قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الاثنين، 13 ديسمبر 2010

بوابة الثراء .. مقالي الجديد في صحيفة العرب القطرية


المال عصب الحياة وشاغل الناس ورحيق الأحلام ومنطلق النفوذ وبوابة الأمن الحياتي والمستقبل الأسري, هو الطاقة المتدفقة بكل قوة في شرايين الاقتصادي العالمي والمحلي , سواء كان على مستوى الدول أو الشركات والمؤسسات أو الأفراد والعامة.

يدفع بقوى العمل إلى الأمام وبه تبنى الأمم والشعوب وتتحقق الطموحات والآمال وتتم المشروعات وتوقع العقود ويبدأ العمل وتنهض البلاد والأقطار, وعلى أساسه يكون أي تخطيط مستقبلي سواء كان تشغيلياً أم استراتيجياً للمنظمات والأفراد .

فكيف نغطي جميع الجوانب التي تنهض بنا على مستوى الأمة والأوطان والمجتمعات مع غياب لإستراتيجية مالية واضحة للأجيال الحالية واللاحقة وهذا هو مدار حديثنا اليوم
ولعدة مقالات قادمة نكمل فيها الملف المالي بأذن الله .

ترصد الإحصائيات في العالم العربي عودة كبيرة إلى ممارسة الأعمال الحرة لدى الشباب والفتيات في هذا العصر ونفورهم من ثقافة الوظيفة والعمل المقيد الروتيني , وهذه علامة إيجابية وظاهرة صحية حيث تعود الأعمال الحرة والمشروعات الصغيرة والأسر المنتجة إلى الواجهة من جديد بعد انقلاب الموازين وتقديس الأجيال الماضية للعمل الوظيفي واعتبارهم له أنه بوابة الحياة الوحيدة ولكنهم أصيبو بخيبة أمل كبيرة بعد التضخم الكبير والارتفاعات المتلاحقة في الأسعار التي ضربت العالم ناهيك أن الدراسات والأبحاث تؤكد أن 1 % من الموظفين فقط هم من يصبحون أثرياء , وأن 99% هم عالة على صناديق التقاعد والتأمينات بعد إنتهاء رحلة العمل والبعض منهم يكون أيضا عالة على أولاده في هذه المرحلة الحساسة من العمر فأين يكمن الخلل !!

ولعلي أفهم هنا من هذه الآية القرآنية العظيمة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الآية . أن الإعداد الفردي والجماعي لهذه الأمة لا يجب أن ينسى قوة الإعداد في الجانب المالي والاقتصادي للفرد والجماعة فإذا عرفنا أن ستة من العشرة المبشرين بالجنة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من الأثرياء وليسوا أغنياء فقط , وهم من ساندوا قيام الدولة وتوسعها ونهضتها ونشر الدعوة الإسلامية والتبشير بها في كل مكان مع حفاظهم رغم ثروتهم على قيمهم ومعتقداتهم وأخلاقهم وتواضعهم وخوفهم من الله وتقواهم فكان المال إضافة لهم وليست عليهم وهذا هو جوهر الإنسان المتوازن الثري بخلقة ودينه وماله في آن معاً فهو وسيلة وليست غاية .

يقول القائد القدوة صلى الله عليه وسلم (نعم المال الصالح للرجل الصالح ) رواه أحمد

فالزهد هنا ان يكون المال في يد الإنسان وليس في قلبه كما يذكر الإمام أحمد , وليس الزهد كما يحاول البعض أن يروج على انه إنصراف عن الدنيا وانقطاع عنها ورفع الشعارات الانهزامية والتي من أولها " القناعة كنز لا يفنى , ومد لحافك على قد رجليك , والشراكة قِدر لا يفوح" , وكل هذه الرسائل الانبطاحية التي تروج للخمول والضعف والدعة والاستسلام والبعد عن أي طموح مالي أو حياتي مشروع بل هو مطلوب وبشكل ملح وضروري .

خصوصاً في هذا العصر الذي لن نحقق فيه أي نجاح إلا عبر عصب الحياة والذي هو المال , كما أحب أن اؤكد على سلامة مصدر هذه الأموال وشرعيها والبعد عن كل عمل مشبوه أو محرم يبطل بركتها وينهي فائدها ويجعلها وبال وشر لا يقدر ولا يحتمل .

