قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الاثنين، 24 أكتوبر 2011

إنطلقنا ولله الحمد في توتير

يسعدني التواصل معكم عبر توتير


https://twitter.com/#!/sultanalothaim

الورقة البيضاء .. والنقطة السوداء

حياتنا الجميلة كالورقة البيضاء , مشرقة بلونها صافية بشكلها متألقة بزهوها , تسر الناظرين وتفرح المتأملين وتبهج المتبصرين وتلفت أعين السائحين

ولكي نعيش الحياة الدنيا علينا أن نفهم معادلتها التي وضعها رب الخلقية حينما أراد أن يخلق الإنسانية , فالحياة قائمة على تقلب الأحوال والأوضاع وعدم استقرارها , فعليك أن تتعلم أن تتذوق أكثر من طعم وتعيش على أكثر من وضعية ولست وحدك كذلك فهنالك البشر كلهم , فمنهم من أبتلي ومنهم من ينتظر .. ومنهم من صبر ومنهم من يتذمر .. ومنهم شكر ومنهم استكبر .

والنتائج لا شك مختلفة والطرق متفرقة ولكي نعيش لذة الجنة الجميلة في دنيانا العابرة وآخرتنا العامرة , أراد الله أن تكون أحد مراحل حياتنا الثلاث هي الدار الدنيا والتي نكافح فيها ونجاهد , ونتجاوز الصعاب والمعضلات ونلتفت هنا وهناك بحث من مخرج لكي ننجح ونرتقي ونحصل على المراد وغاية المنى وجميل الأحلام والطموحات والرغبات بأذن الله

ففي الدنيا أنت لا تأخذ كلما تشاء وأي ما تشاء ومتى تشاء , بل عليك المحاولة وتكرار المحاولة , تفشل لكي تنجح , وتتعلم من فشلك لكي تكون أكثير نجاحاً في المستقبل ونذكر ولا نحصر أننا نأخذ شيئين من ثلاث على الأغلب في مسيرة حياتنا .

فلن يجتمع لك الصحة والمال والفراغ في مرحلة واحدة على الأغلب

ففي بدايتها يكون لك الصحة والفراغ ولا يكون لك المال .. في أوسطها يكون لك المال والصحة وينزع منك الفراغ .. وفي آخرها يكون لك الفراغ والمال وتنزع منك الصحة !!

هي الحياة هكذا وهو جزء من تكوينها الذي يجب أن نفهمه ونتفهمه ونتعايش معه وعلى أساسه
فلا نعضب من التحديات ولا نيأس أمام الصعوبات ولا نهرب من المشكلات ولا نقلل من النجاحات ولا نكون أسرى الماضي الذي دوماً يسرقنا من واجب التفكير والتدبير والتحضير للمستقبل
أن طريقة تفكيرنا هي التي تسعدنا وتشقينا , تبهجنا وتحزننا , تصنع لنا التحدي أو تجعلنا نرفع الراية البيضاء مستسلمين لصروف الحياة وتقلبات الزمن
علينا أن ندخل جنة التفكير الإيجابي من اليوم ونهجر التفكير السلبي المتشائم المبالغ بالحذر والخوف والارتباك والتردد
علينا أن نستبدل الضعف بالقوة والإدبار بالإقدام والشك باليقين والكره بالحب والعضب بالحلم والشدة باللين والعنف بالسماحة والألم بالأمل .

كيف نتعلم التفكير الإيجابي ؟

* آمن أن الله عدل في قسمته وهو باسط ذراعيه بالرزق والعطاء وعنده كنوز كل شيء ولكن افعل السبب فلا يظلم أحد من خلقة ولا يحرم ولا يهضم حقاً , ولكنهم هم من يظلمون انفسهم بسوء التصرف وضعف التخطيط وسوء التنفيذ والمكابرة عن الحق والتخاذل والتسويف والكسل والاستهتار وعدم الاستفادة من الأخطاء وضعف الهمة والطموح والاستسلام لتحديات الحياة .

* تخلص من الحساسية التي تضعف تفكيرك وتربك تعبيرك وتجعلك ضعيفاً متوارياً عن الأنظار وكن قوياً حين الشدائد صابر حين الكرب متجلداً حال الأزمات واعلم أنك سوف تخرج منها أقوى مما كنت بفضل الله فالضربة التي لا تكسر الظهر تقويه .

