرف الإنسان وكيف ينتج وكيف يبدع والي أين يسير ؟
ماهي الأمور التي تحفزه وتدفعه إلي العمل والحماس والتعاون وتزرع في نفسه الولاء والانتماء لمحيطه الاجتماعي بجميع تقسيماته ابتداء بالعائلة والأصدقاء مرورا بالعمل وانتهاء بالوطن الأكبر التي يضم الجميع في حضنه الدافئ .
وكانت خلاصة هذه الدراسات والأبحاث والعمل بلا توقف في مراكز الأبحاث أن الإنسان يدار بالحب ويبدع بالحب و يفعل المستحيلات من اجل الحب و هذه المشاعر الايجابية التي تداعب فؤاده وتستدر عواطفه وأحاسيسه في الطريق الايجابي لبناء الأسرة وتحفيز المجتمع ونهضة الأوطان .
بالحب تعمر البيوت وتقوى العلاقات ويستخرج الإنسان كل طاقاته الكامنة ويضعها على آنية من ذهب لمحبوبه .أيا كان ذالك المحبوب.
بالحب تعمر الأوطان وتتقدم المجتمعات ويدفع الناس دولهم ومؤسساتهم وما يملكون من طاقه وإمكانيات للعمل والإنتاج والسعي وراء النهضة والتطور.
بالحب تظهر التضحيات والعمل الدءوب بلا كلل ولا ملل ولا تقصير وربما أحيانا بلا ثمن بل ربما لسان حال المرء يقول فعتها من اجل الحب مثل صاحب هذه القصة !!
وهذا الباب استوفتني قصة جميلة جدا لأحد الأسرة في احد الولايات المتحدة الأمريكية حيث انه يروى انه كان هناك صبي صغير يعيش مع أمه وذات يوم قام الصبي بتنظيف حذاء والدته وتلميعه ففرحت الأم بذلك وقامت وكافأته وأعطته 5 دولارات لقاء صنيعه معها ولكن الصبي لم يرضى بالخمسة دولارات !!
وكانت المفاجئة في صباح اليوم التالي وبينما تستعد الأم للذهاب إلي العمل وقبل خروجها من المنزل لبست حذائها ولكن الحذاء كان غريبا في ذلك اليوم فأحست بأن هناك شئ غريب داخل هذا الحذاء وفعلا خلعت الحذاء ووجدت رسالة بداخلها 5 دولار وورقه كتب عليها (شكر ماما ... لقد فعلتها من اجل الحب )
وهنا نبصر بان الادراة فن من الفنون من أتقنه رزق الكثير ومن تجاهله أو فشل فيه حرم الكثير من منابع الحياة الصافية وانهار العلم الرقراقة وميادين العمل والإبداع
فالحياة كلها من حولنا إدارة فالعائلة إدارة والعمل إدارة والعلاقات إدارة والأزمات إدارة وحل المشكلات إدارة والمستقبل المشرق بأذن الله إدارة والإبداع والتميز والانجاز والتمنية والرقي والنهوض هم لب الإدارة ومبتغى القاصي والداني من الناس .....
إن الإدارة بالحب والمشاعر الايجابية تجاه الآخرين تعزز النجاح وتزرع الحماس والإقبال على العمل والإنتاج والإخلاص والتجاوب المنقطع النظير مع السياسات والأهداف والتطلعات العامة والخاصة .
ولقد قدم الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام بك هذه الأمور نص وتطبيق منذ أكثر من 1400 عام ولعلي اختار لكم بعض الكنوز البراقة والنجوم المتلئلة في سنة حبيبنا أبا القاسم عليه أفضل واجل الصلاة والتسليم
حيث كان يأم الناس في المسجد في المدينة ويأتي حفيديه الحسن والحسين ويلعبان فوق ظهره الشريف ولا يرفع بابي هو وأمي من السجود إلا بعد أن ينتهيا من اللعب والمرح !!