وعليه فكيف نستعيذ نحن كمسلمين في الدعاء من الفقر والحاجة والقهر والدين و غلبة الرجال
ولا نسعى جاهدين لتطبيق فحوى هذا الدعاء على ارض الواقع عبر استراتيجيات صناعة الثروات والمشاريع الإنتاجية وتفعيل الطاقات والاستفادة من الأطروحات والسعي وراء الرزق الحلال بكل همة توصلنا إلى القمة وإنفاقها فيما ينهض بنا ويرتقي بمجتمعاتنا وأوطاننا .

مع حرصنا التام أن لا يسرق المال منا توازننا ونظرتنا إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا, و إلا يدخلنا عالم الطمع والجشع والظلم والبغي والغش والكذب والبهتان والنفاق على الإطلاق.
حديثي اليوم سوف يكون عن المشاريع الصغيرة والتي تمثل جزء كبيرا من اقتصاديات العالم ونطاقها الإداري والتنظيمي فهي تمثل في الغالب 95 % من مجمل المشاريع في العالم.

يعمل فيها في اليابان على سبيل المثال 82 % من القوى العاملة وفي الصين 75 % ونسبه قريبة من ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية , مما يعطى هذا الموضوع خاصة أهمية كبيرة ولا شك حول العالم , ويجعلنا نغير الكثير من المفاهيم الغير دقيقه حول هذا الموضوع الهام فالأفراد يعتمدون اعتماداً كبيراً قي صناعة ثروتهم واستقلالهم المالي وتحقيق ذواتهم وتحويل أفكارهم وإبداعاتهم إلى واقع على المشاريع الصغير والعمل الحر بوجه عام , وعلى الجانب الآخر فالدول أيضا يرتكز اقتصادها الضخم على المشاريع الصغيرة في متوسط يحوم حول ما بين 65 - 75 من إجمالي المنظومة الاقتصادية وهو رقم كبير ولا شك .

ناهيك أن المشاريع الصغيرة والأعمال الحرة أصبحت حلاً هاماً ومجربأ عالمياً لمعضلة البطالة التي أسهمت بتفاقم مشكلات كثيرة مثل الفقر والجريمة والعنوسة وأزمة السكن و الضغوطات النفسية التي صنعت أزمات صحية واجتماعية كبيرة ,

وعليه فيعتبر الكثير من أهل التجارب الناجحة الذين عبروا من خلال بوابة المشاريع الصغيرة أشخاص يستحقون التوقف أمام تجاربهم ملياً حيث يتعففون عن العودة للعمل الوظيفي بعد أن تذوقوا حلاوة النجاح في هذه المشاريع التي انطلق منها أعظم وأكبر وأهم رجال وسيدات الأعمال والأثرياء والماليين والتنفيذيين في العالم بدون منازع , فهم بطبيعة الحال لم ينطلقوا من الأعلى ولم يكونوا وليدة الحظ والصدفة كما يعتقد الكثير من المسوفين للأسف , بل كانت بدايات بسيطة خلطت بأفكار إبداعية ملهمة وأديرة بجودة وإتقان ورؤية وتحدي وأهداف واضحة وصبر وإيمان وجدية .

ولابد هنا أن أعّرج على أهمية الاستفادة من التجارب السابقة واللاحقة في هذا الباب لجعل العمل والإنتاج سهلاً وسلسأً وممتعا ,ً والتحديات والصعوبات التي سوف تواجهنا محكومة وقليلة التأثير .

وهنا نورد أفكاراً هامة لحوض هذا الغمار الممتع والشيق ولا تنسى أن نأخذ مفاتيح النجاح الذهبية عبر طرحنا لهذه الأسئلة الثلاثة المحورية على أنفسنا ثم ننطلق إلى العالم الجميل بكل عزماً وحزم وتجلد.

السؤال الأول / هل أنا صالح لكي أكون رجل أعمال أو سيدة أعمال ؟

تـأكد من دوافعك .. وهو سؤال لا يمثل تحديأ للإجابة بل انتم تسألون أنفسكم بكل بساطه وسلاسة عن دوافعكم للقيام بهذه الأعمال ومادامت الدوافع والمحفزات المالية والاجتماعية والعائلية والشخصية كافية للإقدام على هذا العمل فسوف يكون ناجحاً بلا شك ويحمل في طياته الكثير من الإمتاع والفائدة ..

