قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

ثقتكم في انفسكم ... طريقكم الى المجد .

الثقة في النفس كنز فريد وخير مديد و وقوة جبارة تفتح كل مستعصي وتعبر كل صعب عسير ولا تعترف بالمستحيل !!وقود للإنسان في حياته ورصيده الذهبي بعد ممتاه شريطة استخدمها في ميادين الحق والصلاح وليس في معاقل الشر والباطل !!
سمة العظماء واللامع من الأسماء من بداية التاريخ حتى زوال العالم وانتهاء البشريةولست أرى إلا أن التزود بها ضرورة للحياة وضمان للسعادة والنجاح والرقي والفلاح فالواثق بنفسه واثق بربه وكرمه وعطائه وسعته ورحمته ونصره وتأيده عزوجل ومن هنا تأتي القوة الفولاذية التي تفتت الصخور وتعبر البحور وتضيء بها السماء وهجا ونور.
ولست أرى لهذه الثقة معزز ورافد إلا قوة الإيمان و حسن التربية واستقلال الشخصية وقلة حساسيتها بما حولها من عوامل سلبية .فالإيمان يزرع الدفء والطمائنينة والسكون والرضا وحسن التربية تقوم السلوك وتقلم الانفعالات وتزرع الخير في النفوس وتضمن عدم انزلاقها في مهاوي الردى
والشخصية الحساسة تمكن الآخرين من اختراق صاحبها والتلاعب به ذات اليمين وذات الشمالوعلى الجانب الآخر تجد الواثق يأخذ من النقد ما هو بناء و مزهر ويرمي ما هو مفلس و مقفرفهو لا يغني ولا يسمن من الجوع خرج من أنفس مريضه وأرواح مظلمة بغية النيل والإساءة وليس للإصلاح والاستفادة
بعث القائد الإسلامي البطل خالد ابن الوليد برسالة إلى كسرى حاكم بلاد فارس قبل أن يفتحها بنصر مؤزر وفتح مظفر
ورغم فارق الإمكانيات الكبير في العدد والعتاد بين المسلمين وجيش الفرسإلا أن الثقة بالله ثم بالتفس كانت مفتاح النصر والتمكين حيث قال رضي الله عنه في رسالته الخالدة
بسم الله الرحمن الرحيم ، من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم ، وسلب ملككم ، ووهّن كيدكم ، من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا ، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة ، وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة !!)
فوقعت الهزيمة النفسية قبل الهزيمة العسكرية هناوكان النصر والتمكين لجيش خالد بن الوليد .
حروف كتبت بما الذهب تخبر عن أن البطولة والمجد والعزة لا يذعنان لخائر الهمة ضعيف العزم قليل الحيلة .وهذه الثقة وما تفرزه من طاقة نووية بشرية لها ما يعززها ويبنيها في النفس البشرية من نعومة أظفارنا
فالطفل أيا كان جنسه إذا تربى في بيت يكسوه الإيمان ويعمره الإحسان مغلف بالأخلاق والقيم وحسن التربية والمعشر وطيب الذكر والمخبر .فقد نال وسام التخرج من أعظم جامعة في العالم وهي البيت .وأصبح قويا مهيبا لا يخاف المصاعب ولا يخشى المثالب , ذو عقيدة وعزم صاحب قرار وحسم
سريع التنفيذ دقيق الإدارة واسع الأفق سباق إلى المعالي .
وتشترك المدرسة و المساجد والأندية في تشكيل العقول ورسم خريطة الإبداع لأبنائنا من خلال التحفيز والتشجيع وحسن العشرة والمعاملة والابتعاد عن المبالغة باللوم والتحطيم وتكسير المجاديف والعنف والتنفير والقهر والاستبداد التي يستمتع بها بعض المتطفلين على مهنة التربية التعليم أو بعض الآباء والأمهات لغياب الوعي والإدراك !!
فأبناءكم هم نتاج تربتكم فلا تلوموا الزمن أو الظروف على ما قدموا ولوموا طريقة حياتكم وأسلوب تربيتكم القاسي وحللوا تصرفاتكم بكل شفافية وتجرد واعديوا النظر فيما يقتل من مواهب وابدعات وطاقات داخل البيوت والمدارس ودور التربية والتعليم بكل أسف !!
بسبب الجهل والعنجهية والتخلف والرجعية .و اعلقوا من الآن قواميس السباب والشتام والتحطيم والوعيد الشديد بالويل والثبور وعظائم الأمور وافتحوا زهور يفوح منها روائع التشيع والدعم والمؤازرة حتى لو بدر الخطأ أو بان التقصير فالنفس تطرب للسان الرطب الندي والوجه البشوش المبشر بالخيرات والناهي عن المنكرات .
وتنفر من وجوه جانبها الشروق والحسن وألسن كالسكاكين لا تعرف إلا السباب والتجريح والتسلط والبغي !!
جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعد صلاة العصر وقال له والندم يسطع من وجهه " يارسول الله لقد اختليت بامرأة في بستان من بساتين المدينة واتيت منها ما يأتي الرجل من المرأة إلا أنني لم ازني بها !!فقال له عليه الصلاة والصلاة وهو فرح بتوبته متفاءل بثباتهأصليت معنا ؟؟قال نعم ..فقال عليه الصلاة والسلام (( اذهب فقد غفر الله لك )) !!
ختمها عليه الصلاة والسلام برقي أخاذ وحكمة بالغة عندما قرأ الندم على وجه الشاب وإقباله على الله من خلال الصلاة والارتباط بحبل العفو الغفور .فلم يطيل عليه الصلاة والسلام السؤال والمحاورة أو يزيد من اللوم والتوبيخ
إنما عالج الموقف بكل حكمة وروية وزرع الثقة من جدد في نفس الشاب لكي يعيده إلى ميدان الحياة من جديدبكل قوة وثبات ووضع فيه طاقة ايجابية تكفيه حتى الممات
والتربية في النهاية ليست إلا فننا وذوق وإبداع فمن لم يحسن ولن يسحن فليتقى ملك الملوك في أبناء وبنات المسلمين ويحسن لهم في القول والعمل .
ولا تنسوا أن ثقتكم في أنفسكم هي كنزكم الثمين فلا تسمحوا لأحد أن يسلب هذا الكنزمنكم سواء بكلمة ضل بها صاحبها أو تصرف خارج عن المألوف فكنوا كالجبال الشامخات قوة وعطاء وكالنهر السلسبيل تواضعا ورحمة
وكنوا عصيين على الصعاب مؤمنين بالله واثقوا الخطوة إلى الخيرات
فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلن خير .
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات

السبت، 6 سبتمبر 2008

كن صفرا على يمين العدد .

إنها معادلة حياتية وليست معادله رياضية تحفز على الايجابية وعلى العمل بكل حماس وإيمان لتحقيق الهدف الأسمى وهو رضا الله عزوجل وحسن الاستخلاف في الأرض حيث اختار الله العلي القدير الإنسان ليستخلفه في الأرض لكي يعمرها ويبشر بالخير في أطنابها وعلى سطحها وكان هذا اختيار حصريا خص الله به البشر من عرض المخلوقات التي لا حصر لها وهو من هنا يفهم أن ذلك الاختيار لهذه الرسالة السامية انه تكليف و تشريف في نفس الوقت.

ولو تفكر الخلق بهذا التشريف من وجهة النظر البسيطة لعلموا أن خالقهم ومولاهم يترقب منهم الكثير من العمل والجد والاجتهاد في الخيرات والصالحات وبقدر النعمة العظيمة التي أسدها لهم وهي العقل والتي استوجبت التكليف وميزهم عن سائل المخلوقات على اختلاف أجناسها.

وجعلهم يتنافسون في أعمار الأرض والسماء بكل ما يبهج ويسر وينفع ولا يضر وان يكونوا من أرباب العلم والعمل وليسوا من أهل النوم والكسل ففيهم كان السر الأكبر لهذا الكون العظيم الذي كسب هذه الصفة من خالقة وبانيه سبحانه.

إن البناء الداخلي للإنسان بحاجة لتقوية وتحفيز وعمل وتدعيم, نبدأ بالأساس وتجهيز الإحساس لكي نبني من أنفسنا بناء عظيما يشع منه الخلق الرفيع والنبل العظيم والرقي الصادق يكون الكل فيه من المبشرين بالخير والفضائل وأحسن المنازل, بالبر والإحسان وطاعة المنان وخدمة الأنام .

النفس البشرية هي ارض بور إن لم توفق بالمزارع الماهر الذي يعمل إلى تحويلها إلى مروج خضراء وأغصان غناء وارض منتجه مبهجة ذات مردود ومنفعة تسر الناظرين وتشرح صدور القاصدين.

وهي شواطئ بكر لم يتعرف الإنسان على أسرارها وجمال شعابها وصفاء مائعا وتناغم مخلوقاتها وتلونها بألوان الطيف الجميل وهدوء أجوائها ورومانسية حياتها فأين ذاك الصياد الشاطر ؟؟

فهي كالنهر الرقراق في هدوؤه في الملمات وصبره على عوارض الزمن و كالبحر في غناه بالجواهر والزمرد المتمثل بالحكمة والتعقل وعمق التفكير وبعد النظر وكالمحيط في عظمته و تدفقه وحماسه للتقدم والسمو والبناء والرفعة !!

انه شلال متمرد على كل الظروف أو الصعوبات يقهر القهر نفسه ويصر على شقالطرق الموصلة للمجد وبناء الجسور العابرة للعقبات وترك بصمة خالدة له بالخير والعطاء والإنجاز عندما يغادر هذا المكان و يترجل الفارس عن فرسه ذات يوم ويرفع على أعناق الرجال بعد توقف قصري للرحلة في آخر محطة لها.

إنها النفس البشرية والتي أعدها الله لبناء هذا الكوكب وأعماره بكل ايجابية وحماس بكل إيمان وتقوى بكل طموح و حنين إلى العلياء.إلى القمم ولا شئ غير القمم الشاهقات.هل فكرنا واعتبرنا ووضعنا أنفسنا في وضع البناء والأعمار, نبنيها بكلام المنان وسيرة خير الأنام والعلم النافع والعمل الصالح والاستفادة من تجارب من ملؤا الدنيا وشغلوا الناس بنجاحاتهم وأبدعاتهم عبر التاريخ.

هل فكرنا في التخلص من السلبية والاتكالية والانهزامية المتجذرة في نفوسنا التواقة إلى المعالي ؟؟

هل فكرنا من التخلص من الوهم بالعجز وقلة الحيلة والتشاؤم الذي يقتل مشاريع بداخلنا هي غاية في الجمال والروعة ولاكنها حبيسة هذه النفس المهزومة !!

هل عزمنا على تطوير إمكانياتنا وتحفيز قدراتنا التي من شأنها تهيئتنا على الإبداع في المجالات التي نحب أن نتخصص فيها ونعمر الدنيا طولا عرضا بالانجازات والبطولات بأذن الله ؟؟

هل عزمنا على التوكل بعد أن نتخذ القرار ونفعل الأسباب على ملك إذا قال كن فيكون .إن الهواء في العلالي نقي بارد منعش يبهج النفس وبنعش الروح ويفتح العقل ويلهب الجوارح, فهل حدثتك نفسك بأن تعيش هذه الأجواء الصافية النقية الباعثة على الارتقاء الفكري والروحي والعملي ؟

إنها أجواء الطموح الأخاذ والرغبة السامية في تغير الواقع المعاش للأفضل وعشق التطوير وحب التغير فأن كنتوا من أولئك فرفعوا رؤوسكم وافتخروا فأنتم أصفار لها قيمة على يمين العدد وليس على يساره بلا قيمة أو قامة.

وبعدها ستكون الأمة والعالم بأسره بأذن الله على موعد مع النجوم الذين طاروا إلى السماء بجناحين أولهما إيمان ارتقى بعلم والجناح الثاني صبر يوصل إلى يقين.

هل عرفتوا الان أنكم تحملون بين طيات أنفسكم وخبايا أرواحكم ودواخل جماجمكم كنوزا عظيمة لا يعدلها كنوز ولا يضاهيها مال أو نفوذ أو مكانه ؟هل بدأ تداعبكم شعور جميل وفضول ساحر لاكتشاف ذواتكم ومن ثم تطويرها والارتقاء بها فوق السحاب كالكواكب الدرية التي يتغزل بها الشعراء وتوصف بها الحسناوات ويستدل بها الحيارى في الليل البهيم !!

عندما تفيقون في الصباح انظروا إلى السماء نظرة المتأمل الحالم واسأل الله أن يوفقك بأن يكون لك مكان كنجم لامع بين النجوم وعاهد نفسك بأن تتذكر أن من أعزك هو الله ومن يستحق انه تخلص له العمل هو الله وعندها سوف تعرفه وعندما تعرفه سوف تحبه وعندما تحبه سوف تعيش في كنفه حيث العزة والرفعة والأنس والطمأنينة فهو المعز المذل الرافع الخافض فعال لما يريد سبحانه وتعالى.

وعاهد نفسك على خدمة الإسلام والمسلمين بما تستطيع وأنت تستطيع بأذن الله ففي كلن خير وان تكون الرقم الصعب فيمن حولك وان تبحث عن التفوق أينما حليت وأينما حللتعندها فقط سوف تكون الصفر الذي له قيمة على يمين العدد .


محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم

مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات

.sultan@alothaim.com