* استنشق الهواء النقي المنعش في الصباح الباكر مع اشراقة كل صباح وقل في نفسك اليوم افضل من الغد وأنا الآن اقرب من تحقيق احلامي من ذي قبل وكن متفائلاً على الدوام , واقبل على يومك بحماس وتوقد واحتفل بالإنجازات التي حققتها في ذلك اليوم حتى لو كانت بسيطة ولكنها جز من كل ونقطة في بحر وزهرة في بستان انجازات حياتك .

* التفاؤل لا يعني أن لا تكون حذراً عند اللزوم ولا تبالغ في الحذر واعلم أن أكثر من 80 % من هواجس الشر والخطر التي ترد عليك لا تقع إطلاقاً وهي مجرد تخيلات فكن متوازناً بين الإقدام والإحجام وبين المبادرة وبين دراسة تبعاتها

* عاشر الناجحين والمتفائلين والمقدمين والمبادرين والمبدعين في الحياة وسوف تكتسب منهم الشيء الكثير وابتعد عن اعداء النجاح والمثبطين والانهزاميين والمتخاذلين والخامدين فهم شر وعدوى احذر منهم وابتعد عنهم

* تذكر أثر التفكير الايجابي على صحتك وعلى نفسيتك وطول عمرك وعلى حياتك وسوف تجد تدعيماً كبيراً في هذا الباب وعلى العكس تذكر أن الكثير من الامراض والاعراض والكروب والنكبات جاءت من النفس المتشائمة والخامدة والمنغلقة على ذاتها فهي في عذاب دائم وظلام دامس .

* اقرأ قصص العظام والكرام وأهل النجاح والعبقريات والإنجازات والمعجزات وانظر كيف قهروا الصعاب وقفزوا فوق الظروف وكيف خرجوا من رحم المعاناة والفقر واليتم وصنعوا واقعهم الذهبي ولم يكونوا ردة فعل بل كانوا الفعل ذاته فالحياة إرادة ومبادرة وجهاد .

* لا تمكن الشيطان منك فهو يريد منك الا تعمل ولا تتقدم ولا تبدع و لا تتمتع بعلاقة دافئة مع من حولك وأن تكون سجين الوهم والهم والغم والخرافة والصراع والفقر والضعف والمسكنة , فلا تمكنه من حياتك واطرد وساوسه بالذكر والاستغفار وذكر الله والتمسك بحبلة وارفع شعار " حياتي تحدي " قال تعالى (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم البقرة:268

* لا تكن سهل الانكسار سريع الاستسلام ضعيف الشكيمة مهزوز الوجدان مستمتع بالمعاناة وتمتع بالأعصاب الفولاذية التي تجعلك قادراً على تلقي الصدمات بقوة وايمان , واعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطأ والعكس

وتمتع بالرضى بعد أن تعمل كل ما بوسعك لتغير الحال وتلافي الاشكال , وثق بأن مع العسر يسرى وأن النصر مع الصبر ولا تنسى أن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب .

* حذاري من الوقوع في فخ التفكير السلبي فهو مرض خطير , يجعلك تركيز على العثرات والاخطاء والمشكلات والصعوبات وإن كانت قليلة ويجعلك تتخاذل عن العمل والاقدام وتهمل سيل جارف من النجاحات والفرص والخيرات والخيارات أمامك فأنت بكل أسف أغفلت الورقة البيضاء الكبيرة وتهت في نقاط سوداء صغيرة عليها , فتجاهلت كل ذلك البياض ومن ثم أصبحت اسير ذرات تافه من السواد لا وزن لها ولا قيمة إلا أن تستفيد منها كأخطاء لكي لا تعود اليها .

