قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الاثنين، 3 نوفمبر 2008

لماذا نخاف من التدين !!


لماذا نخاف من التدين ؟؟سؤال يطرح ويجمع ويقسم على أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول هذه المعمورة بهم وبغيرهم من أهل الدينات الأخرى ؟؟
و رغم ما يعاني هذا الإنسان الضعيف أمام همه وغمة ومسؤوليات حياته وتحديات مرحلته و مفاجأة الزمان وتقلبات المكان فهو كائن ركبه الله من العقل والروح والشهوة ,
فهو في صراع دائم !!
أما الحيوان فقد ركب من روح وشهوة ولكن بلا عقل و على جانب أخر مختلف فالملائكة ركبت من روح وعقل ولكن بلا شهوة !!وهنا يكون الاختلاف جوهريا ذا معنى لا يغيب على كيس فطن فإن سما عقل الإنسان على شهوته كان فوق الملائكة
(( إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ))
وان طغت شهوته على عقله كان اقل من الحيونات .!!وجعل الله المعرفة هي غاية للعقل وهدفه الأسمى ففيها يعمل وينتج ويرشد وبها يحصل توازن حياته ومنه يدفع إلى المعالي والمغانم .وهذا الذي يؤكد أن العلم الحقيقي والمعرفة الصادقة لا تؤديان في نهاية الطريق إلا لحقيقة الوجود والغرض من خلق الإنسان وتصويره في أحسن تقويم
..فأي علم لا يؤدي إلى إيمان فهو علم منقوص الحقائق مختل الموازين وهو وليس إلا محاولة إنسانية فاشلة للوصول حقيقة علمية ليس إلا !!
فربما يتحقق الاكتشاف ولكن لا يتحقق الغرض من الاكتشاف وهو الحقيقة الإيمانية الصافية الموصلة إلى رحاب مالك الملك سبحانه .ولقد تأملت في أحوال احد أغنى وأرقى بلدان العالم وأكثرها تحضر وهي السويد , بلد كامل في بناءه المادي وشعب من أغنى شعوب الأرض إن لم يكن أغناها وحريات وامن وطبيعة خلابة وغير ذلك .
ولكن الروح مثقله والنفوس مقطعة والضيق ساد والهم أباد والانتحار هو الحصاد .تخيل معي أن هذه الحضارة الكبيرة و التقدم الصناعي والتكنولجي و الاقتصادي لا يكفي لشاب أو فتاة في مقتبل العمر لكي يقرروا أن يعيشوا ما تبقى لهم من العمر ,
بل يكون الخيار النهائي لهم بعد الفشل في رجلة البحث عن الحقيقةهو قذف الضحية نفسه من فوق جسر الانتحار وهو احد ابرز المعالم السياحية للعاصمة السويدية حيث ينتحر حوالي 21 شخص يوميا هناك وفي أماكن أخرى !!وسوف تندهش إذا عرفت أن السويد هي الأولى في العالم في هذه الظاهرة المشينة التي تستحق منا الوقوف والتحليل قليلا .
ويزيد الأمر سوء عند المسلمين فهم أصحاب أعظم رسالة التاريخ وفيهم ومنهم انطلقت اكبر رحلة إصلاح وتغير لهذا الكوكب فكيف يعرضون ويصدون وبين يديهم هذا الكنز العظيمفكم تتحمل هذه الأرواح من البؤس والشقاء والاضطراب وهذه العقول من العجز والضمور والتشتت في رحلة البحث عن الذات !!نعم إنها كذلك حينما تسبح بعكس التيار , وكم من الوقت تستطيع أن تفعل ذلك ياترى ؟؟
إنها ليست إلا بضع سنوات فتبدأ الروح المبتعدة عن خالقها بالإجهاد ومن ثم يبدأ الاحتقان والتراكمات تزيد بوتيرة متسارعة ويتفجر في النهاية حتى يصل منتهاه !!,فتبدأ مرحلة إدمان التدخين ومن ثم الخمور والمخدرات ومن ثم تنزلق الإقدام أكثر ويتم الدخول في مراحل متقدمة من الاكتئاب والأمراض وتصبح تلك الأقراص هي رفيق الإنسان الأول في كل مكان !!ملايين الناس على هذا الحال وجزء لابأس منهم وهم بازدياد يتجهون إلى الانتحار أو محاولة الانتحار كحل لهذه الضيق والتأزم .
وهناك أرقام مروعة في هذا الباب حيث ينتحر في الولايات الأمريكية على سبيل المثال حوالي 21000 سنويا رغم ما يعيشه هذا البلد من تقدم ورخاء !!وأؤكد لكم من هنا أن هذه النفوس لم تعرف طعم الاتصال بخالقها وعذوبة القرب منه والعيش تحث ناظريه وفي حضرته سبحانه !!
لم تذق طعم الطمأنينة التي يزرعها الإيمان الصادق في النفس البشرية وهذه الطمأنينة والراحة يتحولان إلى طاقة جبارة للعمل والإبداع والتضحية والبناء والعمللم تذق أن كل من تقرب إلى هذه الملك زاده سعادة و رفعة وعلوا في حياته وجنة لا يتخيلها المتخيلون ولا يتصورها المتصورون فيها العيش السامي السرمدي الأبديبلا هم ولا غم ولاكبد !!ملك مهيب جبار ذو عزة إذا قال كن فيكون فعال لما يريد عنده خزائن كل شئ يحن على عباده ويفرح بأعمالهم الصالحاتويأسى لغفلتهم وإعراضهم ويرسل لهم الرسائل تلو الرسائل بأن رحمتي سبقت غضبي وان بابه لا يغلق لـتأب صادق أو مقصر نادم فأقبلوا عليه .
شديد الفرحة بعودة العائدين وتوبة التائبين يكرمهم ليس بالغفران فحسب !!
بل يقلب سيئاتهم حسنات وهذا كرم يجب إلا يقابله لؤم ونبل يجب إلا يقابله خسة فأنظر نفسك واعرف مع من أنت من هؤلاء ؟فهل يعرض عليك أيها الإنسان صحبة ملك الملوك المعز المذل الرافع الخافضالعزيز الرحيم الغفور الودود وترفض !!
وتتسابق لإرضاء خلقة والتفاني معهم وتقصر معه وتجافيه وتتخوف من العيش تحت لواءه رغم انك تعلم انه صانع المجد والعزة وانه يمهلك ولكن لا يهملك !!
أي تعاسة تدفع عقل الإنسان للهروب من الخير ولزوم الغير و التمسح بإقدام البشر الذين لا يملكون ضرا ولا نفعا لأنفسهم فكيف بغيرهم !!
وتنسى خالقك وباريك وصانعك من عالم اللاوجود إلى عالم الوجود من اللاشئ إلى كل شئ !!كم أنت عدوا لنفسك أيها الإنسان حينما لا تدرك حقيقة وجودك ولا الدور المطلوب منك فأنت هنا ضائع من الضائعين تائه مع التائهين ملكت البصر وفقدت البصيرة وغرتك قوتك وخانك عقلك حيث أوردك المهالك.
فأفق وتأمل حالك وقرر أين موقعك من الاعرب و هل أنت نكرة أم معرفة وهذا كله بعملك وإخلاص وعطائك ومنتوج حياتك الايجابي في الخير وإقبالك على الصالحات وإدبارك عن السيئات .
فصحح ما كان من مثالب وعثرات وقل في نفسك سوف أكون الأول دائما وابدأ في ما يرضيه عني سبحانه .فبقدر عملك ستكون حياتك وسعادتك وعليه يتقرر مصيرك قبل مماتك وبعده فابتغي الخير أينما كان وانصرف عن الشر حيثما وقع !!
وانطلق في رحلة أبدية في بساتين السعداء العناءتتأمل الورود الندية وتستنشق أجمل الرياحين الزكية وتستمتع بالأجواء المخملية تزهو روحك بسحر المكان وصوت تغريد البلابل والطيور وخرير الماء الصافي العذب من الينابيع والغدران يداعب أسماعك وأنت بحال نشوة وانشراح وسرور .
وارفع ناظريك قليلا لكي ترى عنوانا لهذا البستان المزهر المثمر مكتوبة بماء الذهب
((من عمل صالحا من ذكرا وأنثى وهو مؤمن لنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون ))
وللحديث بقية
.محبكم /سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات