قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الثلاثاء، 27 مايو 2008

ومضة : ورقة من شجرة الابداع سقطت !!

تساقطت اوراق الشجر والماء والمطر وكل ما علا وانحد .
انه العلو الذي يخيف الكثير !!
ويهابه العامة والخاصة !!
ولكن ارواح صافية وصادقة لاوناس عملوا من اجل رقي العقول والافكار هي التي تشق الغمام الي حيث الرفعة والمنزلة التي لا تضاهيها منزلة في احتفالية عظيمة
بجوار من ياترى ؟؟؟
انها بجوارمالك الملك عزوجل ..
خمسة وعشرون ربيعا كانت حافلة بالعطاء والنماء .زاخرة بالنظرة البنائة والطموح المشرق والرغبة المتجددة بان يكون هناك بصمة ..
احرف من نور نقشت على العقول قبل ان تكون على الرقاع ..
انها نموذج مشرق حلي بأن يكون قدوة لنا جميعا ..
خصوصا لمن عاشوا ضعفي هذا العمر او اكثر ولم يعرفوا شئ عن اي شئ في كل شئ !!
الي جنات الفردوس الاعلى بصحبة خير البرية علىه وعلى اصحاب ازكى سلام وارق تحية ...
اهداء الي روح الكاتبة / هديل محمد الحضيف رحمها الله .
سلطان العثيم ..
مدونة باب الجنة ( لهديل محمد الحضيف )

الجمعة، 23 مايو 2008

انه كرسي حلاق فقط !!



انه كرسي حلاق فقط !! …


انه الكرسي الذي يجلس عليه كل منا ذكرا كان أم أنثى صغيرا كان كبيرا عربيا كان أم أعجميا فقيرا أو غنينا ذكيا اوغبيا إلي أخر هذه المتضادة التي لا تنتهي

ولكن ما هي الصورة التي تتبادر إلي ذهن كل إنسان عندما يعتلي هذا الكرسي لربع أو نصف ساعة مرة كل أسبوع أو أكثر ؟؟

انه كرسي عابر لا نهتم بتفاصيله أو دقائق الأمور فيه بل نعتليه بلا تركيز أحيانا أو وجود تصور مسبق عنه..
وعلى الجانب الآخر لو أمعنى النظر ودققنا البصر وأخذنا العبر وجمعنا بين البصيرة و البصر لرأينا إلي الحياة من حولنا في كل ما فيها بهذا الأسلوب البسيط والواقعي في آن معا !!

ولكن هل ننظر إليها هكذا في مصالحنا الخاصة وإعمالنا وعلاقاتنا ومسار دنيانا والتي اشتق اسمها من الدون لا من العلو من الهوان لا من الرفعة من من لا شئ لا من كل شئ .إنها الحقيقة .

إنها رحلة ولكن ليست مثل كل رحلة هي الحياة رحلة البشر من عالم اللاوجود إلي عالم الوجود ومن عالم اللاوعي إلي عالم الوعي من عالم التراب والحجارة إلي عالم هيئة هي الأجمل وحلة هي الأبهى عقل ميز فيه البشر عن سواهم من كل ما يدب على هذا الكوكب ..

ولكن يستخدم الناس أبصارهم ولا يستخدموا بصائرهم فتكون النظرة للحياة قاصرة ذات بعد أحادي , مجموعة من الأماكن والأشياء والأحداث التي دخلت المخ عبر العين وأوصلت إلي العقل رسالة معينه ولكن هنا تنتهي مهمة البصر وتبدأ مهمة البصيرة وهو فهم وتفسير هذه الرسالة والعمل بمقتضاها .
ماهي واجباتي وما هي حقوقي والسؤال الأكبر الذي يسأله الإنسان نفسه وهو
لماذا أنا هنا ؟؟

ومتى ينتهي هذا الوجود ؟

وماذا بعد هذا الوجود ؟؟

إنها محددات لايمكن أن تمر على كيس فطن إلا سأل نفسه عنها ولها وبها وأطال السؤال وتغير من حال إلي حال يجيب تارة ويسأل تارة ويحاول الفهم والوصول إلي أشعة الشمس الجلية التي ترمز إلي الحق والحقيقة والجواب الشافي والبيان الكافي في كل ما يدور داخل هذه الجمجمة !!
انه السؤال الأعظم الذي لا يغفل عنه عاقل ولا يسهى عنه مفكر متبصر يسبر الأمور فيعرف إلي أين تنتهي هذه الرحلة وما هي المخارج الموجود على الطريق.

مخرج للحق ومخرج للباطل , مخرج للصدق ومخرج للخيانة , مخرج للعدل ومخرج للظلم , مخرج للعمل ومخرج للكسل , مخرج للحياة السعيدة والذكر الطيب والعمل الصالح والفوز بغاية ما يتمناه أي فرد منا رضا الخالق وجنات فيها ما لا عين رأت ولا اذنن سمعت ولا خطر على قلب بشر

ومخرج للتعاسة والشقاء والخيبة والخروج من هذا السبق بخسارة لا يعادلها خسارة آنية واستراتيجية حتى لو كان هناك انتصار مرحلي ما يلبث أن يسقط سقوطا مريعا وتكون ضربة قاضية في وقت لا يقبل الندم و بكاء لا يبقى ولا يذر وحسرة لا تجلب إلا حسرة وطلب للعفوي مرفوض وصوت يخرج بالحق ( اخسئوا فيها ولا تتكلمون )
انه كرسي الحياة الذي يدور حوله الكثير من التنافس والصراع والتوجس لا نفكر إلا فيه ولا نفكر فيما بعده وكيف نصل إليه حتى نرضي شعور داخليا ونخدع النفس بالرضي الوهمي وبالمتعة العابرة ولكن كم من الضحايا سفكنا وكم من الظلم ارتكبنا وكم من الحيل استخدمنا

بكل أسف لا نسأل وربما إذا سألنا لا نعقل وإذا عقلنا لا نعمل وهذ هي الخيبة .

يقول الشاعر
يامن بدنياه انشغل ... وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة .... والقبر صندوق العمل

ما أقصى هذا الضياع وعدم فهم البعد الحقيقي لهذه الحياة وهذه الفرصة الثمينة التي قدمها الله للبشر ليكرمهم ويعزهم ويقعدهم مقعد صدق عند مليك مقتدر
وهم بكل غباء يهينون أنفسهم ويجلبون بنا قدمت يداهم الشقاء في الدارين لأرواحهم وأجسادهم الضعيفة التي لا تقوى على مواجهة الحق الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى وسلوك مأمورون بتباعه والعمل بمقتضاه .
ولكن على نفسها جنت براقش !!

يقول القائد القدوة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ( البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت , افعل ما شئت كما تدين تدان )

ولعنا نلقي نظرة بعيده الي يوم تقشعر منه الأبدان الخائفة والمرتابة وتشتاق إليه النفوس الصافية التي صدقت رب العزة وأحبت لقائه وتوكلت عليه وأنابت إلي جنابه العظيم .
يوم يمر على العاصي بمقدار خمسين ألف سنه ولكنه على العبد الصالح بمقدار الوقت الذي يقضيه في صلاة ركعتين لله عز وجل.

ينادي الله عز وجل فيه المظلوم ويقول ( تقدم ) وينادي الظالم فيه ويقول ( لا تتكلم) !!
ويقضي الله بينهم في مشهد يشيب له الوليد لا يتخيله متخيل ولا يتصوره متصور
يحاسب الله الناس حساب دقيقا معياره مثاقيل الذر ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثال ذرة شر يره )
يغفر فيه ذو الجلال والرحمة في كل شئ إلا حقوق العباد !!
صغائرها وكبائرها أمولها وأرحامها همزها ولمزها ظلمها وجورها وما دار واستدار في ظلمة الليل وضي النهار أو في داخل الغرف المغلقة وكانوا يظنون أنفسهم في مأمن ولكنه اقرب إليهم من حبل الوريد واقرب للمظلوم من نفسه التي بين أضلعه فإذا قال حسبي الله ونعم الوكيل انفتحت لها أبواب السماء ورفعها الله بين الغمام ويستقبلها بذاته سبحانه ويقول الجبار ذو البطش ( وعزتي وجلالي لا نصرنك ولو بعد حين )

فيكون خصم الظالم هو الله وليس العبد ومن بقدوره أن يخاصم الخافض الرافع المعز المذل ذي الطول لاالله هو إذا أكرم أجزل وإذا انتقم حول .

فتقوا دعوة المظلوم فليس بينها و بين الله حجاب, دعوة لا ترد ولا تصد. أوردت الرجال المقابر
وأدخلت النساء المخافر وحولت من حولت من الغنى الفاحش إلي القفر المدقع من العقل إلي الجنون وقلبت النعم إلي نقم !!