" قاعدة التركيز الذهبية "
"ما تركز عليه سوف تحصل عليه " من المسلمات الحياتية قاعدة
فإن كنت ايجابيا فإنك سوف تنظر إلى الجزء المليء من الكأس وتعمل بتلك الروح المتألقة , وإن كنت سلبياً سوف تنظر إلى الجزء الفارغ وتنتظر النهاية المؤلمة التي تتوقعها دائماً وهي غير موجودة إلا في عقلك

" محبرة الحكيم "
البعض منا يصر على لبس نظارة سواء دائماً , حتى عندما يطل علينا القمر زاهياً بتمام بدره

" التفكير الايجابي في سيرة القائدة القدوة علية الصلاة والسلام "
تبع سراقة بني مالك رضي الله عنه رسول الله صلى قبل أن يسلم رسول الله وصاحبة رضي الله عنه حينما خرجا من مكة قاصدين المدينة راغباً في مكافأة تقدر بمائة ناقة رصدها قريش لمن يقبض على محمد , وفعلاً وصل الله سراقة الى الرسول وهم بأن يتم ما جاء به ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في احلك الظروف واصعب اللحظات المصيرية يقول لسراقة عد ولك سواري كسرى فيذهل سراقة و لا يصدق كيف يعدني بذلك وهو في هذه الظروف وكيف يعيش هذه الحالة من اليقين !!

وفعلاً عاد ولم يظفر به , وفتحت بلاد فارس في عهد عمر رضي الله عنه
واخذ سراقة سوراي كسرى كما وعد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وفهم الجميع درس أهمة التفاؤل في احلك الظروف من مدرسة المعلم الاول عليه الصلاة والسلام

" تأصيل "
وفي هذا الحديث معناً عظيم للتفائل والإستبشار بالخيرات واليقين بما عند الله والعكس بكل أسف للمتشائمين والقانطين

حدثنا الحسين سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ.
" أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ "

سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير cct
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.com

قوانين النهضة.. وعبقرية اقرأ

المتأمل للأمم العظيمة والشعوب الكريمة والمجتمعات الناهضة ذات القوة والمعرفة والنفوذ والهوية والمكانة، سيجدها فعّلت قوانين النهضة، وأخذ بالأسباب، وأطلقت الطاقات، واستثمرت القدرات لكي تكون على رأس القائمة وفي مقدمة الركب سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وعلميًّا.

ومن هذا المنطلق نعّرج على أحد أهم قوانين النهضة الذي يجب أن نعطيه حقه ومستحقه على مستوى الفرد والجماعة، الحاكم والمحكوم، الرجل والمرأة، الصغير والكبير؛ فهو وقود وعتاد، سلاح وزناد، المقبل عليه سعيد ناجح ظافر، والمدبر عنه تعيس فاشل خاسر.

ألا وهو قانون اقرأ

إنه قانون السماء لأهل الأرض، أنزله الله ليشعرنا أهميته وقوته ومفعوله السحري علينا.
كيف ينشد السعادة من فقد مفاتيحها وينشد القيادة من لم يمسك بأسبابها والنجاح من لم يطبق معادلاته.
لقد خلق الله الإنسان من روح وجسد وعقل وعواطف، وجعل لكل جزء مهام واحتياجات.

فلا توازن يصنع الطمأنينة والراحة والسعادة بين جميع هذه المكونات إلاّ عندما تلعب وظائفها وتستوفي احتياجاتها، ومن هنا نقول إن القراءة ليست احتياجًا عقليًّا صرفًا فقط بل احتياج روحي وعاطفي وجسدي أيضًا وهنا تكمن الأهمية البالغة في هذه القضية الهامة والحساسة والتي أتمنى أن يعطيها القارئ الكريم حقها، ويعيد النظر في عادته وممارساته وعلاقاته مع خير صديق في الزمان الكتاب، وهنا نورد بعض الأفكار الهامة التي سوف تكون مدخلنا لهذا العالم القيم والممتع بإذن الله:

1 - ابدأ القراءة في الفنون والعلوم التي تحب.
وهنا تكون القراءة متعة وفائدة، فلكل منا اهتمامات وهوايات ورغبات، ومن هنا تكون القراءة عادة يومية عندما ترتبط بما نحب ونهوى، وما نفتش عنه من تساؤلات أو أفكار جديدة نصبغ بها جدار العمر الزاهي وسماء الحياة اليانعة، ثم بعد ذلك نوّع قراءتك بعد أن تكون القراءة عادة لك.

2 - تدرّج في القراءة.
لا تجبر نفسك على عدد من الصفحات، وتدرج هنا وسوف تجد نفسك تزيد أكثر مع الأيام لما تلمسه من متعة نفسية ورفعة عقلية واتساع فكري ومعرفي، وقوة في الشخصية والمنطق والحجة، ورشد في القرار والتوجه، وحكمة في الحياة والمعيشة، ولا تجبر نفسك على قراءة جميع الكتاب، بل اختر ما يناسب اهتمامك وضالتك ومبتغاك عبر فهرس الكتاب، وإن أتممته كاملاً فتلك الغاية والمغنم.

3 - تعلّمْ تقنيات القراءة السريعة.
وهي من نعم الله علينا في هذا العصر حيث تختصر الوقت، وتزيد من التحصيل والاستفادة، وترفع قدرة الإنسان في القراءة والاطلاع إلى حوالي 10 أضعاف طاقته السابقة أو أكثر، وهذا يجعلنا أمام فرصة كبيرة لإنجاز الكثير في وقت قصير.

4 - دوّن الملاحظات والآراء على جنبات الكتاب للحفظ والمراجعة.
اجعل من قلم الرصاص رفيقًا لك في القراءة، ودوّن ما جاد به المؤلف وتميز
بالإضافة إلى المعلومات الهامة والجديدة، وسوف تستفيد من التدوين مساعدتك على الحفظ والاسترجاع، فالصيد قيد كما يقول العلماء، بالإضافة إلى أن ذلك يساعدك على سرعة الرجوع إلى هذا الأرشيف واستخراج الفوائد التي لخّصتها من هذا الكتاب، بالإضافة إلى آرائك الشخصية حول الكتاب، سواء ما قبلته أو ما ترفضه من طرح المؤلف.

5 - استخدمْ استراتيجيات التكامل بين الكتاب والموقع والشريط والبرامج المصورة.
العلوم والمعرفة لها صيغ مختلفة ومنوعة، منها الكتاب و الصحيفة والمجلة والموقع الإلكتروني، ومنها الدورة التدريبية والشريط والمشهد المرئي والبرنامج المصور وغيرها، وهنا نؤكد على أهمية الاستفادة من جميع الأوعية المعرفية لتشكيل الوعي لدينا
وتحقيق التقدم المنشود في الفكر والسلوك والمنطق وطرق الحياة على مستوى الفرد والمجتمع.

6 - فكّرْ في القراءة في أوقات الانتظار وساعات السفر والتنقل.
ما أكثر ما تصادفنا أوقات للانتظار في المطارات والمستشفيات والرحلات هنا وهناك، فعلينا تغيير عادة التذمر من ذلك والتأفّف، وإمعان النظر في القادم والذاهب والنظر إلى الأسقف والجدران لتضييع الوقت، إلى وقت يُستثمر بالقراءة والاطلاع والاستفادة والارتقاء والتنمية الذاتية؛ فرب دقائق حصّلت فيها معلومة غيرت حياتك من أسفل سافلين إلى أعلى عليين؛ فالحياة في نهاية الأمر كلمة أو عبارة أو قصة أو حدث، ومن ثم يأتي التغيير والتطوير والنجاح والعبقرية.

7 - استفد من الخيارات التكنولوجية الحديثة في الحصول على الكتاب الإلكتروني.
وفرت أجهزت الاتصالات الحديثة خاصيات وبرامج هامة لتوفير المعلومة وتيسير الاحتفاظ بها والاستفادة منها وتكوين المكتبات الإلكترونية، فاستغل هذه النعمة واستخدمها في خيري الدنيا والآخرة، ولا تكن هذه الأجهزة فقط للهو واللعب والترفيه، فساعة وساعة أيها الأحبة.

8 - اقرأ الملخّصات والمختصرات على أقل تقدير.
إن كنت مشغولًا جدًا أو تحت ضغط عمل فلن تتطور أعمالك أو تجارتك أو حياتك إلاّ بالقراءة والاطلاع والتطوير المستمر، ولن تكون معذورًا أبدًا لعدم القراءة، فهناك الكثير من الملخصات والمختصرات لأعظم الكتب وأهم الأبحاث والدراسات، فاحرص على الاطلاع عليها والانتفاع، ومعظمها -ولله الحمد- على الإنترنت، فأن تقرأ الزبدة خير من ألاّ تقرأ أبدًا!!
فكن فاعلًا همامًا إيجابيًا في كل الظروف.