ونقصد هنا عندما نتحدث عن الدوافع المالية أي هل لديك طموح مالي أو تريد أن يكون لديك دخل إضافي أو تريد أن تحس بالأمان المهني والحياتي .
أما فيما يخص الدوافع الشخصية فهل تحب أن تكون سيد نفسك ؟ , هل تكره العمل لدى الآخرين ؟ هل تحس أن قدراتك وإمكانياتك أكبر من العمل الوظيفي ؟ هل تحب أن تحقق ذاتك ؟
أما فيما يخص الدوافع العائلية فهل تريد أنت وعائلتك على سبيل المثال أن تحس بالأمان المستقبلي , هل تريد أن تتمتع بمستوى معيشي معين لك ولعائلتك , هل تريد أن تمتلك منزلاً وتنعتق من عالم الإيجار والاستئجار .
أما الدوافع الاجتماعية مثل الحصول على التقدير والاحترام من الآخرين, كسب مكانه مرموقة في المجتمع, المساهمة في تطوير من حولك ووطنك وأمتك وتقدمها وغيره .

السؤال الثاني / ما هو مجال النشاط الذي أفضله ؟

وهو سؤال لا يقل أهمية عن الذي قبله حيث من المستثمرين الجدد من يحب العمل في المجال الصناعي وفروعه وهو مجال له أطره ومحدداته وفرصه الهامه , وهناك من المستثمرين من يريد العمل في المشاريع الزراعية الصغيرة والإنتاج الحيواني والدواجن وهو أيضاً عالماً أخر مستقل بذاته , وهناك نوع من المستثمرين يريد العمل في حقل الخدمات مثل الاستثمار في عالم السياحة أو الاتصالات أو المطاعم أو التعليم والتدريب أو الاستشارات وغير ذلك من الاستثمارات الصغيرة المجدية والنافعة , كما يفضل هن أن يفصل المستثمر في توجهاته التجارية بين توجهه نحو تجارة الجملة أو التجزئة أو الاستيراد والتصدير المباشر ويحدد الطريق والهدف من البداية .

السؤال الثالث / ما هو الإطار القانوني المناسب لمشروعي الصغير ؟

وهو سؤال مفصلي هام لأنه سوف يضع التصور النظامي والقانوني للعمل والإنتاج , وكلما كان هذا الوضع واضحاً جلياً سهلت التعاملات التجارية والبنكية وعرفت الحقوق والواجبات والأطر العامة للعمل , وعرف صاحب العمل والمتعاملون الإمكانيات المادية والنظامية المتاحة وطبيعة النشاط ومهام الشركاء و صلاحيات المدراء والتنفيذيين وكيف يمكن التعامل مع الأزمات ودرجة المخاطر وعدد العاملين في المنشأة وغير ذلك , وينقسم الايطار القانوني العام للمنشأة الصغيرة إلى عدة أقسام منها المؤسسة الفردية أو الشركة التضامنية أو ذات المسئولية المحدودة أو الشركة ذات التوصية البسيطة وهي تجمع بين أنظمة التضامنية و ذات المسئولية المحدودة وأخير شركة التوصية بالأسهم .

وفي الختام بعد إجابتكم على هذه الأسئلة الهامة وتأكدكم من الأرضية التي تسيرون عليها ومدى صلابتها وقوتها وتحملها تجنب الأخطاء العشرة التي يقع فيها الكثير ممن ينشدون الثراء أمثالكم عندما يؤسسون المشروعات الصغيرة الخاصة بهم ويتوجهون إلى احتراف الأعمال الحرة الممتعة , وهو ما سوف نتطرق له في المقال القادم بأذن الله , دمتم برخاء وإبداع وحرية .

"ختاماً "
جهات داعمة وحاضنة سوف تقدم لكم الكثير في هذا الباب

1- البنك السعودي للتسليف والادخار .
http://www.scb.gov.sa/

2-صندوق المئوية .
http://web.tcf.org.sa/new/

3- برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع.
http://www.aljprog.org/ar

4- صندوق التنمية الصناعي وهو مخصص لدعم المصانع الجديدة.
http://www.sidf.gov.sa

5 - صندوق التنمية الزراعية
http://www.adf.gov.sa

6 - برنامج كفالة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
http://www.sidf.gov.sa

7 -صندوق تنمية الموارد البشرية " هدف "
http://www.hrdf.org.sa

8 - معهد ريادة الأعمال الوطني
http://www.riyadah.com.sa

محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
عضو الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير ASTD
sultan@alothaim.com
مدونة نحو القمة
http://sultanalothaim.blogspot.com

الخميس، 2 ديسمبر 2010

تم ولله الحمد تدشين صفحتي على موقع الفيس بوك وحياكم الله جميعا .





http://www.facebook.com/profile.php?id=100001540563184

كيف ظلمنا السيرة النبوية !!