فهو يتعهد من عرشه سبحانه ويوجه رسالة ربانية إلي عباده يقول فيها
( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
وهذه من مهازل الفكر وغياب الرؤيا ومرض النفس والتي خلقت لتكون سوية, للعطاء دافعة والشر مانعه والعدل شعارها والإيمان لباسها وطاعة الله غايتها وخدمة المسلمين شرفها.
لا تقدم تنازلات أخلاقية أو قيمية لتصل إلي إرضاء النفس والتي بكل تأكيد تجر صاحبها إلي المهالك .
فهل تقبل أن تضحي بالحياة السرمدية الأبدية من اجل أحقر الأمور وأسفل الغايات . يصلها الشريف المخلص الصادق بعزة الله وتمكينه إلي مبتغاه في كل شئ وبفضل إيمانه الراسخ وصدق نواياه
ويفشل فيها المراوغ الآفاق ذو الغي والبغي وان أعطاه الله شئ فهو استدراج لما هو أعظم .
لاتنجيه أقنعته التي يلبس امام الناس ولا جلد الحية الأملس ذو النقوش الزاهية التي يغلفه
ولا كن في نهايته السم الزعاف .

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرافالظلم يرجع عقباه إلى الندمِتنـام عيناك والمظلــوم منتبـهيدعو عليك وعين الله لم تنمِ

زار الخليفة الراشد علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه المقابر ذات يوم وبصحبته عدد من الصحابة والأخيار , والقي أبا الحسن نظرة تأملية إلي القبور وخاطب الموتى قائلا ( يا أهل القبور إن أمولكم قد قسمت وان أزواجكم قد تزوجت وان بيوتكم قد سكنت هذا خبر ما عندنا فما هو خبر ما عندكم .)

فصمت قليلا وهو يعلم انه لامجيب وقال لمن معه كلاما دافئ يخرج من القلب ( والله لو ردوا لقالوا إن خير الزاد التقوى ) .

انه كرسي الحياة الذي يتصارع حوله الكثيرون ولكن السعيد من وصل إلي مبتغاه بشرف وأمانه وإخلاص وجمع بين حب الناس ورضى رب الأرباب ومسبب الأسباب الذي يعطي عباده الصادقين المخلصين الأبرار من حيث لا يحتسبون ولا يعلمون ولا يتوقعون
فعنده كنوز كل شئ سبحانه

ويحرم أهل النوايا الفاسدة والمقاصد المريبة كل خير وكل بر ويجعلهم في طغيانهم يعمهون في لحظات لا ينفع فيها الندم ولا البكاء ولا العويل فهل تستطيع أن تتعامل مع كرسي الحياة على انه شئ عابر لا يحتاج كل هذه التضحيات و التنازلات منك على مستوى القيم والمبادئ والأخلاق وتحمل تبعات ما اقترفت يداك من أهوال وكوارث ومصائب حتى تصل قناعة ولكن بعد أن تقرب شمس العمر أن تغيب بأنك تصارع على كرسي حلاق ليس إلا ...


سلطان ين عبدالرحمن العثيم

الجمعة، 2 مايو 2008

عين على الحل ... وعين على الخلل


عين على الحل .... وعين على الخلل !!

عندما ينظر الانسان في نظرة خاطفة لما حوله من اشياء واشخاص وظروف واحوال وامم وشعوب تظهر في مخيلته احكام وتصورات لهذه الامور ومن ثم تفسيرات لسلوكيات وتصرفات لاشحاص وجماعات وأمم وشعوب.

ولكن !!

هل نتصور أنفسنا ونحن نعطي الاحكام ونلف حبل الإعدام فيما بقي من الأيام على أعناق الآخرين بأوصافنا ورؤيتنا الشخصية المتواضعة و نحن مخلوقات ضعيفة لاحول ولا قوة لنا الابالله مسبب الاسباب ومجري السحاب وهازم الأحزاب لا اله إلا هو سبحانه.

اسأل نفسك كيف تنظر الي نفسك والي احكامك التي تطقها على الاخرين ؟
هل أنت منصف, حيادي, محب للخير للاخرين, محسن للظن بهم
.
إن هذا الكم الكبير من المشاكل والفتن والقلاقل والزوابع سواء التي تحدث على مستوى الاسرة او على مستوى العمل او المجتمع لاهي في اغلبها نابعة من نظرتنا السريعة والخاطفة الي الامور والاحداث بعين الخلل لا بعين الحل

وهنا فرق بين من يبحث عن المشاكل والخلافات ويتفنن في صنعها ومن يبحث عن الحلول والتعامل مع الاخطاء البشرية للانسان على انه شئ طبيعي فطر
الانسان عليه وهذه حقيقة غائبة عن سواد أعظم من الناس
للاسف !!


