قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الجمعة، 16 يناير 2009

متى تغضب !!

أنا المسئول !!


انا المسئول !!

كان الخليفة الفاروق يمارس عادته اليومية في تفقد الرعية وأداء حقهم عليه وبينما هو يتجول في أزقة المدينة وشوارعها لفت نظره بيت لعابر سبيل على أطراف المدينة فذهب إلى هناك ليكتشف حال هذا النازل الجديدوبينما هو يقترب من البيت شده صوت أطفال يصرخون ويتألمون ومنظر أم تضع القدر الممتلئ بالماء فقط على النار لكي يهدْ الصغار ويعيشوا على أمل أن هناك طعام يعد وجوع سوف يسد !!

دخل عمر على المرأة وتفقد حالتها وإذا بها تعيش الفقر بكل صوره والحرمان بكل تجلياته وليس لها في إطعام نفسها وأولادها الثلاثة لاحول ولا قوة ..

سألها الفارق عن حالها ولم يعرفها بنفسه !!
فشكت إليه الحال وقالت كلمة كانت قاصمة لظهر عمر رضي الله عنه
" الله الله على عمر "

فسألها عمر باستغراب لما تدعين عليه ؟؟
فقالت أيلي أمرنا ويغفل عنا !!

صدم الفارق رضي الله عنه بهذا الكلام وهو الذي لا يضع نفسه إلا في محل تقصير رغم عظمة عهده وانتشار عدله وسعة افقه وسداد حكمته وتميز إدارته للأمور .

خرج عمر مسرعا إلى بيت مال المسلمين وطلب من الحارس بسرعة كبيرة أن يحضر الدقيق والزيت والعسل
وفعلا كان ذلك
فقال عمر من للحارس احمل علي !!

فقال الحارس بتردد
(( احمل عنك أم احمل عليك يا أمير المؤمنين ))
فقال عمر احمل علي !!

فقال الحارس احمل عنك أم احمل عليك يا أمير المؤمنين
فقال عمر ثكلتك أمك أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة ؟؟
فزع الحارس , وحمل عمر كل هذه الأغذية على ظهره واتجه مسرعا إلى بيت أم المساكين
وهو يعاقب نفسه في كل خطوة يخطوها
اعد بنفسه الطعام وخدم الأطفال وأمهم بيديه وهو بغاية السعادة .
قاطعت المرأة عمل عمر قائلة :
ليتك أنت كنت الخليفة بدل عن عمر !!

لم يعلق أبا حفص وخرج وكان الوقت قرابة الفجر
وتخبأ خلف شجرة على مقربة من بيت أم المساكين وأطفالها
وكان معه عبدا لرحمن ابن عوف الذي ألح عليه أن يعود فلقد حان وقت صلاة الفجر
فرفض عمر وقال كلمة عظيمة لو مزجت بماء البحر لمزجته
" والله لا اتركهم حتى أراهم يضحون مثل ما أتيتهم يبكون "

حتى في دقائق الأمور كان يحس بالمسؤولية ولم يكن يعظم عمله أو يضخم دوره أو يلقي باللائمة على الآخرين تهربا أو ضعفا .
عاد الفاروق من رحلة الاستكشافية تحت إلحاح من عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما
وصلى بالمسلمين الفجر فكان يبكي بكاء الثكالى عند كل أيه من آيات القران الكريم وهو يستحضر رب السموات والأرض وهو واقف بين يديه ويقول في نفسه إن لم يسامحني فلقد هلكت في مشهد لفت أنظار الصحابة الكرام وأثار تساؤلاتهم .

وفي الغد كان في يجلس في مجلس الخلافة وعلى يمينه وشماله على ابن أبي طالب وعبدالله ابن مسعود رضي الله عنهما
فأقبلت المرأة أم المساكين على مجلس الخلافة لتقابل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالصدفة سمعت احد الصحابة يقول لعمر يا أمير المؤمنين
فصدمت !!

هذا الذي أطعمنا وسقنا واهتم بنا بالأمس , وهذا الذي دعوت عليه ولم يقل لي شيئاً !!
قدمت لعمر الاعتذار فبادرها عمر بقول يدل على انه ما زال ضميره الطاهر يؤنبه
(( بكم تبيعين مظلمتك ))

ردت الأم باستغراب
لقد سامحت وانتهى كل شئ بالأمس فلقد عملت لنا كل شئ
أصر عمر وقال
سوف اشتري مظلمتك بستمائة درهم من مالي
وسوف يشهد على ذلك علي وابن مسعود

وافقت المرأة على مضض بعد إلحاح عمر
دفع المال وكتب هذا العفو عن عمر على رقعة وشهد الصحابة على ذلك
ولم يكتفي عمر بذلك إنما أوصى الصحابة بوصية خالدة إلى الآن تدل على ورعه وتقواه وتحمله للمسؤولية بكل شهامة وجرأة وبكل عدل وإنصاف .