هي منهج ومسار لكل إنسان ومخلوق من الأخيار والأبرار ॥ في كل الأوطان والأقطار॥ فيها الشفاء من كل العلل وفيها الحلول بكل السبل ॥ لا تجد جانباً إلا غطته ولا مجالاً حياتياً إلا تناولته ॥ ولا بعدا نفسياً أو عضوياً إلا وتطرقت إليه وساهمت في إثراءه॥وصف دقيق ॥وتوازن عميق ॥ وإسناد لا يحتاج إلى تحقيق॥ كانت سيرة الصادق المصدوق صاحب الصديق ॥ القائدة القدوة أبا القاسم نبينا ورسولنا وملهمنا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام ।ولأن هذا الكنز أمام أعيننا استعجب واستغرب إغفال البعض لهذا القبس المضيء والذي سار نوره وانتشر في كل زمان ومكان ॥ بل كان المفتاح الذهبي الذي تغلغل في القلوب المظلمة وفتحها وأنار لها وبها الطريق وجعل الحياة تداعبها من جديد بعد أن عاشت غربة الجهل ووفاة المضمون وسبات الضمير ॥وأستغرب أكثر حينما نتناول السيرة النبوية الخالدة وكأننا لسنا معنيين بها ॥ وسردها كمجرد قصص وأحاديث عابرة لا تحتاج منا إلى توقف معها ولا دخول في تفاصيلها ولا استفادة منها في حياة أصبحت تحتاج إلى الكثير من الاحترافية في الأداء والتعامل والإنتاجية !!
كيف لوإذا عرفنا أن الله أرسل لنا الأنبياء لينقلونا من مراتع الجهل والتخبط والانحدار والضياع الإنساني في الحياة إلى مجامع الرقي والحضارة والسمو والنهضة ।فالإنسان بلا دين كائن تعيس مسكون بالوهن والضعف والوساوس.. لا يعدوا كونه كالبيت الخرب تسكنه الأشباح ويهجره النور ويستبد به الظلام।والفرد بلا قدوة يتعلم ويستفيد منه ويحاكيه في معاشه ومعيشته وتفاصيل حياته كالسفينة التي تاهت في المحيط وتركت لكِ تلاطم الأمواج في رحلتها إلى الهاوية ।بل أن القران الكريم دستور هذه الامة وصف النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بوصف أقوى عند العرب من القدوة وأفصح وأعم وهو الأسوة وهذه علامة لغوية هامة يقدرها أهل البيان والبلاغة والتفسير ولا تمر عليهم بلا توقف أو تأمل।وعليه فإن استدراكي هنا حينما استخدمت وصف الظلم هو نابع من نظرتنا الأحادية للسيرة وتركيزنا على جزء من كل ,حيث تحولت سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الشاملة الجامعة المانعة خصوصاً في المقررات الدراسة وبعض المناشط الدعوية والوعظية والعلمية والبرامج الإعلامية والفعاليات التربوية إلى سيرة للمعارك والحروب فقط والتي خاضها مع صحبه الكرام وآل بيته الأطهار عليهم جميعاً رضوان الله .. فتحول الحديث الدائم هنا عن قصص بدر واحد والخندق وحصار بني قينقاع والأحزاب وذات السلاسل وفتح مكة وغيرها من الملاحم الهامة والمشّرفة في تاريخ أعظم أمة جعلها الله خير تكتل بشري على هذا الكوكب يقود العالم ويرث الأرض ويعمرها في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة ।وعليه فكان السقوط في فخ التركيز على الجانب العسكري من السيرة فقط وهو غاية في الأهمية ولا شك .. وإغفال جوانب أخرى تنقلنا إلى النظرة الشمولية الطبيعية للسيرة العطرة التي من خلالها نبني المجتمع المسلم والمواطن الملهم بناء قوياً وايجابياً ذا أبعاد مستقرة ومتوازنة ومنتجة ।ولكن السؤال المحوري في هذا الباب هو أين نحن من السيرة الاجتماعية والأسرية والتربوية والحضارية والسياسية والإدارية والاقتصادية والمالية والشخصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ।أين نحن من البعد النفسي والذكاء الاجتماعي والمهارات الحياتية والقناعات الايجابية الهامة والضرورية والحساسة التي كان يزرعها ويركز عليها بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام في مشروع بناء الدولة وصياغة المجتمع وإعداد الفرد وبناء الإنسان الذي يجب أن يكون الرقم الصعب على جميع المستويات ।أين نحن من مشروع إعداد القادة الذي تبناه وأعلنه في تنصب أسامة بن زيد قائد للجيش وهو ابن السبعة عشر عاما يتبعه كبار الصحابة ويأتمرون بأمره بما فيهم الخلفاء المهدين الذي خلفوا الرسول على الصلاة والسلام ونحن ما نزال في أدبياتنا نؤمن انه يجب أن يقودنا الأكبر وليس الأكفأ والأصلح !!
।أين نحن مع هذه المدرسة الخالدة في التعامل مع زوجاته وحبه الخالد لهن , وتعامله البسيط مع أحفاده وملاعبته لهم كعاشق للطفولة رغم كل مشاغله ونزوله لعقلية الطفل والشباب والجاهل والأمي ومخاطبة كلأ بما يعي ويفهم , ولم تتوقف رسالته على الإنسان فقط بل وضعت للحيوان مقام وحقوق وللأشجار والبيئة محددات وضوابط نجهلها أكثر مما نعيها هذه الأيام।أين نحن من حكمته في علاج أي حالته طوارئ تصيب بيت النبوة, أو أروقة المدينة أو علاقات الصحابة أو هجمات الأعداء وأطماعهم بالإضافة إلى مدرسته المتفردة في إدارة تجذبات السياسة ودهاء الحكم وحكمة القرار وبعد النظر فيه وقراءته الواعية للشخص الذي أمامه وإنزال الناس منازلهم।كيف لم نتعلم منه فنون التفاوض وأسرار كسب القلوب وسحر الابتسامة التي لا تفارق محياه والرقة في العبارة وآداب الإنصات والرقي التعامل مع الآخرين والإحسان لهم وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم واحتواء المذنب والعاصي والمقصر وتوجيهه بحب وعاطفة صادقة بعيداً عن أي عنف أو قسوة أو تشفي أو استبداد والتي أصبح بعض هذه القيم السلبية عنوانا ملازماً للبعض من أتباعه في هذه الأيام فأين الخلل ؟أين نحن من اهتمامه البالغ في قضية التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد والذي يكفل الاستمرار والديمومة لأي مشروع حيث وطد علاقاته مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حيث تزوج منهما , وعثمان وعلي رضي الله عنهما حيث زوجهما بناته, فتعمقت العلاقة ووضعت الأركان وأسست الأهداف والرؤيا واطمأن على حال الأمة من بعدة فالمشروع مستمر بجهود الأتباع الذين تحولوا إلى أعظم قادة التاريخ فلقد نهلوا السياسة والقيادة والإدارة من معينها ومنبعها ودمجوا القول بالعمل فنجحوا وتفوقوا فهل نتعلم معادلة النجاح ونطبقها ।أين نحن من فنون التحفيز والتشجيع والدعم المعنوي والذكاء العاطفي الذي زرعه في أصحابه وزوجاته وأتباعه فوزع الألقاب حيث الصديق والفاروق وحبر الأمة وترجمان القرأن وغسيل الملائكة وأمين الأمة وعائش والحميراء وسيف الله المسلول وذات النطاقين وريحانتا رسول الله الحسن والحسين وغيرهم كثير ।أين نحن من مدرسة السياسة والعلاقات الدولية والمحلية التي قادها حيث الاحتواء والدبلوماسية والدعوة بالتي أحسن , والحزم والإقدام والفصل في القضايا حينما يستلزم الأمر ذلك।أين نحن من السيرة الخالدة في التسامح والعفو و تغلب مصلحة الجماعة على الفرد وتقليل حظوظ النفس والتواضع وحمل هم الأمة ونهضتها وعزتها والبعد عن الحياة الأنانية التي لا تعكس إلا سوء خلقوا تربية وفراغ في العقل وضيق في الأفق।