وفي هذا الموقف دروس وعير كبيرة للمربي الأول والقدوة الفيصل والذي لا ينطق عن الهوى عليه أتم الصلوات والتسليم
لقد أدار الموقف عليه الصلاة والسلام بالحب ولا شئ غير الحب وجعل أبناء على وفاطمة رضوان الله عليهم يلعبان بلا تشويش ويمرحان بلا إزعاج ويقضيان أجمل أوقاتهما ويعيشان طفولتهما البريئة بكل تجليتها بلا نقص وتشويه..
واجزم من هنا أن هذا النمط من التربية والتعامل والإدارة بالمشاعر لهو فردوسنا المفقود في هذا الزمان سواء في علاقاتنا مع الآباء أو الأبناء أو الرئيس بالمرؤوسين والأزواج بالزوجات وحتى على مستوى العلاقات الأخرى مع الأصدقاء أو الجيران في بيئية العمل والانجاز ..
إن استبدال الغلظة باللين وشحوب الوجه بالابتسامة والكلام الحاد أو الجاف بالعبارة المهذبة والمنمقة لهو جواز سفر بلا أوراق إلي قلوب الآخرين صغيرهم كبيرهم
جاهلهم وعالمهم وهذا مشاهد ومحسوس .
وهذا هو النجاح الذي يرجوه المسلم في داره الدنيا والتي سوف تأهله إلي دار القرار والبقاء حيث لا تعب ولا عناء إنما متعة وانس بإذن الله في دار فيها ما لا عين رأت لااذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
قال علي أبي طالب ( القلوب وحشية فمن تألفها أقبلت عليه )
واذكر في نفس السياق قول الشاعر .
أحسن إلي الناس تستعبد قلبوهم لطالما استعبد الإنسان إحسان .
وهذا هو الواقع المعاش في كل مكان وأي زمان وهو منهج رباني ومعنا قرءاني وخلقا محمدي ومن اقتفى أثره ومشى على هداه.
فلننبذ من الآن وصاعد نبذ العنف في تعاملنا وإبداله بالرقة والبشاشة والتسامح وننبذ التسلط والظلم ونبدله بالإدارة بالمشاركة وروح الفريق وان أحب لأخي ما أحب لنفسي. عندها فقط سوف نرى التغير الايجابي الكبير في كل مكان وتأثيره الساحر واضح للعيان .
ولا أنسى أن اذكر أن عالمنا العربي يسجل نسب عالية من الطلاق على مستوى العالم سواء الطلاق بمعناه الكامل أو الطلاق العاطفي بالإضافة إلي نسب كبيرة من المرضى النفسيين والمعقدين وهم في الغالب من ضحايا العنف والقسوة.
وانحرفا كبيرة في السلوكيات تبدأ من البيت وتترعرع في المدرسة والحي وكل هذه الأرقام الخطيرة ناتجة لتفشي ثقافة العنف والإدارة بالإكراه.
والتي جلبت ويلات كبيرة جدا على الناس والذين أوصانا الرحمن الرحيم بهم لرحمة في مواقف كثيرة جدا.
قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
ومن هذا المنطلق عزز حبيبنا محمد عليه السلام هذه الصورة الوردية والمثالية للتعامل الراقي والحضاري فيما بيننا فيما ثبت عنه في الصحيح« ما كان الرفق في شئ؛ إلا زانه, ولا نزع من شئ إلا شانه». ...
إن قدر من الادراة بالحب في البيت أو العمل أو في العلاقات كفيل بنزع فتيل الكثير من المشاكل والفتن
والنزعات والتي تؤدي حروب طاحنة وأزمات عائلية ونفسية لها عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع
فلنجرب هذه الوصفة وسوف نكتشف كيف تغير طعم الحياة وتزيل اللون الأسود من أمام أعيوننا وتبدأ الاشراقة تعلو محيانا ونبدأ من جديد نكتشف حلاوة الحياة ونتذوق السعادة ونحلق كما الطيور الجميلة والتي تعبر الأفق الرحب من أمامنا يوميا مع اشراقة الفجر وهي تغرد مستفتحتا يومها بالأمل ومستعينة به على العمل .
فلنكون من أهل الحب والعطاء من اليوم ..
بل من الآن .
تعليقاتكم شموع تضئ لنا الطريق
الثلاثاء، 18 مارس 2008
الوقت .. الاستثمار الذي غير العالم !!
انتشرت إلي حد لا يمكن للإنسان أن ينكرها مظاهر اليأس والقنوط والتسليم بالهزيمة في أواسطنا الاجتماعية بدرجة يجب الوقوف أمامها طويلا وإيجاد الحلول العملية والروحية العاجلة لإعادة الناس شيبة وشبابا إلي الوضع الطبيعي للإنسان والذي هو التفاؤل والحماس والعمل والتوكل على الله والقين الصادق بنصره وتوفيقه فان الله لا يضيع اجر من أحسن عملا .
وذهب بي التأمل والتفكر في ملكوت الله الآخذ الذي لا يقف أمامه شخص ليتأمله ويتفكر فيه إلا وأحس بهزة داخلية تعظيما لصانع هذا الكون ومدبره وخالق البداية والنهاية ومقدر الأقدار ومبدل الليل بالنهار وخالق الفصول والمشاكل والحلول.
ووقفت كثير أمام هذه المعادلة الربانية واتسأل وأقول لماذا لا يعمل الناس بإتقان وذمة وضمير وإخلاص ويدعون أمر النجاح والوصول إلي أهدافهم لدى الجبار مالك الملك عز وجل .
الكل يتذمر والكل يدعي الظلم وهضم الحقوق وعدم العدالة وغياب الإنصاف وتستمر وتيرة الانتقادات للواقع والاستمتاع بالمعانات والألم والعيش في بيوت تكسوها الظلمة والحسرة والإحباط .
ولا زلت أتعجب من أناس ينتمون إلي الإسلام الدين الذي يحمل أعظم نظام محفزات عرفها التاريخ لا يضاهيه أي نظام للتحفيز والتشجيع والدعم والمؤازرة .في العالم لا في الشركات أصحاب المكافاءات والمميزات ولا في الأنظمة الحكومية أهل الأعطيات والهبات .
إن السعادة الروحية والنفسية وانقلاب موازين النفس من الإحباط إلي الإقبال ومن التشاءوم إلي التفاؤل ومن الركون إلي المبادرة ومن الظلامية والعيش داخل كهف معتم تعتريه الوساوس والأوهام إلي فضاء وردي بلا حدود يفوح منه عبير الانجاز مسك العمل وريحانة الإبداع .
إن السعاة الحقيقية لا تأتي لأهل التمنيات أو هل الشكوى والذين لم ينتصروا لقضاياهم بروح قتاليه بل ضلوا مهزومين رضوا بواقعهم ولم يحاولوا أن يغيرها وردود الأبيات والأشعار التي تتكلم عن الفشل والظلم وعدم التوفيق والحض العاثر والدنيا الغدارة وكل هذه المواويل التي لا تغني ولا تسمن من جوع
أن الحياة لا تعرف إلا طعم العمل ولا تؤمن إلا بالإتقان والانضباطية واحترام الوقت والتعامل معه على انه حيز يجب الاستفادة منه بالكامل فأوقات العمل للعمل ليس إلا وأوقات الراحلة والاستجمام والترفيه هي لذلك . ولا تعترف بالشكوى والركون لشتم الزمان والمكان والبكاء الدائم واللطم على الخدود وهي حيلة العاجز الذي لاحول له ولا قوة ..
إن الفيصل في كل ذلك يعود إلي التركيز على مفهوم الوقت والنظر إليه على انه استثمار مربح ومثمر وانه هو رأس مال حياتك أيها الإنسان وليس ساعات ودقائق تمر علينا مرور الكرام بلا خطة و بلا خطط أو أهداف أو انجازات أو النظر إلي الوقت على انه الساعة الثمينة التي احملها لكي أتجمل بها عند الناس وأحس يرضى داخلي حيث أن شكلي بهذه الساعة أصبح زاهي جميلا ملفتا للنظر
رغم إن الإنسان هو في الجوهر والعمل الصالح وليس بالمظاهر والقشور , فأجدادنا بالساعات الرملية والشمسية صنعوا مالم نصنعه نحن حملة رولكس ورادو وسواش وغيرهما
إن الحياة دقائق وثواني وما أجمل أن يلعب الإنسان لعبة الحياة والتي تمثل مشواره بالخير فيها ويستغل جميع أشواط المبارة بدل أن يأتي يوما يلعب فيه بالوقت الضائع و لا يلعب أبدا !!