وكانت وصيته ضعوا هذه الرقعة التي تنازلت بها امة الله عن حقها بين جسدي وكفني بعد أن أموت حتى ألقى بها وجه الله يوم القيامة ...

ما أروع هذه القصة التي استشهد بها في موضوع مهم ومحوري هو الإحساس بالمسؤولية في جميع أنواعها وأصنافها
فأنت مسؤول أمام نفسك واهلك وعائلتك ووطنك وأمتك ,,,

فهل نعيش إحساس بالمسؤولية عن كل ما يدور حولينا أم أننا نكتفي فقط بسعادة النفس وتلبية رغباتها وإشباع غرورها بغض النظر عن ما يدور حولنا ..

لقد تطور الغرب وتقدم بسب الإحساس بالمسؤولية
فعلى سبيل المثال عدد المتطوعين في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 94 مليون متطوع أي أن حوالي ثلث الشعب ملتحق بأعمال خيرية أو إنسانية تطوعية كان منبعها والمحرك لها الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع وتجاه الامة الامريكية .
وأيضا على الجانب الآخر ساد المسلمون طوال ثلاثة عشر قرن إلا من خلال الإحساس بالمسؤولية ونبذ الأنانية والإفراط في حب الذات
كسلوك وتصرف ممقوت !!
فهما دخيلين على المجتمعات الإسلامية التي تؤمن بالعمل الجماعي وتؤسس له وان لا مكان لأي صوت نشاز
يحفز على اللامباله والاستهتار وعدم الاكتراث بما يحدث هنا أو هناك فهذه الأمة بجميع أقطارها وأفرادها جسد واحد ومثل ما نحن مطلوب منا أن نسعد الجميع يجب علينا أن نمسح دموع الجميع
بكل ايجابية وتألق .

وهي مطلب تربوي مهم يعلم عليه الصغير والكبير والمرأة والرجل وتلتف حوله الأسرة في النقاش والحوار
فالمرأة التي دخلت النار كان ذلك بسب مسؤوليتها عن تلك الهرة التي حبستها !!

وعلى النقيض تماما فلقد غفر الله للمرأة الزانية حينما أسقت الكلب العطشان بخفها !!

وهنا يكون معدن الإنسان نفيسا وغاليا كالذهب حينما يحس بالمسؤولية في عمله وفي معاملاته وفي عبادته في حله وفي ترحاله
تجاه القاصي والداني وتجاه الكبير والصغير
يقول علي ابن أبي طالب ماقتا السلبية والتخلي والتخاذل
أن تعطي القليل خير من الحرمان
ولتكن تربية روحية قيمة لنا جميعا

تبدأ من إحساسك بالمسؤولية أما العلي القدير سبحانه عن كل سلوكياتك وتصرفاتك وأقاولك
ومن ثم إحساسك بالمسؤولية تجاه أسرتك وعائلتك ومجتمعك وأمتك
فما أجمل أن تحس بمسؤوليتك عن أخطائك وعثراتك وهفواتك
تجاه الله تعلى خالقك ومحييك والمنعم عليك سبحانه .
وتجاه خلقه الذين يشاركونك العيش والحياة وتشاركهم
الماء والغذاء والهواء .

فتجبر ما انكسر وتأخذ العبر وتفتح نافذة جديدة على حياة أجمل وأحلى واسعد وأبقى .
وتقول في نفسك وأنت مسرور بكل شجاعة
أنا المسئول .

محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات

مدونة نحو القمة

مستشفى القصيم الوطني والتجربة الماليزية !!


مستشفى القصيم الوطني .. والتجربة الماليزية

ماليزيا ذلك البلد الجميل ذو الطبيعة الاستوائية بلد المطاط والزراعات التقليدية , كان ذلك البلد يعيش على الهامش ذات يوم ولم يكون ذلك الوضع المأساوي يروق للمخلصين من الماليزيين وعلى رأسهم فارس التغيير ونجم النهضة الماليزية مهاتير محمد حيث أضحت هذه التجربة المميزة على كل لسان ابهروا الشرق بها وتحدوا الغرب من خلالها وانتقلوا من بلد كان يأخذ الأعطيات والهبات ويعيش في جهل وتخلف وضياع إلى امة لا يشق لها غبار في مختلف المجلات
تضاعف دخل المواطن الماليزي إلى أرقام قياسية وأصبح مشروع
10/ 10 هو حديثا للشارع الماليزي !!

( سنكون ضمن اكبر10 دول صناعية في العالم في عام 2010)
هذا هو الحلم الماليزي الذي أصبح نصب عين كل الماليزيين شعب وقيادة وهاهم على أبواب المجد واقفون !!
بدأت رحلة التغيير هناك عام 1981 عندما تولى ذلك الطبيب الطامح والمناضل المسلم المعتز بقيمه ومنطلقاته مهاتير محمد مقاليد الإدارة التنفيذية للدولة كارئيس للوزراء وعندها وعد الشعب الماليزي بالتقدم والرقي والرخاء والأخذ بأساليب العلم والتطور والتنمية والتمسك بثوابت الأمة وعقيدتها الإسلامية السمحة واستمداد الرؤية المستقبلية من هذا التاريخ المجيد لهذه الأمة العظيمة .
وعلى الجانب الآخر ونحن هنا نطل على مشروع مستشفا ليس إلا !!

بدأ كفكرة عام 1406 وتحول إلى واقع مع وقف التنفيذ 1427
والحقيقة أنني كلما مررت أمام هذا المستشفى الذي لم يبقى صغير أو كبير لم يضع أمامه علامة استفهام ؟
حيث دخل موسوعة قنيس كأول فكرة تحولت لواقع بعد 21 عام فقط !!

ودخل أيضا كأطول مدة تنفيذ للإنشاءات وكانت حوالي عشر سنوات
ودخل أيضا كأطول مشروع جاهز لم يتم تشغيله وكانت سنتين ونصف تقريبا .

إننا أمام واقع مؤلم على المستوى الإداري والاقتصادي وفي محيطنا الاستثماري والتنموي فنحن هاهنا نرى الأمم والشعوب بأسرها تتطور وتتحول خلال سنوات عده ونحن أمام مشروع صغير تلقى كل الدعم والمؤازرة من المخلصين من أهل هذا البلد وقياداته .
ومن الطامحين لهذا الوطن والمنطقة ومع هذا لازلنا نرى التخبط الإداري والعشوائية في التنفيذ وغياب الرؤيا الواضحة في العمل !!

وإنني لأرى دور مهما للأكاديميين والاقتصاديين وخبراء الإدارة والغرف التجارية وأجهزة الإشراف والرقابة الرسمية لبذل لجهد مشترك وتعاون بناء لتلافي ما حصل لهذا المشروع وغيره من المشاريع التي تتعثر قبل أن تمضي نحو تحقيق أهدافها وتموت قبل أن يأتي زمن الحصاد وتجر أذيال الفشل والهزيمة بدل أن تمضي قدما في المشاركة في مشروع التنمية الكبير لهذا الوطن الغالي .
وحقن هذا الهدر في الوقت والمال والجهود وتلافي أخطاء الماضي

والوقوف عندها ملياً بغرض عدم تكرارها في المستقبل في أي قطاع وعلى أي بقعة من هذا الوطن المعطاء .
لاسيما لو تصورنا أجواء التحفيز والتشجيع لهذه المشاريع الإستراتيجية المهمة لكل أطياف المجمع ومع هذا تأبى أن تنجح وتكون في مهب الريح هي واستثماراتها والتي هي أيضا لشريحة مهمة من المجتمع رغبوا بأن يستثمروا في تنمية وطنهم وتطوير مدنهم ومجتمعاتهم واتت النتائج عكسية عليهم بكل أسف

وفي المقابل لن يكون الضرر هنا متوقفا على المشروع فقط ولكن سوف ينظر إلى البيئة الاستثمارية التي حوت مثل هذه المشاريع المتعثرة بنظرة سلبية تؤثر تأثيرا عاما ويصل بنا المقام إلى نتائج مخيبة للآمل في وقت ما أحوجنا إلى الإتقان في كل المجالات والعمل بكل بجدية وطموح وتحمل المسؤولية الاجتماعية بكل احترام والتزام واستحضار مخافة الله سبحانه الرقيب الأول عز في علاه في كل وقت وإيكال الأمر إلى أهله فهنا يكون سر النجاح ولا ننسى الأخذ بالأطروحات العلمية وأساليب الإدارة الحديثة بعيداً عن الترنح في القرار وغياب الخطط والأهداف وهنا يكون الوصول إلى الغاية الأسمى بكل يسر وسهولة وبأقل مخاطر ممكنة .
مع الحرص على الابتعاد عن كل ما من شأنه أي يسئ إلى الوطن والمواطن وهنا يكون الوعي بمصالح الأمة العليا وتقدير العواقب الوخيمة لكل فشل وتقصير.

لاسيما أن السقوط المريع هنا وقع رغم أن كل المؤشرات تدل على النجاح ولكن تأبى بعض السلوكيات والتصرفات إلا أن تجرنا إلى الخلف في سباق عالمي نحو المقدمة .
فهل نقبل التحدي ونكون أمة الإتقان
قال عليه افضل الصلاة واتم التسليم
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات
sultan@alothaim.com