9 - احرص في اختياراتك على النافع والرافع.
الخيرات أمامنا كثيرة جدًا، ومنها الغث ومنها السمين، فاقطفوا منها ما صفا، واتركوا ما تكدر، وهنا تأتي أهمية الكتب القيمة والمفيدة والراقية والتي كتبت بمداد من نور وأحرف من ذهب في شتى العلوم والمعارف، وابتعدوا عن كتب الإثارة السامجة والروايات السطحية التي لا تبني فكرًا ولا شخصية ولا مستقبلًا.

ولا تحرصوا على كتب اشتهر أصحابها بأنهم أصحاب هوى متبع أو مصالح شخصية أو شهوات متلاطمة، واحرصوا على البعد من أهل الارتباك الفكري أو الانحراف العقدي أو الضياع الاجتماعي، ولا تدخلوا هذه المعترك إلاّ بعد تكوين أرضية قوية تستطيعون السير عليها في هذا الحقل من الألغام بقوة وثقة تتكئون عليها.

10 - كوّن من مصروفك الصغير مكتبتك الكبيرة.
عشرون ريالاً شهريًا سوف تجعلك تملك مكتبة موسوعية فيها الآلاف الكتب والمجلات والبحوث خلال خمسة وعشرين عامًا لك وللعائلة ولأقاربك وأصدقائك، فيها من الدرر ما ندر وما توفر، وهي من أعظم الكنوز لك ولعائلتك، وهنا ينشأ نموذج الأسرة المثقفة الواعية الطموح التي تنشأ في بيئة ثقافية وعلمية وأخلاقية ودينية راقية، وهو مطلب كل من يقرأ هذه الأحرف إن لم يكن لنفسه فلفلذات كبده وأولاده الذين يريدهم على أفضل حال وأطيب منزلة وأرقى مكانة.

11 - تسّلح بالقراءة قبل الإقدام على أي تجربة جديدة.
تسلح بهذا الكنز في كل تجربة تقدم عليها، تجارة كان أو استثمارًا، زواجًا كان أم إنجابًا، تربية كانت أم إدارة، زراعة أو صناعة أو سياحة، فلن تفلح وأنت غارق بجهلك، وسوف تولي الدبر لا محالة إن لم يكن لديك أرضية صلبة تتكئ عليها والعاقل خصيم نفسه.

12 - كن متميزًا عن أقرانك واجعل الكتاب رفيقك الدائم.
لا تتأثر بالثقافة الشعبية السلبية حول هذا الموضوع، ولا تهتم بغمز ولمز العامة من الناس حين تخرج الكتاب هنا أو هناك، وكن مميزًا دائمًا فأنت تسبق مجتمعك، وترفع علم الريادة والقيادة فهنيئًا لك.

13 - اعرف شيئًا في كل شيء، واعرف كل شيء في شيء.
في تخصصك الدقيق اعرف كل شيء في شيء، وكن ملمًا وقويًّا من الناحية العلمية والفكرية وصاحب حجة، وفي العلوم الأخرى كن مثقفًا مطلعًا، فاعرف شيئًا في كل شيء، وهي نصيحة غالية ومجربة لأحد أهم أئمة المسلمين.

14 - تمتعْ بالعين الفاحصة والقراءة النقدية والعقل المحلل.
تمتع بمهارات القراءة النقدية فلا تقبل كل قول إلاّ وعليه حجة وبرهان وتجربة وتأصيل شرعي وعلمي، وكن متمتعًا بفلتر قوي وحساس، فلا تدخل عقلك المتشابهات وسقطات الباحثين والكتّاب، وجهل الجاهلين وأهواء التائهين وانحرافات الضالين وشبهاتهم، واجعل عقلك قلعة حصينة لا يدخلها إلاّ من تشرف به ويشرف بها.

وفعّل مهارات التحليل والاستنتاج والاستنباط التي وضعها الله بك؛ فهي هبة عظيمة لا وزن لها، ونعمة لا حدود لعطائها ونفعها، فكن فارس الرهان في ذلك.

15 - حدّث الآخرين عن فوائد آخر كتاب قرأت.
ما أجمل أن تكون ينبوع علم وفكر ومعرفة متدفق تفيد الآخرين مما استفدت، وتضيف إليهم مما علمت وفهمت، وتذكّر لهم أهم ما قرأت وأفضل ما مرّ بك من الفوائد والعلوم.
واجعل آخر كتاب أو مقال قرأته هو مدار الحديث وبوابة النقاش الجاد و الحوار المثمر؛ فكل من حولك بحاجة إلى الكنز العلمي الذي تحمله؛ فزكاة العلم تعليمه.