إن الاهتمام بالوقت وتنظيمه لهوا اس وأساس منهجنا ومنطلقاتنا وروح عقيدتنا السمحة فاقسم الله بالضحى والعصر والفجر وغيرها من الرسائل القرئانية الواضحة التي تدل على أن الرحلة الإنسانية على هذه الكوكب
هي جزء محسوب عرف بدايته كما عرفته نهايته والوقت يمثل الهامش المتاح للاستخدام بينهما.
وتمثله الحياة بمعادلة الوقت فمن أحسن استغلالها وتقديرها حق قدرها وتعامل معها بمنطق الاستثمار بما ينفع ويرفع دانت له الدنيا وفتحت له الحياة ذراعيها ونال شرف السعادة والنجاح والتوفيق في الدارين
ومن مرت عليه الأيام بلا عمل أو علم أو بذل أو عطاء أو انجاز يرفع به الإنسان نفسه وأهله وأمته إلي العليا
كانت حياته عبئا عليه وأصبح صفرا على شمال العدد لا يقدم ولا يؤخر تاه في بحر الظلمات لا يعرف إلي أين يسير ولا إلي أين المفر وهذه هي الإشكالية الكبرى والتي يجب ألا تمر على صاحب عقل نير وفكر خير
وهمة عالية قائده رسول الله عليه الصلاة والسلام وأجداده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين
دع القلق واتجه إلي التفكير الايجابي والذي يفتح أمامك الأمل ويضع لديك الحلول واستبعد من حياتك ثلاث كلمات ( لا أستطيع , لااقدر , لن انجح )
ودعونا ندخل أنفسنا في هذه الأجواء واذكر لكم قصة رجل عظيم من عصر النبوة المرصع بالفيروز والزمورد
كان يقوم أول الليل ثم يوقظ زوجته لتقوم أوسط الليل ثم تستلم ابنتهما دفة قيام الليل في أخره وحينما سئل لماذا كل هذا التنظيم والتناوب على التواصل مع الله بالصلاة والدعاء وقيام الليل قال كلمة تهز الجبال ( استحى أن ينزل الله إلي السماء السابعة ليطلع على عباده وليس في بيتي احد يعبده ))
إن الإحساس المتدفق بقيمة الوقت والذي عكس رقيا أخلاقيا وعمقا في التفكير والتدبير وسعادة روحية وانجازات عظيمة تتمثل في رواية هذا الرجل لحولي 5374 حديث عن المصطفى عليه السلام وهو رقم لا ينافسه عليه احد من الصحابة الأطهار ,ذاك هو أبو هريرة رضي الله عنه تعالى
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة أسوة حسنة وأمثلة نرجع لها ونقف إمامها وقفت إكبار واحترام
ولعل من عصرنا الحاضر ما يستفز الناس تجارب الأمم والشعوب والتنافس بينها في الرقي والتحضر حيث يروى أن شركة يابانية حققت أرباح قياسية فأمر المدير العام بمكافأة تحفيزية وإجازة يوم لجميع الموظفين تقديرا لجهودهم , المهم في الأمر هنا أن الموظفين قبلوا المكافأة ولكن رفضوا الإجازة وطلبوا إلغائها ولم يوافق المدير فانطلقت المظاهرات والمسيرات التي تطلب العودة للعمل وإلغاء الإجازة
هنا نعرف أن احترام الوقت والإيمان المتجذر بأهميته نابع من الفرد وثقافته الايجابية والإحساس بالمسؤولية القومية والاجتماعية وانه مربع مهم في هرم مترابط ومتوحد له رؤيا وأهداف واضحة وأولويات تحدد بوصلة الاتجاهات والخطى .
من ألان وليس من الغد ومن هذه اللحظة وليس فيما بعد.