كيف كان أسلوبه الفريد لحل المشكلات وتصحيح الأوضاع ووضع الخيارات وترتيب الأولويات وإدارة الوقت وتقدير قيمة الحياة والبعد عن سفاسف الأشياء وتوافه الأمور والتي يغرق فيها جزء لا بأس به من أمتنا وأهلينا هذه الأيام فأصبح بعضنا يتففن في قتل الوقت ولا يستثمره ويعيش حياةً روتينية قاتلة بلا طعم أو رائحة أو معنى أو هدف غارقأ في القشور هاربأ من اللب ذو الدر المنثور ।كيف كان متفائلاً عليه الصلاة والسلام في أحلك الظروف ومستبشراً في أصعب المواقف يراهن على ماعند الله ويثق في مدده , ولا يقدم التنازلات حينما يقترن الأمر بالثوابت والمفاصل الهامة لحياة المسلمين ومستقبلهم ।لماذا لم نتطرق إلى الرسول الإداري ॥ هذا الجانب المهمش من السير ة رغم قوته وأهميته لاسيما ونحن أمة تعاني من تخلف الإدارة وسوئها وهي احد أهم أسباب تخلفنا عن الأمم الأخرى بطبيعة الحال فجزء من مشكلتنا هي في إدارة أنفسنا وإدارة من حولنا وما يقع تحت مسؤوليتنا وعليه فعلينا أن نفرق بين المدراء الحقيقيون والمنتفعون والمتسلقون في هذا الباب ।ولم يكاد هذا الإرث المحمدي الغزير أن يتلاشى حيث زرعه في صحابته وأهل بيته عليهم رضوان الله حيث فتحوا الدنيا به ونشروا القيم والأخلاق والفضائل والنجاح والعدل واحترام حقوق البلاد والعباد في كل مكان حيث منحهم المفاتيح الذهبية وخارطة الطريق لأي مشروع مستقبلي أين كان ومهما كان فسادوا وتسيدوا ।إن السيرة العسكرية هي جانبُ هام ولا شك في سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام ولكنها لؤلؤه براقة من مجمل عقد فريد من اللآلئ الجملية والجذابة هو عقد السيرة المحمدية الشريفة الكامل التي أضحت منهج حياة ومشروع سعادة ومدرسة أخلاق ومحضن قيم ومنتهى المنطلقات, لحياة أفضل على الدوام في جميع المجالات والاتجاهات ।لقد ظلمنا السيرة النبوية الذهبية مرتين , أولهما حين غطينا جزء وغفلنا عن أجزاء و تجاهلنا دررها وكنوزها ولم نكلف أنفسنا حتى التوقف أمام عبرها ومغازيها وهي موجه لنا نحن تحديداً وما أحوجنا لها في هذه الأيام , وظلمناها مرة أخرى حينما قدمنها بقالب ممل وركيك ,بعيد عن التشويق والإبداع في التناول والطرح والتجديد في الأساليب و الذي يكون عبر رسم صوره درامية ملهمة تزرع وتغرس في الأذهان وتؤثر في النفوس وتقّّوم النشئ وتقيم الحجة وتصلح من الحال الذي أصبح بقاؤنا عليه ضرباً من خيال وقبولنا له محال في محال .لنا أن تمنى ونحلم أن نغوص في بحرها و نبدع في طرحها ونتمز في وصلها وإيصالها إلى المتلقي المتشوق كثيرًا لهذا الطرح الشافي والكافي لكل جوانب الحياة بالإضافة إلى حرصنا على حسن الإتباع والاقتداء الذي من اجله جمعت وصنفت وأصّلت عبر جهود بشرية جبارة فلماذا نحن منفصلين عن هذه المرجعية وكأنها لا تخصنا !!"تأصيل "قال الله تعالى { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً }روى ابن ماجه عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد." قال الشيخ الألباني : صحيح.قال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير:(قد تركتكم على البيضاء)وفي رواية عن المحجة البيضاء وهي جادة الطريق مفعلة من الحج القصد والميم زائدة .
بقلم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات
عضو الجمعية الامركية للتدريب والتطوير अस्त्द