فالشخص منا لا يتحمل حدوث الخطأ من احد كأن من كان

سواء كان ذلك من والديه اللذان آويها وربياه وقدما له الغالي والنفيس أو إخوته الذين سامروه ورافقوه في رحلة العمر السعيد او اصدقائة الذين خالطوه وتعاهدوا على البقاء أصدقاء والصبر على الحلوة والمرة او زوجته التي شاركته اجمل اللحظات واتعس الايام , ضحكت في وجهه حينما ادارة له الدنيا ضهرها وعبست في وجهه ومسحت دموعه حينما أبكته الحياة بتقلباتها ونوائبها
وكانت ظله الظليل وعشه الدافئ وجنته الدنيوية
أو أولاده الذين هم السند والعزوة والحلم الجميل الذي من اجله يعيش وله يعمل وعليه يعول.

ولكننا بكل اسف نفرح بخطأ الاخرين ونضخم من الامور ونقلب الموازين دائما نضع السعادة خلف ضهورنا ونتبع الشقاء والغوغاء ونقفل على الحوار داخل سلال المهملات في عقولنا ونفضل الجدل والمهاترات والأصوات المرتفعة!! .

و علينا أن نسأل سؤالا افتراضيا مهما لحياة افضل !!

ماذا لو استبدلنا عين الخلل التي نملكها والتي تجعلنا نرى الاشياء قاتمة مسودة والناس كتل من الاخطاء والتجاوزات والهفوات والسقطات هذه العين التي تخفز النفس ان نفرح بأخطأئهم ونعتز بانفسنا ونزهو حينما نحاصر الناس بقصورهم و بهفواتهم وغفلتهم ونضخم من أنفسنا وأحكامنا وكأننا ملائكة منزلين لا نعرف الزلل ولم ننطق الاعذار ولم نعرف طعم الاستغفار
لا بالليل ولا بالنهار
لنا الكمال والدلال ولغيرنا الزلل و والنقصان
انها عنجهية حمقاء لا تجر على صاحبها الا الاسى والاسية والبكاء كالضحية
احزان يتبعها شجون والم يتبعه ندم

هل فعلا نحن نعرف انفسنا حقا ؟؟

اشك في ذلك

ولكننا نمعن النظر في الاخرين وفي جوانب النقص والقصور ونجعلها لب ولباب المشاكل والخلافات سواء الزوجية او الوظيفية او حتى العائلية

هل يمكن للانسان ان يحمل هذه الجسد والروح اللذان يرافقانه الي حيث يريد في دنياه وأخراه
ولا يعرف عن نفسه الا النزر اليسير

ولا لكنه في المقابل يعرف الالاف العلل وانواع الشقوق والخروق في الآخرين من حولنا وهنا يقع التناقض وتكون الازدواجية.

إننا في هذا العصر أحوج ما نكون لاستبدال العين ذات الرؤيا السلبية لكل ما حولنا من اشياء او شخوص او كيانات هذه العين التي تراقب الناس وتركز على السيئ والردئ وتملاء النفس الني هي صندوق الجسد بالحقد والحسد والضغينة والبغضاء على عكس الوضع الطبيعي للانسان لا سيما المسلم الذي تملائ روحه حب للعطاء وبر واحسان وفرح وسرور لافراح اخوته وخزن وكدر على اتراحهم ومأسيهم ..

ان زرع هذه القيم التي تعتبر من اهم منطلقات ديننا الاسلام الذي زرع التسامح وامر بالتغافل وشدد على نقاء السريرة وصفاء النفس واستحضر هنا قول الله في وصف الهول العظيم واليوم الموعود
يوم القيامة ( يوم لا ينفع لا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم )

وهذه إشارة عظيمة إلي صفاء النية واخلاص المعتقد وسلامة الصدر

انه باختصار طوق النجاة وسفينة الخلاص وعنوان السعادة السرمدية الابدية الخالدة

وهذا مطلب عزيز يحتاج الي تهذيب النفس واحسان الظن وتربية الروح على وصل من قطعك والاحسان الي من اساء إليك واحسان الظن بالآخرين والأخذ بأسباب السلامة والتقى ( ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )

ومن الطريف والشيق انه علميا ثبت ان الذباب عينه لا تقع الا على القذورات والأوساخ
وأكوام القمامة والتي تفوح منها روائح نتنة

وان النحلة لا تقع عينها الا على الزهور الفواحة والورود المتلالئة والاشجار ذات العبق الاخذ والروائح الزكية

وهذه احد عجائب الرحمن الرحيم ذي الطول لا الله الاهو

صاحب الإعجاز سبحانه على ما خلق ودبر

سبحانه وتعالى ما خلق هذا عبثا انما للعظة والعبرة

والتدبر والتفكر والسؤال المعبر لانفسنا الحائرة الي اين المسير وما هو هدف الوصول

يقول الفضيل بن عياض رحمه الله ( ما ادرك عندنا ما ادرك بكثرة الصلاة والصيام

انما ادرك عندنا بسخاء الانفس وسلامة الصدور )

أي انهم ما ووصلوا الي ما وصولو اليه من العزة والمجد والرفعة والذكر العطر وعلو الكعب والتمكين والمراتب العليا في الحياة وبعد الممات بأذن الله

الا بعد تطبقهم لهذه المعادلة الذهبية في المعاملات والعلاقات .

وفي هذا السياق يتخفنا الشاعر حيما يصف العلاقات وكيف ننظر الي الناس من حولنا
.

إذا كنت في كل الأمور معاتباًصديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أوصل أخاك فإنهمفارق ذنب مرة ومجانبة
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذىظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلهاكفى بالمرء نبلاً أن تعد معائبه

يقول القاضي جويف سابات من قضاة شيكاغو في الولايات المتحدة الامريكية
بعد ان فصل في اربعبن الف حالة طلاق (انك لتجدن التوافه دائما وراء كل شقاء يصيب الزواج )
وهذا مايعزز الفكرة تؤكد لنا بما لا داعي للشك انه اذا كان للسعادة باب نطرقة فلشقاء الف باب وباب
واذا هناك للجمال والانس والبهجة حديقة عناء نقطف منها الزهور ونشتم فيها العبير و
وننطرب فيها لاصوات البلابل ووزقزة العصافير وعلى الجانب الاخر فهناك الصحاري القاحلة التي لا ماء فيها ولا مرعى , لاحياة ولا حيوية .
جفاف وجفاء

تللك هي انفسنا ونظرتنا للاخرين من حولنا اما نظرة مشرقة واقعية لاافراط فيها ولا تفريط
تغير منحى الحياة ونجدد فيها دواخلنا ونعطي انفسنا الفرصة للتنفس من الهواء العليل
الذي يجدد دوافعنا ويقوي اواصلنا بربنا اولا وببعضنا البعض
ثانيا ..
فهل ننظر الي الاشياء من حولنا بعين الباحث عن الحل ام عين الباحث عن الخلل !!!
وهذه هي معادلة التعامل مع الحياة ببساطة والابتعاد عن التعقيد والتعمق اكثير من اللازم في سلوكيات الناس وتصرفاتهم .
يقول الامام الشافعي هذه القول القيم الذي ينم عن عدم انتصار للذات وتجرد واضح منها ورقي وتحضر كان مصدره العلم والايمان
ومعرفة بالنفس واغوارها

( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)

وهذا احترام كبير من احد اركان الفقة الاسلامي لجميع من خالفوه وعدم احتكار للحقيقة او تزكية للذات كما يفعل البعض ..
والذين لسان حالهم يقول ( قولي صواب لايحتمل الخطا وقول غير خطأ لا يحتمل الصواب )
فمتى تجرد من تضخم الانا لدينا وتعاملنا مع الحياة بواقيعة وبساطة ومع امكانيات الناس من حولنا وامنا بالفروقات الفردية والظروف الطارئة للعامة والخاصة كانت هذه الحكمة التي هي ظالة المؤمن
فان وجدها لم يضيعها لانها مفتاح السعادة وجواز العبور الي عالم الرضى والسكينة.

ويخيل لي قول الشاعر:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ ***فكلك عورات وللناس أعين

وعينك إن أبدت إليك مساوئ امرئ*** فصنها وقل يا عين للناس أعين

انه الواقع فنحن بشر بكل وضوح لسنا ملائكة او انبياء مرسلين او اهل عصمة او كرامة دائمة
من الله سبحانه وتعالى بل حتى الانبياء كلهم دعوا بدعاء ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )
وهذا ثابت ومؤكد فماذا نقول نحن البسطاء الذين لولا ان رحمة الله وتوفيقه لما عرفنا الي اين نذهب والي اين نسير
اننا بامس الحاجة الي التأمل والتفكر والاتصال الداخلي مع النفس والروح والعقل
والوقوف اما المرأة كثير لا لتهذيب الشعر والهندام انما لتهذيب النفس وتقليم الروح وضبط الوجدان
وتقيم التجربة مهما كانت متواضعة , وتأكد ان هناك ما يستحق ان تشهق امامه من المواقف والعبر في خط سير حياتك القصير والقصير جدا .

سلطان بن عبدالرحمن العثيم
sultan@alothaim.com