توكلوا على الله واضبطوا ساعاتكم على الايجابية والتفاعل والتفاؤل والتجديد واستبعدوا الروتين والأوهام والمثبطات من قاموس حياتكم التي بيدكم أن تغيروها إلي الأحلى وان نصيغ ملامحها إلي الأفضل
والأجمل
ودعوا الحب والعطاء والإيمان بأن الله معنا ينير قولبكم وأرواحكم المجهدة من التفكير والتوهم والتوجس والقلق
ولا تنسوا أن الإيمان بلسم للقلوب غاسل للذنوب مزيل للعيوب فاتح للدروب ورافع للشعوب
وإبداء من اليوم في الاستماع إلي دقات الساعة بحرص شديد وعزما أكيد ورغبه جامحة على التغير للأفضل
في كل مناحي الحياة الروحية و الاجتماعية والاقتصادية .
واجعلوا هذا البيت الجميل بين أعينكم دائما ( دقات ساعة المرء قائلانا إن الحياة دقائق وثواني )
واجعلوا شعار حياتكم ( كن مع الله مثل ما يريد يكن الله معك أكثر مما تريد )
والله يرعاكم ويحفظكم ويسدد على دروب الخير والعطاء والنماء خطاكم .
الجمعة، 7 مارس 2008
هل ننصر رسولنا الكريم بالجبن والقشطة !!
هل ننصر محمد بن عبد لله رسولنا وقائدنا وقدوتنا بمقاطعة البضائع الدنماركية الموجه للمستهلك العادي والمتمثلة في الاجبان والالبنان ومشتقاتها فقط وما درج تحت هذا الباب من أصناف ومنتجات
إنها فكرة شاعت وراجت وذاعت بيننا نحن المسلمون واختصرنا مفهوم النصرة في شراء المراعي بدل لوربك وقس على ذلك
وأحسسنا بأننا أتينا بالذئب من ذيله واستطعنا ا لوي ذراع العالم وزرع الرعب في قلوب صناع القرار هناك
ونمنى قرري العين والفؤاد وصدقنا أنفسنا وانتشينا وقلنا هذا هو كل شئ لدينا !!
غريبة هذه الروح في امة الطاقات والإبداع وأمة السمو والأخلاق امة الحكمة والعلم والمعرفة والرقي
أنها خير امة أخرجت للناس .
هل هذا كل شئ لدينا ؟ بالطبع لا ,
نحن نملك الكثير والكثير من ما ننصر به المصطفى عليه السلام وندعم به مسيرة الأمة الإسلامية إلي التقدم والرخاء والتحضر والعمل بمقتضى رسالته العظيمة.
أن المقاطعة الاقتصادية هي غيض من فيض لما نستطيع عمله لا سيما إذا علمنا بأن منتجات الدنمرك الاستهلاكية التي نقاطعها لا تمثل سوى 3 % من مكونات الاقتصاد القومي لديهم فهم يعتمدون على الصناعات الثقيلة وصناعة الآلات والمنتجات الغير موجه إلي المستهلك العادي !!
يقف القارئ لهذا الحروف ويتسأل (( كيف انصر الحبيب عليه أفضل واجل وأرقى الصلاة والتسليم ))
وهذا هو بيت القصيد هنا والله ,,
إن النصرة تكون بوقفة مع النفس والذات لدقائق معدودة وسؤلها ماذا قدمت للأمة ؟؟
فكل منا رجل أو امرأة صغير أم كبير هناك بين أضلعه موهبة يجيدها وإبداع يتميز به وإمكانيات ربما تكون مادية أو معنوية تجعله متفردا عن غيره من الناس الذين حوله.
إن هذه الوقفات والتأملات والنظر إلي السماء المفتوحة شديدة الزرقة واخذ نفس عميق ومن ثم الاسترخاء والتفكير كفيل بأن يجعل امة المصطفى من أفضل الأمم وارقي الأمم علما وعملا وإيمانا .
إن نصرة عليه السلام لا تتم بالشعرات أو التمنيات أو الاتكال على الغير. إنما نصرة عليه السلام تبدأ من أنفسنا ومن حولنا عملا بما أمر واجتنابا لما نهى , فقد انتقلت الرسالة منه عليه السلام بعد وفاته إلينا وتحولت المسؤولية المشرفة في بناء الدولة وحمل الرسالة وتأدية الأمانة ونصرة الأمة
إن مفهم النصرة يتمثل في بحثنا عن التميز والرقي الديني والأخلاقي والسلوكي والاجتماعي والاقتصادي.
فكل منا على ثغر من ثغور الأمة المحمدية امة الرحمة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) امة المعرفة والعلم والمعرفة والتي تفتخر بشعار( امة اقرأ ) والتي للأسف هي لا تقرأ !!
امة البذل والعطاء والإنتاجية التميز (ومن أحسن قولا ممن دعاء إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )
وهنا يتبين لنا كيف تكون النصرة الحقيقية لحبيبنا أبا القاسم عليه صلوات الله وسلامه...
فالمعلم بنصر نبيه عن طريق اجتهاده وعمله الدءوب مع طلابه في تعليمهم وتنشئتهم وإرشادهم إلي كل ماينفعهم ويصلح لهم دينهم ودنياهم وتوعيتهم بأهمية دورهم الاممي تجاه المسلمين وان لهم رسالة سامية يؤذونها فوق هذا لكوكب .
والتاجر يقدم المال والأعطيات والصدقات للفقراء والمساكين والمحتاجين ويراعي حق الله في أمواله بل ابعد من ذلك فينبغي على التاجر أن يسهم بشكل كبير في جميع البرامج الاجتماعية والإنسانية والثقافية والتي من شأنها توعية المجتمع والرفع من شأنه .
والكاتب والمثقف والمفكر والعالم والإعلامي نصرة بتوجيه الناس وتحفزهم على العلم الإيمان العمل والإنتاج والسمو الأخلاقي والرقي السلوكي.والمجاهدة على استخراج قدراتهم الكامنة وتوظيفها فيما يخدم الإسلام والمسلمين .
وطالب العلم ينصره بأذن يجعل علمه خالص لوجه ولمنفعة الإسلام والمسلمين والناس أجمعين وان يكون باحثا عن الحقيقة العلمية أينما وجدت رغبة في منفعة البشرية جمعاء وان يبتعد أن التقليدية قدر المستطاع وان يكون مميز بين اقرأنه .
والموظف نصرة في إخلاصه في عمله ورفع معل الإنتاجية والتحلي بروح الجماعة وحسن التعامل مع الآخرين
والبحث الدءوب عن فرص التدريب والتطوير
.
والوالدين نصرتهما في تربية فلذات أكبادنا وتنشئتهم على الصلاح والتقوى وتربيتهم على الايجابية والمبادرة الحسنة وحب التعاون على البر والتقوى وتحفيزهم على الإبداع وتنمية مواهبهم ووضعها في المكان الصحيح .
والغافلون والمقصرين نصرتهم في العودة إلي طريق الحق ومعانقة الأرض ساجدين لله منيبين تائبين راغبين فيما عنده فاتحين صفحة جديدة و بيضاء ناصعة مع الله وخلقه. عاقدين العزم على أن يكونوا أفراد صالحين بنائين في المجتمع
.
والمتخاصمين والمتقاطعين نصرتهم في تصفية النفوس وملئها بالنقاء والصفاء والحب والذي هو وقود العمل و إكسير النجاح وديدن أصحاب الأيادي البيضاء .
بأمة المليار وخميس مائة مليون مسلم .
جاء وقت العمل وذهب وقت الأمنيات
جاء وقت العمل وراح وقت الأغنيات
جاء وقت العمل وراح وقت الآهات والدمعات
جاء وقت العمل وراح وقت الشعارات والوعود الهاويات...
فلنبدأ من الآن فكل منا على ثغر والكل منا مسل , بأبي أنت وأمي يارسول الله
محبكم / سلطان العثيم
sultan@alothaim.com
الأحد، 3 فبراير 2008
ال 5% وقطط الشوارع
ال 5% وقطط الشوارع