"حديث الأرقام"
معدل قراءة المواطن العربي سنويًا هو ربع صفحة فقط، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة المواطن الأمريكي 11 كتابًا، والبريطاني 7 كتب في العام!!

وأثبتت الدراسات أن الطفل العربي لا يقرأ سواء 6 دقائق سنويًا خارج المنهج الدراسي، على الرغم مما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب، ويقرأ كل 20 عربيًّا كتابًا واحدًا، بينما يقرأ كل بريطاني 7 كتب؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 140 عربيًّا، ويقرأ كل أمريكي 11 كتابًا؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 220 عربيًّا يا للأسف.

وبينما تنفق الأسرة اليابانية حوالي 80% من دخلها على التعليم، وفي الجانب الآخر تنفق الأسرة الخليجية نحو 50% من دخلها على الترفيه والوجبات السريعة!!

"ماذا قال العظماء في القراءة"

قال ألبرتو مانغويل: "إن القراءة مفتاح العالم".
و قال:"اقرأ كي تحيا".
• قال الطبيب الشهير د.سوس: "كلما قرأت أكثر عرفت أشياء أكثر، وكلما تعلمت أكثر حققت إنجازات أكثر".
• قال جيمس تريليس صاحب كتاب the Read-Aloud-handbook : "نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيدًا في المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة".
• قال الكاتب الفرنسي مونتين: "أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبدًا".
• قال الرئيس الأمريكي الثالث جيفرسون: "إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة، وهما من ألدّ أعداء الحرية".
• قال عباس محمود العقاد: "لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا.

"محبرة الحكيم"

الجهل يجعل الإنسان عدوّ نفسه، متخبطًا في المسير، تائهًا في الحياة، فاشلاً في القرار، متناقضًا في التفكير، سيئًا في التنفيذ؛ فأنت في نهاية المطاف وعاء أيها الإنسان، إن لم تُملأ علمًا وفكرًا وإيمانًا غُمرت جهلاً وتيهًا وضياعًا!!

سلطان بن عبد الرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.com

حكاية العم عادي بن عادي ..


ولد العم عادي بن عادي من أم وأب عاديين، وتربى تربية عادية في طفولته، ومر من خلاله رحلته التعليمة بمراحل عدة تخرج منها بتقدير عادي وترتيب عادي!!

ودخل عادي بن عادي الجامعة وتخصص تخصصا عادياً، وتخرج منها بتقدير عادي ومعدل عادي وترتيب عادي!!

ثم توظف السيد عادي وظيفة عادية وتزوج فتاة عادية وأنجب أطفال عاديين، وبعد زمن ختم عادي بن عادي حياته وتوفي بعد رحلة حياتية عادية لا فرق فيها ولا فريد.

عاش على الهامش واكتفى بأن يكون متفرجاً على مجريات الأحداث ولا يشارك في صنعها.

مات ولم يعرفه أحد ولا يدعو له أحد ولا يذكره أحد!!

مات ولم يبادر أو يطمح. لم يحلم ولم يتوق أو يتفوق!!

غادر الحياة مثلما جاء إليها بخفي حنين، بل كان عالة على من حوله بامتياز.

فلا هو شارك في عمارة الأرض، ولا تبليغ الرسالة، ولا خدمة البشرية، ولا نصح الأمة، ولا دفع المجتمع إلى الأمام، ولم يسهم في بناء أو عمل خلاق أو مبدع أو منتج.

حيث جاء ولم يعرف لما جاء ورحل، ولا يعرف ماذا صنع وماذا أبدع أو اخترع.

هام على وجه في الأرض وتخبط في حياته وكان ردة فعل بدل أن يكون فعلاً.

كم منا بكل أسف يعيش حياة أخينا عادي بن عادي، هو سؤال كبير يحتاج منا إلى أجوبة تجعلنا نعرض عقولنا وسلوكنا وممارساتنا اليومية وتاريخنا الماضي على منصة الحكم وعلى قلم الحقيقة ورقعة التاريخ!!

كم منا هو صفر فعال على يمين العدد، وكم هو صفر على شمال العدد بلا قيمة أو دور أو مضمون!!

كم منا يحلم حلماً يريد أن يفني عمره كله في تحقيقه، أو قضية عظيمة يريد أن ينبري لها، أو رسالة سامية يريد أن يتفرغ لها، أو هماً أو هاجسا عزم على خدمته أو الدفاع عنه ، أو مشروعا فكريا أو تجاريا أو علميا أو سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو إعلاميا أو خيريا أو تنمويا أو نهضويا يكون توأم روحه ورفيق دربه على الدوام يفكر فيه في اليقظة ويحلم فيه في المنام، ويعيش معه في كل دقيقة لا يفارقه ما دام في الجسد روح وفي الجسم قلب ينبض.

كم منا عرف مواهبه فاستثمرها، وقدراته فسخرها، ومهاراته فطورها، ورؤيته للحياة فبلورها، وانطلق يشق طريقة إلى المجد والعلياء، يسابق الصقور في عنان السماء، ينتقل من قمة إلى قمة ومن نجاح إلى نجاح ومن سمو إلى خلود.

إنه عالم العبقريات التي يوجد في كل منكم أطراف خيط منها، حيث نريد أن نتتبعه ونستمر في طريقه حتى نصل إلى منصات التتويج ومراتع الرقي والتحضر والتميز.

الحياة وملعب كرة القدم

الحياة هي أشبه بملعب كرة القدم، فيه الجمهور يملؤون المدرجات، واللاعبون ينتشرون في الميدان بعد نهاية المباراة وخروج النتيجة. الناس لا تهتم والعامة لا تتكلم والصحافة والإعلام لا يكتبون إلا عن جهود اللاعبين، وماذا صنعوا في الملعب، ولمن آلت إليه النتيجة، ومَن نجم اللقاء وصانع الفرق، ولا يكتب شيء عن أفعال الجمهور الذي أكثر الحديث والصراخ، ولكن كل ذلك غير مهم في ميزان الفعل وردود الفعل، فاللاعبون في الميدان هم محط أنظار الجميع وهم صانعوا النصر والفوز بكل جدارة واستحقاق.

فهل أنت لاعب مهم وحاسم في الميدان، أم أحد أفراد الجمهور الذي اكتفى بالمشاهدة من الخارج؟ إنها حياتك، والحياة قرار واختيار، فالأمجاد ليست أقوالاً أو شعارات، بل أفعالاً وسجالات.

فأنت من يصنع السعادة وأنت يجلب التعاسة. قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} المدثر.

فبادروا من الآن لتكونوا القادة الفاعلين الذي يرسمون لوحتهم الحياتية الجميلة لذواتهم ولأوطانهم ولأمتهم، بريشة الفنان المبدع المرهف الإحساس والمستشرف لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى..

قال المتنبي:

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

تخلص من 5 أشياء حتى تكون فعالاً ومتوقداً ومنتجاً:

1.السطحية في التفكير والاستهتار في العمل والحياة.
2.التسويف في القرار والتنفيذ والتقاعس في الإنتاج.
3.غياب الأهداف والرؤيا والرسالة وعدم تحديد خطة العمل ودستور الحياة.
4.السلبية في التفكير والتشاؤم من المستقبل.
5.عدم تقدير فرصة الحياة وهبة العيش ومساحة التحرك.
واكتسب 5 أشياء لتكون منطلقاً ومؤثراً:

1.آمن بالله ثم بقدراتك العظيمة، فأنت أفضل مخلوق على البسيطة.
2.خطط ثم نفذ ثم أتقن ثم صوب الأخطاء واستفد من الهفوات ولا تتراجع.
3.كن صاحب قضية أو مشروع هو من وحي أفكارك واهتماماتك وانطلق به للآفاق.
4.آمن بالعمل الجماعي وتخلص من الفردية والاجتهادات الشخصية وكن شورياً في قراراتك.
5.لا تكثر من الأماني والتنظير، بل ادخل في دائرة الفعل مباشرة وشمر عن ساعديك واصنع أنت الفرق في المعادلة.
محبرة الحكيم

العظماء وحدهم من يؤمنون بالأفعال والمبادرات، والفاشلون هم من يكثرون الأقوال والأمنيات.

تأصيل

قال تعالى عز في علاه مقسماً الناس إلى ثلاث فئات فانظر إلى أي فئة تنتمي: "فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ" (فاطر: 32).



بقلم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم