قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الجمعة، 31 أغسطس 2012

مشاركتي في برلمان عكاظ والمنعقد حول قضايا الشباب وتطلعاتهم الكبيرة والتحديات التي تواجههم

الخميس، 16 أغسطس 2012

التدين الشكلي

جمعني وإياه لقاء وهو الخبير في القضايا والمحاكم وأحوال الناس وإصلاح ذات البين، وطاف بي في رحلة عامرة كاملة الدسم عبر عدد من الأحداث والمسائل والقصص وكان يتسائل ويتعجب ويقول: فلان ملتزم ولكنه يضرب زوجته بلا رحمة وقضيتها لدينا بالمحكمة، ثم عرج وقال فلان المتدين يحرم أهل بيته من المصروف والنفقة وهم في حال لا يصدقه أحد وهم صابرون محتسبون لا يريدون أن يشكوه إلى بلاط القضاء!!

ثم سلهم بعينه إلى السماء وقال: لقد اتصلت بي مساء أمس امرأة مسنة تبكي وتشكي من عدم رؤيتها أحفادها من سنوات بسبب أن أمهم التي تدرس البنات الشريعة وأمور الدين وفضائل صلة الرحم قد منعتهم من ذلك!!
لم يتوقف هذا الحديث ذو الشجون على هذه العتبة بل كان حديثاً متصاعداً فيما يندى له الجبين من المظالم والمغارم والسلوكيات والتصرفات التي لا أشك أنه لا يقدم عليها من يعلم أنه سيقف أمام ملك الملوك ذات يوم؛ حيث كل نفس بما كسبت رهينة.

هذا الرصد الطويل للمسلكيات التي يقوم بها من يوصفون مجازاً بالمتدينين يحتاج إلى أفق أوسع للنظر وإعطاء الأحكام وتفسير السلوك وقراءة الحالات وتوصيف الممارسات.

أدركت في قرارة نفسي أن فكرة التدين مشوشة في أذهان العامة؛ حيث يغلب عليها الحكم المظهري على الناس فقط وهو في تقديري حكم متعجل يحتاج إلى تفكر وتبصر.

وتعود الإشكالية في نظري للصورة الذهنية المفتقدة للدقة لوصف المتدين وصفاته؛ حيث ما زالت تسيطر على الناس فكرة التدين الشكلي وأنه هو المعيار الوحيد للحكم على الإنسان بفضائل التدين وحمائد السلوك الراقي والرشيد للإنسان المسلم القريب من الله عز في علاه.

ظلت فكرة التدين الشكلي حاضرة في عقول الناس وهي معيار الحكم في العمل والتجارة والزواج والتقديم في الصلاة وربما قيادة الناس وتوجيههم في نوائب الحياة وعوارض الزمن وهذا طبيعي في مجتمعات إسلامية الهوية والمرجعية ولكن الذي لا أراه طبيعياً أن يكون الحكم متعجلاً على الآخرين بهذه الطريقة التي تتناقض مع الأناة المحمودة شرعاً.
وهذه الأحكام لها آثارها المستقبلية في تناقض الجوهر الداخلي مع السمت الخارجي وهنا يكون الانفصام واضحا بين جوهر الشريعة ومقاصدها العظيمة وبين سلوك الإنسان الطبيعي الذي يجب أن تتطابق جوارحه مع ما يستقر في جنانه وروحه من قيم ومعتقدات وأفكار حاكمة.

وعليه فصورة التدين السامية تم اختراقها من خلال بعض ضعاف النفوس الذين لا يبحثون إلا عن الانتفاع أو القبول الاجتماعي أو تسيير الأعمال أو مجاراة السائد العام للمجتمع، وعليه أصبح قناع التدين مشكلة كبرى يعاني منها المجتمع الذي عرف بأنه مجتمع يغلب عليه الطيبة والسماحة وحسن الظن وهي سمات إيجابية لو جمعت مع العمق في التفكير والحكمة في التحرير والتقرير.
ويبرز لنا في هذا السياق العام النص الشهير لحديث رسول صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم، وهذا طرح يجب أن يكون موجهاً للمسلمين ومرشدا لهم في هذا الأمر الحساس والدقيق من حياتهم التي جاء الإسلام ليكون منهج حياة ونظام عمل وخارطة طريق وإطاراً عاماً لمعيشة البشر بتفاصيلها وكلياتها.
وهذا النص تحديداً يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفكرة المركزية للتدين هي التدين العميق الراسخ في ضمائر الناس وعقولهم والملهم لسلوكياتهم وأفعالهم الحاكم لضمائرهم والمعزز لأعمالهم ومبادراتهم الإيجابية والمجدية المرتقي بمعيشتهم المهذب لنزواتهم وأهوائهم والمصلح لأنفسهم.
تدين يرتقي بالإنسان ومن حوله، ويقربهم إلى الله زلفى وليست عباءة ترتدى متى شاء الإنسان وتخلع متى شاء بكل أسف؛ حيث يتحول التدين الشكلي إلى عادة أكثر منها إيمان واقتناع واختيار.
وهذه هي الصورة الحقيقية التي يجب في نظري أن نرسمها للمتدين الحق فهو مظهر وجوهر، قول وعمل، ولا يتم الأول إلا ببقاء الثاني واستقراره ورسوخه في جنبات النفس ودهاليز الضمير.

وهنا يطرق المخيلة سؤال عابر للقارات وهو عن أسباب انتشار التدين الشكلي على حساب التدين الجوهري؟ فهل لأن الأول أسهل من الثاني وأهون على النفس أم لأن فكرة التدين الحقيقي لم تصل إلى عقول الناس وقلوبهم وضمائرهم بشكل صحيح ومناسب وملائم للنفس البشرية التي تحب التدرج في الصلاح والإصلاح؟
وهل نحن نخير في دين الله أم نجبر، وهل هي ضريبة المجتمعات التقليدية أو أنه ضيق أفق الحرية الشخصية لعب دور في تنميط الناس وجعلهم نسخاً من بعضهم البعض رغم أن اختلاف التنوع يعد من ضرورات الحياة، وفيه يكون التكامل البشري.
وبعد أن نعود للشارع الاسلامي وماذا يريد من الإنسان فتقف أمامنا على سبيل المثال لا الحصر فكرة التقوى والتي وضعها الدين معياراً مهماً للصلاح والتدين وهي فكرة يخالط فيها الباطن الظاهر ولكن الثاني يغلب على الأول وهو أساس له ومنطلق لأعماله ومخرجاته.

وهنا أعتقد أن إصلاح المجتمعات وإطلاق فاعليتها وقدراتها يتطلب عملاً أعمق في حقل القناعات والمعتقدات أكثر من الوعظ فقط والذي له أثر كبير ولكنه قصير الأجل شأنه شأن أي خطاب عاطفي. وهنا تبرز قيمة التوازن بين خطاب العقل والعاطفة في ميادين الدعوة إلى الله وهي التي ولا شك تصنع النموذج الإسلامي الحضاري للإنسان القوي في فكره والمطمئن في روحه والمتصالح مع نفسه والمتسق مع حياته والمتعايش مع المتغيرات من حوله.

إن فكرة التدين فكرة عظيمة في المحتوى والمعاني ولكنها ظلمت عندما تعاطينا معها بسطحية وظلمت مرة أخرى عندما حولناها إلى أشكال وملابس وأزياء مفرغة من أي مضمون سامٍ.

وهي لعمري فكرة عظيمة ملهمة نستطيع من خلالها أن نبهر العالم بأخلاقنا ورقينا ونجاحنا في أعمالنا ومشاريع حياتنا وصدقنا وتطابق دواخلنا مع ظاهرنا الذي هو عنواننا الذي يقرأه الناس من أول وهلة.
إن المشروع النهضوي والحضاري الإسلامي معلق بجيل يتعاطى مع الدين على أنه وقود الحياة ودستور للعمل ونظام بشري ملهم وحاكم أكثر من كونه طقوس يومية يتعامل البعض معها على أنه عبء أكثر من كونها جرعات يومية لبناء الإنسان المسلم النموذجي الذي أراده الله ونفخ فيه من روحه وأعطاه فرصة العيش والحياة على هذا الكوكب.
هل نفكر قليلاً أن التدين الحقيقي يجعلنا أقل ظلماً وأكثر عدلاً، أكثر سماحة وأقل غلاً، أكثر حباً وأقل حقداً، أكثر وسطية وأقل تشدداً أكثر إيمانا وأقل ارتباكا.

تدين يعمل العقل ويتأمل النص، تدين يوازن بين الروح والعقل والجسد، تدين يعمر الدنيا ويستثمر عيشها ويجعل من رحلة الحياة وقود الفوز لرحلة السرمد في الآخرة.

هل نجعل من التدين جوهره ومظهره باعثاً للأمل فينا والتوازن والسعادة والتألق.هل نجعل من التدين الحقيقي باعثاً للصدق والجد والمثابرة والكفاح.


محبرة الحكيم

في أيامنا هذه بالذات نحن نحتاج إلى أن نفكر كثيراً في سؤال كبير علينا أن نسأله أنفسنا وهو: ما الإنسان الذي أراده الله أن يكون خليفته في الأرض، وهل أنت ذلك الإنسان الذي أراده الله؟

السبت، 23 يونيو 2012

مشاركتي في تحقيق صحيفة الإقتصادية " دعوة الشباب إلى الإستثمارات الإبداعية وتجاهل الأعمال التقليدية والنمطية الإبداعية

قصة كفاحك تلهمنا ..


من أجمل المتع البشرية في زمننا الحاضر أن تقرأ و تتطلع على قصص المكافحين وحكايات الناجحين
تسبر أغوارها وتعيش لحظاتها الخلاقة وتقلباتها الماتعة وتستمتع بالنقلات الكبرى التي كانت في مسار حياتهم
والمفاجأة التي اعترضت طريقهم التحديات التي كادت أن تودي بأحلامهم وتعصف بمشاريعهم
وكيف تجاوزوها وأكملوا المسير بكل ثقة وصبر ويقين .



هم بشر مثلنا يشتركون معنا في كل شي وليسوا مخلوقات فضائية طارئة , مثلنا تماماً في الجسد والعقل والروح والحواس الخمس
ولكنهم يفضلون عن الأناس العاديين أصحاب الحياة الروتينية أنهم يحملون ثلاثية سحرية دفعتهم إلى قمم المجد والعزة والتمكين والسعادة



وهي وجود الحلم الملهم والإرادة الصلبة والرؤية المستقبلية الواضحة .
هم بيننا يعيشون ومعنا يأكلون ويشربون وأمامنا يتقدمون ويرتقون في سلالم الحياة الموصلة إلى أعالي السحاب
حيث المنزلة الرفيعة بين النجوم وشتان بين الثرى والثريا كما تقول العرب .
وهنا يكون يدور الحديث وتطرح التساؤلات بين الأقران والزملاء والأصدقاء والأقرباء كيف وأين ومتى وما هي الطريقة والمنهج والأسلوب



وماهي الخلطة السحرية التي أوصلت هؤلاء , ولما نحن هنا وفلان هناك ؟؟
وهنا نكون قد استطعنا أن نكون قد أشعلنا فتيل المنافسة الداخلية مع النفس و بين الأفراد والجماعات
حيث تتكون أحلى عدوى في الوجود وهي عدوى النجاح
وعندها فلن تتنازل عن مبتغاك وسوف تصبر على الأحجار الملقاة عليك في مسيرك والحفر المتناثرة في طريقك
والتقلبات والضغوطات والمفاجأة التي تطرق بابك , والأطروحات والمعتقدات السلبية
التي تجول في عقول غالبية البشر الذين تتحدث لهم وتحتك بهم يومياً فالعلاقة بينكم وبينهم علاقة تأثر وتأثير .
وهنا نقف معكم على حقيقة علمية هامة تؤكد عليها الكثير من الأبحاث والدراسات
وهي أن الإنسان كائن تلهمه النماذج والصور والقصص وتلهب طموحه ورغبته بالنجاح والتقدم
كما أنها تجيبه على الكثير من الأسئلة الدائرة في خلده وهنا نرى الأسلوب القرآني المستثمر للقصة
في طرح المعتقدات والقيم والأفكار والإجابة على الأسئلة وتوجيه الناس عبر سلسة كبرى من القصص
ذات الأهداف الواضحة في تكوين عقلية المتلقي وإرشاده إلى خير دينها ودنياه وأخراه .
كما أن النمذجة لها اثر كبير في حشد طاقتك الايجابية وحفظ صبرك وصمودك أمام رياح الحياة العاتية وتحدياتها اليومية .



وهذا يأخذنا إلى ما تصنعه الكثير من دور النشر وشركات الإنتاج التلفزيوني والإذاعي والسينمائي حينما تكرس الكثير من الوقت والجهد والمال



في رصد تجارب النجاح والإبداع والتألق البشري في شتى المجالات وطرحها أمام الجمهور في قوالب متعددة
حيث يعيش الجميع حالة من النشوة النفسية والانشراح الروحي والإعِمال العقلي
وهم يرون من بني جلدتهم من يكون أداءه الحياتي وإنتاجه التراكمي بهذه الروعة والسمو والتألق
وهنا نطرح قضية مهمة وهي أن الإنسان الهمام الذي رزقه الله نفساً تواقة وروح منطلقة وعقل متوقد لا يمكن أن يتفرج على هذه القصص
دون أن يحدث نفسه بأن يكون يوماً هناك فوق منصات التتويج يتوشح الأوسمة ويظفر بالجوائز ويؤثر إيجابياً بكل من حوله



ويرى نجاحه أضحى قصة يتحاكى بها الناس ويطربون لسماعها ويحثون أبنائهم وبناتهم على اقتفاء الأثر والسير في هذا الطريق
حيث خير الدنيا الدارين وسعادة المنزلتين .

وصفة النجاح السحرية :
1 / طموحك وأحلامك فقط لا يكفي ولكن عليك أن تخلط الأحلام بالإرادة القوية والرؤية الواضحة التي تصل إليها عبر التخطيط المتقن والمكتوب ثم تنطلق إلى التنفيذ
2 / استفد من جميع تجارب الناجحين وقصصهم وتوقف عند تفاصيلها ففيها ما لا يوجد في أمهات الكتب
وابدأ من حيث انتهوا وكن مفيد وملهماُ لكل من حولك ناصحاً لهم واجعل تجربتك وقفاً لله فزكاة العلم تعليمه
3 / النجاح الحقيقي مبدأه نية صادقة وزاده الصبر وعقيدة عدم الاستسلام والتراجع .
4 / راجع عالم القناعات لديك والمعتقدات ونظفه من كل الشوائب خصوصاً شبهة أن النجاح حظ يأتي بلا مقدامات أو فعل للأسباب
5 / كل مدارس النجاح تقول أن الكفاح هو وقود الوصول إلى القمة فتخلص من العلم الأبيض سريعاً فلن ترفع راية الاستسلام على الإطلاق
6 / قسم حياتك إلى مراحل ورتب الأولويات في كل مرحلة , وأدر وقتك بأهمية أكبر من إدارة مالك
فالوقت يجلب المال ولكن المال لا يجلب الوقت .
7 / ثق بربك ثم بنفسك وانطلق برحلتك لا تزعزعك النوائب ولا الكروب
وعندما تفشل تعلم من الدرس وانهض من جديد فأنت في مباراة مفتوحة وخسارة معركة لا تعني خسارة الحرب
8 / فعّل المراجعات دائماً وتخلص من السلبيات وخفف من الأخطاء ما استطعت واحرص على الجودة العالية في الأداء والمخرجات والتعامل
9 / مهما بلغت من النجاح فلا تغتر ولكن احمد الله واسأله الثبات على الحق وكن صديق الضعفاء والمسحوقين
فهناك تبرز الأخلاق وتصنع الدعوات التي تخترق السماء جالبة الخير لك
10 / أجعل العمل متعة وانطلق فيما تحب وتتقن وسوف تبدع ولا تخرج من جنة التوازن بقدميك
فكن معتدلاً بين العمل والترفيه والعائلة وحقوق الخالق والرحم و المجتمع ووضعك الصحي والجسماني ففقدانك التوازن يعني فقدانك السعادة

عمر بن عبدالعزيز قصة نجاح وكفاح :
لم يثني الزهد الورع كما يعتقد البعض مخطئين الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عمر العزيز
من الطموح والرغبة الوثابة للصعود والتألق فهو صاحب المقولة الشهيرة
إن لي نفساً تواقة تاقت لابنة الخليفة فتزوجتها وتاقت للولاية فأخذتها وتاقت للخلافة فأخذتها والآن نفسي تتوق إلى الجنة فاللهم بلغني إياها"

محبرة الحكيم :
كل إنسان ناجح له قصة تستحق أن تروى
فكم من التحفيز والطاقة الإيجابية والوقود الملهم تحت تلك الأحرف المشرقة

...

سلطان بن عبدالرحمن العثيم 
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة


تويتر 
@sultanalothaim

sultan@alothaim.com

الخميس، 10 مايو 2012


رصاصة العبيكان لن تكون الأخيرة ..


أثارة قضية الشيخ العبيكان الرأي العام السعودي بشكل كبير ولافت , ولا شك أن تصريحاته  كانت امتداداً لتصريحات من قبله حول عدد من الأجندات الفكرية والثقافية والإعلامية التي تسوق بشكل ممنهج ومتدرج في المجتمع السعودي .

لعمل تغير مأمول في اتجاه معين ومعد مسبقاً وهو بطبيعة الحال ليس التغير النابع من وحي الشارع أو من احتياج المجتمع ولكن التغير التي تفرضه القوى العالمية التي تحاول أن تمارس الاستعمار الخفي بفرض الهيمنة على عالم العقول والقيم والأخلاق والتي بطبيعة الحال سوف تخلق حالة من التبعية والانقياد لهذه المشروع الذي يراد له اختراق مواطن التأثير الكبرى في المجتمع مثل التعليم والإعلام والحراك الشبابي وغيرها .

قد نختلف أو نتفق حول نظرية المؤامرة ولكن علينا أن لا نكون مهوسين بها و نعيش حالة من التحليق الكامل في المدينة الفاضلة ونرفض فكرة المؤامرة جملة وتفصيلاً كما يقوم البعض هنا وهناك .

وهنا أشير إلى أن الفكرة في تقديري هي نسبية ولكن بعض المجتمعات تكون مكشوفة بشكل أكبر من المجتمعات الأخرى فيسهل اختراقها وتوجيهها بالشكل المطلوب وهذا التوجيه لا يكون إلا بتعاون أطراف متعددة داخلية وخارجية لتمرير هذه الأفكار والتحولات والمشاريع .


وهذا الحراك والتدافع البشري الطبيعي في تصوري يجب أن يقاد من داخل المجتمع ليس من خارجة لأن الأفكار التي تملى على المجتمع من الخارج وتفرض عليه حتى وإن تبنها البعض ودعمها أو قادة الرأي أو بعض صناع القرار فلا تلبث إلا أن تسقط مع الوقت وتنهار لأن هاجس الهوية والمرجعية هو الحاكم هنا في غالبية المجتمعات وهنا تكون منعة المجتمع أقوى وحالة الاستقلال التي ينعم بها أعمق , فهو يختار من عالم الأفكار ما يناسبه ويطرح ما لا يناسبه وهذه من محددات المجتمعات الإسلامية التي تستند على مرجعية عليا حاكمة لا يترك فيها مجال للهوى أو للمصالح الشخصية أو التجاذبات .

وهنا أحب أن أشير إلى أن حالة الاختراق الفكري والثقافي والإعلامي هي متحققة وموجودة ولا أحد يستطيع إنكارها خصوصاً بعد هذه الحالة من الانفتاح والعولمة ولكن الإشكال الكبير كيف ندير هذه العلاقة ولمصلحة من ومن هو المستفيد الأكبر ؟

 حيث تشير بعض  التقارير إلى أن بعض الشبكات التلفزيونية والصحف الشهيرة في العالم العربي هو ممولة ومدعومة من أجهزة استخبارات عالمية من أشهرها CIA لتنفيذ أجندة محددة وذات معالم واضحة وبعد استراتيجي , بالإضافة إلى بعض مركز الأبحاث والدارسات ودور النشر ., ناهيك أن المال الممول للإعلام في الغالب هو مال غير مستقل هو يمول من أجل يمرر الأجندات والأفكار والرؤى وهذا اتضح جلياً من خلال فضيحة مردوخ في بريطانيا قبل أشهر حيث تدخل هذا التاجر في عمق السياسة البريطانية ولعب ادوار خطيرة حيث سيطر على السياسيين والشخصيات المهمة من خلال منظومته الاعلامية .


وهذا التمويل له استحقاقه ولاشك كما أسلفت وهو تنفيذ أجندة معينة لها جوانب فكرية وأخرى أخلاقية ربما سياسية من أبرزها تطبيع الثقافة الغربية في عقول الناس وجعلها هو الثقافة السائدة والقيم الحاكمة للمجتمع وجعل التبعية هنا للمشروع الحضاري الغربي وليس للمشروع الحضاري الإسلامي الذي هو في تطور التشكل بعد انهياره , وهنا يسهل إدارة الشعوب ونمذجتها والتحكم بعالم الأفكار الحاكم لعالم السلوك فيها .

فالاستعمار العسكري صعب ومكلف ولا يدوم فترة طويلة وهنا لا تستطيع دول المركز ( الدول الكبرى) أن تسطير على دول الأطراف ( دول العالم الثالث ) إلا عبر هذه المنظومة بالإضافة إلى الإحِكام السياسي الذي له أدواته واستراتيجياته .

وله تأثيره على مجريات الأمور حيث يتم تضعيف القوي وتقسيم المقسم وتجزئة المجزئ وخلق حالة من الصراع الدائم في الأقاليم والبلدان مثل الصراع الطائفي أو المذهبي أو العرقي وتأجيج الصراع وإدارة بشكل يفيد المصالح الكبرى لهذه الدول أو لهذه الشخصيات وعلى رأسها المشروع الأمريكي في المنطقة ..

الرسائل التي أطلقها العبيكان لا اعتقد أنها الأولى بل هي في تقديري الرابعة أو الخامسة من شخصيات مختلفة واعتبارية على مر السنوات الخمس الأخيرة وقد نالة قدر من التصفية في وقت لاحق لقاء مواقفها المناوئة لهذه المشاريع أو لعدم تماهيها معها لما تحمله هذه الأسماء من حضور في الشارع وقوة في الـتأصيل العلمي والشرعي أو حضور إعلامي ولكنها تصدت لذلك بقدر طاقتها وحسب امكانياتها , وهنا لا يزال المجتمع السعودي يتذكر قصة الأستاذ صالح الشيحي ومؤتمر المثقفين وهي ذات ردة الفعل التي تعرض لها العبيكان بعد ذلك وكأن التاريخ يعيد نفسه هنا حيث أدت هذه الحملات مفعولاً عكسيا وساهمت في زيادة شعبية الرجل وقبوله لدى الشارع وتحول إلى نجم شعبي يتابعه مئات الآلاف وربما الملايين وهنا بلا شك انقلب السحر على الساحر  !!

وهنا نشير إلى أن اللافت في قصة الشيخ العبيكان هو حالة الوعي الاجتماعي الكبير لدى المجتمع حينما توقعوا أن تقاد حملة صحفية ضده , تعود عليها المجتمع السعودي بتنسيق معين وأهداف واضحة , الغاية منها تأليب الرأي العام عليه , وفعلاً كان ذلك التوقع في محلة فقد شن مجموعة من رؤساء التحرير والكتاب هجموماً عنيفاً على الرجل بعد أن كان يلقب بأفضل الألقاب وأجمل العبارات ولكنها في نهاية المطاف لعبة مصالح رخيصة ليس إلا .

والمدهش هنا هو أن هذه الحملة جاءت بنتائج عكسية فكسب الشيخ تعاطف الشارع وتهكم الناس على هذه الطريقة الكلاسيكية والمضحكة والمعلبة في تنظيم حملات التأثير على الرأي العام ومحاولة إسقاط أي شخصية مؤثرة تمارس دوراً مستقلاً أو تحمل هماً إصلاحيا أو تطرح رأي في الشأن العام يؤثر على جماعات المصالح أو طبقة المتنفذين والذين بطبيعة الحال لهم أقلامهم وواجهاتهم الإعلامية التي تشرف على حملات العلاقات العامة حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية وتحركاتهم المستقبلية واستراتيجياتهم التنفيذية .

واستذكر الناس هنا وعادوا بالذاكرة إلى حملات مشابهه طالت أشخاص عدة مثل  د .العودة والقرني وبن جبرين والشثري والحوالي ويوسف الأحمد والدكتور محمد سعيد طيب وصالح الشيحي وغيرهم وجرى حديث مطول  في الوسط الافتراضي والمنتديات ومواقع التواصل ومجالس العامة والخاصة عن هذه الأسلوب الرخيص في الفجور في الخصومة وتحويل الصحافة التي كان يفترض أنها صحافة وطنية مستقلة شعبية باحثة عن الهم الثقافي والفكري والتنموي وساعية لنهضة البلاد والعباد والارتقاء بالمتلقي ومستوى الخدمات المقدم للمواطن وسلطة رابعة للمجتمع واكتشف أنها صحافة صفراء همها الأول عن تلميع أشخاص وإسقاط آخرين والطعن بالرموز والجهات لمجرد الاختلاف في الرأي أو التعرض لمصالح المتنفذين أو فتح ملفات الفساد أو طرح قضايا جريئة تهم الوطن والمواطن هنا أو هناك .

هذه الحالة من الوعي جعلت المجتمع في تصوري يصنع حالته الخاصة والمتفردة حيث أنه صار أكثر وعياً وأكثر دراية وأكثر عمقاً وهذا تحول كبير يرصده الناظر في الشارع السعودي
الذي بدأت تزيد نزعته للعالم المستقل والإعلامي المستقل والمفكر المستقل والكاتب المستقل الذي هو غاية ما يرجوه المجتمع في هذا الوقت الحساس والهام من مرحلة التحولات الكبرى ورياح التغير التي تهب على المنطقة , فالشخصيات المخلصة والوطنية هي صمام الأمان لكل مجتمع ووطن وأمة .


و الوسط العام سأم المداحين والمطبلين والمتسلقين في المقابل زاد سخطه ونفوره  من الأقلام المستأجرة والأفواه النفعية التي تدفع  لتكون في الصف الأول حتى يسهل توجهيه المجتمع بها ولكن يأبي المجتمع إلا أن يفرز ويختار ويفلتر الطرح الذي يدخل عقله بعد أن اتضح له كل هذا التباين في الوسط الثقافي والفكري والإعلامي , والأيام حبلى بالكثير من
التجليات فمن لا يفهم تحولات الواقع يعيش في سجن التاريخ والماضي ويتعامل على أساسه والناس قد تجاوزوه ولاشك بمراحل وأصبحوا يقيمون أدائه بكل احترافية وذكاء .

إلى الملتقى قريباً مع حملة جديدة ومع شخص جديد فلن تكون الرصاصة الأخيرة ولكنها بكل تأكيد أخطأت الهدف و عادة وأردت صاحبها قتلياً ..




سلطان بن عبدالرحمن العثيم
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة

@sultanalothaim


الجمعة، 4 مايو 2012

النظارة السوداء ..



زرت ذات يوم مدينة كبيرة دخلتها مع إشراقة شمس ذاك النهار، فوجدت جمال الطبيعة وحسن التنظيم وروعة المكان, ولكنني توقفت عند ظاهرة أشغلتني، وجعلتني في حيرة طوال ذلك اليوم, وهي أن الناس هنا يلبسون جميعاً وبلا استثناء نظارة سوداء طوال أوقاتهم وفي كل الأماكن التي يرتادونها ويزورونها, حتى أطفالهم يقومون بذات التصرف بكل سلاسة!!

كان أمراً عجيباً وغريباً بلا منازع، فما السر في ذلك يا ترى؟؟

قربت منهم أكثر وحاولت أن أفهم وأعلم فلسفة هؤلاء في الحياة, وفعلاً سألتهم عن حالهم, وأبديت لهم انطباعي الجميل عن مدينتهم واستمتاعي بزيارتها، فقالوا: عن أي شيء تتحدث؟ وعن أي جمال أو حسن ترمي؟!!

بهرت كثيراً من عدم قدرتهم رؤية ما حولهم مما يبهج النفس ويسعد الروح ويغذي العقل، وزادت حيرتي وزاد ولعي في معرفة السر الكامن وراء كل هذه السلوكيات ونتاجها، ولكنني وفي ضوء هذا الجهد والعزم الأكيد على تفكيك السر ومعرفة الأسباب والمسببات لهذا الأمر الجلل, انقطع اتصالي بذلك العالم، حيث استيقظت من النوم على وقع المنبه!!
وبحكم يقظتي ونهاية هذا الحلم العابر والذي حملني إلى عالم مدهش وغريب، رضخت للأمر الواقع، ولكن هذا الأمر ساقني إلى عالم اليقظة لا عالم الأحلام, فكم من الناس بل كم من المجتمعات هم ممن يلبسون النظارة السوداء، ولا يرون الجمال الكامن حولهم.
كم أخذ منهم التشاؤم والسوداوية من جمالية الحياة وهناء عيشها وصفاء أيامها, وكم أخذت منهم تلك النظرة المعتمة من اللحظات السعيدة والأيام الخالدة والذكريات الرائعة..
كيف جعلتهم الضغوط والتحديات غير قادرين على التقاط الأنفاس والتأمل بواقع الحال ومستقبل المآل, فقدت حياتهم البساطة فحل مكانها التعقيد، وذهبت لذة اللحظة حينما سيطر التفكير المتوتر والمهووس بالمستقبل والتوقعات السلبية حوله.
كم صرف عنهم هذا التشاؤم والسلبية من الفرص السانحة وأبعدتهم عن عالم المشاريع والمبادرات والأفكار الإبداعية.
كم ساقتهم هذه النظرة إلى الاستسلام إلى الأمر الواقع وعدم المحاولة لتغير الواقع وتحسين الظروف وحل المشكلات والكفاح في الحياة رغم كل الصعوبات والتحديات، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!
فشلهم مرة يعني القعود وعدم المحاولة، وخوفهم من التجربة مقدم على حب الاكتشاف والمغامرة، فهم متفرجون أكثر من كونهم لاعبين في الميدان.
كم جعلت منهم هذه النظرة عشاقا للتبرير لا للتفكير، وباحثين عن أعذار بدل أن يبحثوا عن أفكار وأعمال وإبداعات وممارسات تحسن من حياتهم وترتقي بعالمهم.
كم حرمت هذه النظرة أصحابها من الفائدة أو من المتعة أو من التزود من الخير أو من التفكير المشرق في الحياة, فهي تكرس لديهم أنه لا حل رغم أن الله يقول: «إن مع العسر يسرا».

كيف لم يعرفوا أن هذا المستوى من الضغط والتوتر والضيق لا يجعل العقل يعمل بطاقته الكافية، وأن كل هذه العقبات تؤثر على مخرجات حياتهم وجودة عيشهم ومستقبل حياتهم؟
كم حرمت هذه النظرة أصحابها من جنة في الدنيا التي يعيش بها الإيجابيون والمتفائلون والمبادرون والعاملون والجادون والطامحون والمكافحون والصامدون، مهما أغلقت أمامهم الأبواب واستصعبت عليهم الأيام وتكدرت الأحلام، فهم لا يكلون ولا يملون من المحاولات, فإن فازوا ظفروا بشرف النجاح، وإن خسروا فازوا بشرف المحاولة.
وهنا هم لا يجدون بداً من المحاولة والإصرار للخروج من الأزمة وتفعيل الحلول والصمود في وجه العاصفة وانتظار هطول المطر.

إن السلبية وأجواء التشاؤم لهي من أكثر ما يجلب على أجسادنا الأمراض والعلل، فالنفس بحاجة إلى بيئة صحية متوازنة للعيش والطمأنينة والسعادة.
وهذا الجو لا يتوفر فيه هذا الأمر بتاتاً بكل أسف, بل هو جو قاتل لكل جميل وماتع ومفيد، وهو مؤثر سلبي بكل أسف على المستوى التربوي فيما يخص أبناءنا، حيث إن هذه البيوت السوداوية تخرج الفاشلين والمنحرفين وغير القادرين على التكيف مع الحياة، إلا إن وضعوا حاجزا بينهم وبين هذه البيئة السلبية واعتمدوا على الله ثم قواهم الذاتية، فهم في مأمن من كل هذا الغثاء والتلوث الفكري الذي لا يقدر البعض حجم الضرر الصادر منه على الفرد والمجتمع.

* كيف يمكننا أن نخلع النظارة السوداء إلى الأبد؟

1 - أعد النظر في تركيزك وحوله
من السلبية إلى الإيجابية ومن السواد إلى البياض، ودوماً ابحث عن الجزء الممتلئ من الكأس وسوف تتغير نظرتك للكثير من معاني الحياة.


2 - ابتعد عن البيئة السلبية بشكل عاجل
ولا تتعرض للعدوى منها وراجع صداقاتك وعلاقاتك دائماً.


3 - تذكر دوماً
أن استمرار لبسك للنظارة السوداء يفقد الكثير من الفرص والمشاريع.


4 - المعاناة هي من صنع العظماء، فلماذا تقتلك أنت؟
سؤال وجيه ردده دائما لتعرف أن النجاح طريقة تفكير وتدبير ومنهجية سلوك وتصرف واستراتيجية تخطيط وتنظيم.


5 - خلق الله الناس في كبد، أي في شد وجذب ومجاهدة
فلا تطلب عيش الجنة في الدنيا واعمل بجد وتوكل على الله دائماً فهو حسبك، فما كان من خير سوف يأتيك وما كان من شر سوف يصرفه عنك, وكن واقعياً ولكن فكر بطموح دائماً ولا تكن تقليدياً، وتعلم كيف تفكر خارج الصندوق.

6 - عندما تحاول وتتعثر مرة وتنجح مرة
خير لك من ترديدك الدائم لكلمة «لا أقدر», «لا أستطيع», «مستحيل».


7 - حتى في أحلك الظروف وفي أصعبها هناك مغانم وفرص
فكن صاحب العقل المتوقد، القارئ لما بين السطور والمستثمر للظروف والفرص.


8 - استفد من تجارب الناجحين
وكيف تجاوزوا الصعوبات ونهضوا بعد السقوط وأصروا على النجاح وقاتلوا من أجل تحقيق ذواتهم، وسوف ترى ما يذهلك في سيرهم.


9 - خسارتك لمعركة من معارك الحياة لا تعني الهزيمة
بل انسحابك من الميدان.


10 - عالم الصعوبات والضغوطات والتحديات لا ينتهي
ولكن تعلم فنون إدارة الضغوط وتقنيات حل المشكلات، فلكل داء دواء ولكل أزمة مخرج.

- تأصيل

قال تعالى: «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم* يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. رواه أحمد.

- محبرة الحكيم

عندما تخلع النظارة السوداء سوف ترى طيف قوس قزح الجميل لأول مرة في حياتك، فلا تفوت الفرصة

• مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات cct
وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير astd.


أسعد بالتواصل معكم عبر توتير
https://twitter.com/#!/sultanalothaim

                                            والتواصل معكم في صفحتي على الفيس بوك
                  http://www.facebook.com/profile.php?id=100001540563184
 


                                            sultan@alothaim.com 



الخميس، 12 أبريل 2012

أحمد ياسين .. القيادة وكرسي آخر !!




قبل أن أكتب هذا المقال بسويعات كانت ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني الشيح أحمد ياسين تطوف برائحتها العطرة في كل مكان، فهو شهيد الفجر بصاروخ غادر استهدفه على كرسيه المتحرك وهو خارج من بيت الله॥


توقف الكثيرون على سيرته ومسيرته في الجهاد والنضال ضد المحتل وصبره وصموده وتأسيسه لـ "حماس" وقيادته لتيار المقاومة لسنوات وصبره وصموده على اختياراته التي كانت في الغالب لا تروق للقوى العالمية الكبرى..
غير أنني فضلت الخوض في قضية مهمة في شخصية هذا الإنسان الهادئ الطبع، والمشلول الحركة والكبير في السن المبحوح الصوت والمليء بالأمراض.. والملاحق –بالطبع- دائما وأبدا من الأجهزة الأمنية والمخابراتية..
ولاهتمامي وشغفي بعلم القيادة توقفت أمام شخصية أحمد ياسين رحمه الله لألتقط العِبَر واستدرج الأفكار وأفهم القواعد والأصول وأُعنون لظواهر يجب علينا من الناحية العلمية والعملية والحياتية أن نقف عندها كثيرا..
قرأنا كثيرا عن قصص العظماء والناجحين والعباقرة والرموز। ولعلي عندما أتأمل هؤلاء الذي تركوا بصمة كبيرة على جدار حياتنا المليء بالأعمال الملهمة والآثار الخالدة، هذه المعطيات المهمة في شخوصهم لم تكن صدفة فحسب بل معادلة كيميائية يستطيع كل واحد منا أن يطبقها على حياته وعمله ومشاريعه ومنهجه في الحياة॥ حيث اجتمع هؤلاء القادة في مشتركات كثيرة جعلت منهم مؤثرين في المشهد وصانعين للتغيير ومرتقين بكل من حولهم.



وهنا أقول إن القائد هو روح قبل أن يكون جسدا وفكرا، قبل أن يكون حركة ومشروعا، قبل أن يكون عملا وهمّا وهمة، وقبل أن يكون نتاجا ومخرجات॥


انظر معي مثلا لأحمد ياسين أو نيلسون مانديلا أو عبدالرحمن السميط أو علي عزت بيجوفيش، وكيف هي الظروف العكسية التي تكون ضد هؤلاء ومع هذا كله تتحقق الأحلام وتترجم الرسالات والرؤى ويتغير الواقع وتنفذ المشاريع وتتحسن الظروف وتسقط التحديات أمام سيل الصمود الجارف.
هذا كله رغم المعطيات الصعبة مثل الإعاقة أو السجن أو المرض أو الهِرم أو ضعف الإمكانات وصعوبات التواصل ومعوقات العمل وغياب التسهيلات!!
ومن هنا يخطر ببالي أن القيادة طاقة داخلية تتمثل في مخزون روحي ونفسي كبير يتحول إلى طاقة فكرية وعقلية ثم ينساب إلى الجوارح والأعضاء يترجم ذلك كله على الأرض على هيئة أعمال وإنجازات ومشاريع وأفكار إبداعية وخلاقة. فعندما تعطب الروح أو تخور النفس يسقط الجسد فمنها المنطلق وإليها النهاية. وعندما يغيب العقل أو ينحرف التفكير فهو ظلال المنهج والتيه في الطريق.
وهنا يكون لشباب وطننا وأمتنا نماذج تسير على خطاها في التحدي والصبر وقوة الإرادة ووضوح الرؤية واستقامة المنهج والإيمان بالله والأخذ بالأسباب والحسم بالقرار والإتقان في العمل.
فالنجاح منصة مفتوحة للجميع ولكن علينا أن ندفع مهره قبل أن نقترن به طوال الحياة।


ماذا نتعلم من هذا النموذج القيادي؟

1 - في نموذج أحمد ياسين (رحمه الله) نتعلم أن الإعاقة ليست إعاقة الحركة أو شلل الأطراف.. الإعاقة هي حالة نفسية تفرز الضعف والخنوع والهزيمة؛ فالفاشل هو من ينسحب من الميدان قبل أن يدخله أصلا، ويسقط السهم منه قبل أن يحدد الهدف، ويعلق الأحلام على الصدف والمعجزات فهو مكثر للتمنيات قليل للعمل والمبادرات.

نعم علينا أن نؤمن بعد التجربة أن بعض هؤلاء هم أصحاب قدرات خاصة وليسوا أصحاب احتياجات خاصة!!



2 - نتعلم مفهوم القيادة بالحب
Leadership by love
فالقيادة ليست قسوة أو قمعا أو استبدادا أو صوتا مجلجلا أو وجاهة اجتماعية أو دكتاتورية وفوقية كما يمارس البعض. بل هي فن وحكمة ودراية وتبصر وتواضع وقرب من الإنسان الذي أمامك وتقدير لعقله واحتواء لمشاعره وتحفيز لطاقته وإبداعه ومساندة طموحاته وتطلعاته.
فتعلم كيف تجعل الأتباع يؤمنون بك ثم بالفكرة والمآلات التي سوف تصلون لها سويا، وتعامل معهم بكل حب وإنسانية ورقي وانتظر أن يعطوك أفضل ما لديهم من الإبداع والعمل والإخلاص.
اقنع نفسك بأنهم شركاء وليسوا عمالا أو موظفين أو أتباعا فقط.

3 - القيادة ليست بسطة في الجسم أو قوة في العضلات
عندما نرى هذه الرجل من كرسيه يدير الملايين فإننا نتعلم أن القيادة ليست مظهرا جسديا مفرغا من مضمون وليست قوة في العضلات تفتقر إلى قوة في العقل والمنطق والأسلوب وليست شعارا بلا قيم أو حياة بلا إيمان. فالجوهر غالب على المظهر وهو انعكاس له كالقمر يعكس ضوء الشمس بكل تألق وصفاء.
وعليه اهتم بداخلك وابنِ نفسك علميا وسلوكيا ومهاريا وإيمانيا بقوة وسوف تكون قائدا رائدا في مجالك ولا ريب تصنع التغيير وتقود دفة التطوير والتعمير.

4 - القيادة حكمة ودراية وبصيرة
يعتقد البعض أن القيادة هي الإقدام من غير تراجع، والاندفاع من غير حساب للعواقب. والتنفيذ بلا تخطيط أو تنظيم أو رقابة أو تقدير للمصالح والمفاسد. بل هي لب السياسة التي تعلمنا أنها فن الممكن، حيث تتقدم وتنقض كالصقر في حال الفرص.. وتتحفظ كالحمائم في حال التحديات والمخاطر.

5 - القيادة رؤية مستقبلية وعمل دؤوب وصبر لا ينفد
لا يوجد قائد لا يعرف إلى أين المسير وما المصير وما نقطة الوصول وما الأهداف المرحلية التي هي جزء من الأهداف الاستراتيجية. فالقائد الفذ هو من يجيب على الأسئلة المفتاحية المهمة (لماذا، كيف، أين، متى) قبل خوض غمار التجارب والبدء في المشاريع والأعمال.

6 - القيادة مبادرة وإقدام
يخطئ البعض حينما يعتقد أن الفرص والخيارات هي وليدة الصدفة فقط. بل عليك أن تصنع فرصتك بنفسك ولا تعتقد أن بقاءك بعيدا عن المخاطر سوف يكسبك السلامة؛ فلابد أن تخوض غمار المخاطرة ولكن بشكل محسوب ومدروس.

ما حديث نفسك الآن؟

حدث نفسك وأنت تقرأ هذه العبارات بأن تكون عظيما تقهر المستحيل ولا تعترف بالعجز الذي هو حاجز نفسي هلامي أنت من يحطمه. بادر ولا تنتظر. فالفرص تُصنع ولا توهب فها أنت تعلمت أن القيادة ممكنة التعلم وأنها متاحة من خلال التدريب والمران فارفع لواء الخير والعطاء في أسرتك وبلدك وأمتك وكن قائدا لمن حولك لخير الدنيا والآخرة، فالدال على الخير كفاعله فما أجمل أن تحرك الناس نحو الهدف الصحيح والمناسب فهنا يكون القائد الريادي والنموذجي الملهم.



تأصيل

القيادة فن نستطيع أن نتعلمه ونتدرب عليه فها هو القائد الأول عليه الصلاة والسلام يقول لنا: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم".



بصمة قلم
القيادة ليست كرسيا وثيرا أو عرشا فارها أو قصرا عامرا. القيادة أن تعشقك الجماهير حيث أخلصت لها وأنت شيخ عاجز منهك. نعم لقد حولت الكرسي المتحرك إلى عرش متحرك.



محبرة الحكيم

عندما تجد رجلا قاد الملايين من كرسيه وحسب العالم لحركاته وسكناته ألف حساب رغم إعاقته وهرمه ومرضه، فاصرخ في الفضاء الواسع أن الإعاقة ليست جسدا بل هي فكر مريض وروح مستسلمة وعقل خاوٍ.. ثم تقدم للميدان فكلنا بانتظارك..

بقلم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم



الجمعة، 6 يناير 2012

قواعد في صناعة القوة والنفوذ ..

قواعد في صناعة القوة والنفوذ ..



الكل منا يتمنى أن يعيش قوياً عزيزاً ممكناً في الأرض , صلب العود قوي الشكيمة وعظيم الصبر والتحمل , ذا نهج قيادي وممارسة حياتية ذات أثر وتأثير , عندما نتحدث عن الكل، فنحن نتحدث بلغة الفطرة التي فُطر الناس عليها من حب ليكونوا أقوياء والسعي الحثيث لهذا الهدف عبر بناء الإنسان لنفسه وتأهيله الدائم لها واستثمار نقاط القوة وعلاج نقاط الضعف , كما أن الناس على الجانب الآخر فطروا على حب القوي والثقة به واستحباب التعامل معه

عندما يداعب هذا المفهوم عقولنا سوف يخرج لنا الكثير من الانطباعات، منها السلبي ومنها الإيجابي بلا شك .
البعض يفهم القوة على أنها القمع والقهر والظلم والاستبداد والتكبر والعلو , وهذا اختطاف لمصطلح القوة الطبيعي وذي المغزى الإيجابي، وهو القوة في الحق والتعامل مع الجميع بالميزان وإحقاق الحق وإزهاق الباطل والجهر بالمظلمة والجرأة في المسألة والحجة في القول، والتطبيق في العمل، والتجرد من الهوى، والتبرؤ من الأنانية.
القوة تعني مفاهيم نفسية وروحية عميقة شعارها الأهم ثقة بالله وثقة بالنفس وحس قيادي وعمق معرفي وتمكن من مجريات الأمور.
يعززه أثر واضح يتركه على مجريات الحياة , كما أن القوة أحد مرادفات التأثير، فالقوي بلا أدنى شك هو مؤثر في من حوله وملهم لهم. كلامه محل قبول ورأيه ينزل منازل الرضا على الغالب.

لا سيما إذا كانت قوته مصدرها حب من حوله واحترامهم المتبادل وتواضعه الجم وصدق اللهجة والمنطق وتوازنه وعدله مع الجميع واحترامه للكبير وعطفه على الصغير ورحمته بالضعيف وتاريخه الناصع، حيث تتعانق الأرواح وتنصهر الأجساد وتتكامل العقول.
وأؤكد هنا أن قوة الفرد هي قوة لمجتمعه ووطنه وأمته وعز لهم. فالمورد البشري هو عماد أي أمة.
ومن هنا جاء الاهتمام بالفرد المكون للجماعة والإنفاق عليه بكل سخاء في موازنات الدول.
حيث يصل الإنفاق على التعليم والتدريب والبرامج التنموية والاجتماعية والإعلامية الموجهة لبناء الفرد وتمكينه في بعض الدول المتقدمة إلى حوالي ثلث الموازنة العامة للدولة، وهذا رقم كبير ولا شك يبين لنا أهمية بناء الإنسان القوي القادر على إدارة نفسه وقيادة من حوله إلى مواطن النجاح والإبداع والتميز والرقي.

مثلث القوة الذهبي
كثير منكم يسأل كيف نكون أقوياء، وما هي معادلة القوة والنفوذ السحرية التي تجعلك أحد اللاعبين المهمين في المجتمع وأحد عناصر الفاعلية الحضارية للإنسان , نعم عندما تطبق هذه المعادلة سوف تكون أحد أبرز عناصر المجتمع وأكثرهم أعمالاً وإنجازات وتألقاً . وأقربهم إلى قلوب الناس بإذن الله حيث يتوق الناس إلى لقائك والقرب منك، حيث للنجاح وهج وللتألق عنوان وللتجربة قصة.

كل ما نتحدث عنه الآن له أبعاد استراتيجية طويلة الأمد. حيث يحتاج الوصول إليها إلى رؤية بعيدة النظر وعمل دؤوب وصبر على المشقة واحتواء للتحديات وجد واجتهاد، ولنتذكر قول الله تعالى «وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ».
يتكون مثلث القوة من ثلاث زوايا بالغة في الأهمية، فمَن تحصل عليها وتمكن منها أمسك بفانوس القوة السحري وهي:

1- المعرفة
وهي التمكن من أحد التخصصات العلمية والإبحار بها، والتركيز الكامل على أن تكون خلال سنوات محددة أحد أبرز المتخصصين في هذا المجال وأحد المراجع المهمة فيه, بالإضافة إلى قوة موازية في الثقافة العامة والفكر الإنساني ومهارات التحليل والاستنتاج وإنتاج الأفكار، وبروز في مهارات الحياة العامة، وتمتع بقدر كبير من القناعات الإيجابية والسلوكيات الفاعلة في ميدان الحياة, وهنا نؤكد على أهمية التركيز والصبر والدربة وتحديد الهدف وطول النفس ومجاهدة الإنسان لنفسه والتجرد في طلب العلم والإخلاص والنية الصالحة في هذا التوجه السامي والسعي الحثيث على الإضافة والتجديد في ميدان العلوم وفضاء المعرفة .

قال الله تعالى:
"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"

2- المال
لا شك أن المال أحد أهم عناصر القوة الاقتصادية والبشرية في العالم وهو المشغل للطاقة الإنتاجية في العالم بلا شك , وبدونه يصعب القيام بالكثير من المشاريع بما في ذلك المشاريع الخيرية أو الدعوية أو الاجتماعية أو التنموية أو الثقافية الغير الهادفة للربح، وما أكثر المبدعين والمخترعين والمصلحين والمفكرين والدعاة والعلماء الذين لم يستطيعوا الوصول إلى الناس بفكرهم ونفعهم ومشاريعهم الرائدة بسب العوائق المالية بكل أسف، والعكس صحيح فيمن توفر له أو استطاع توفير ذلك عبر تفعيل قوة العلاقات والتي سوف نفصل فيها..
قال صلى الله عليه وسلم (نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ)

3 - العلاقات
تكوين العلاقات العميقة والإيجابية مع عناصر المجتمع الفاعلة والمميزة والبارزة والنخبة المجتمعية والمجموعات الإبداعية والطاقات الشبابية وأهل الحل والعقد في كل مجال وأصحاب الاهتمامات القريبة من اهتماماتك والمشاريع القريبة من توجهاتك والرؤية المتقاطعة مع رؤيتك الخاصة. وذلك بالتأكيد يكسبك قوة كبيرة وطاقة خلاقة للعمل والتألق والطموح , وهنا نؤكد أن تكون العلاقات قائمة على قناعة التعاون على البر والتقوى وليست قائمة على النفعية البغيضة أو الوصولية المقيتة أو النفاق الاجتماعي الذي لا يزيد صاحبه إلا خبالاً ومذلة وإثماً وتخبطاً في ميادين الحياة.

قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

- قاعدة
بتفعيلك لكل هذه الأركان سوف تحصل على القوة والنفوذ وعندما تفعّل بعضها سوف تحصل على قوة ونفوذ، ولكن بشكل أقل لمن اجتمعت له كل الأركان السابقة، ولكن عندما تخسرها كلها تنتقل إلى عالم الضعفاء المليء بالمعاناة والبؤس والتحديات.

- أنواع النفوذ
استُخدمت كلمة نفوذ بشكل واسع في مجال العمل السياسي وعلاقات الدول والتكتلات السياسية والحزبية، ولكن واقع الحال يؤكد لنا أن النفوذ له عدة أشكال وألوان، فهناك النفوذ الاقتصادي والاجتماعي والأسري والعلمي والفكري والإعلامي والوظيفي، فكل مجتمع فرعي أو كلي تنطبق عليه قواعد القوة والنفوذ ويتحرك داخل أطره الأقوياء الفاعلون والضعفاء الذين يفضلون لعب دور الأتباع ليس إلا.

مشروع المؤمن القوي
من يتأمل التشريع الإسلامي والوصايا النبوية الشريفة يجد ديننا الحنيف يوجه باتجاه صناعة المؤمن القوي، وهذا يتضح من خلال الكثير من الدلائل النقلية والعقلية، فالمسلم يجب أن يكون قوياً في العلم والفكر، وقوياً في الحق والسلوك وقوياً في المال والجوانب الاقتصادية، وقويا في التأثير والنشاط الاجتماعي وقوياً في محيط العمل والإنتاج قوياً في الجوانب الروحية والتعبدية ومميزاً فيها.. وهذه المعادلة الإسلامية تحتاج منا أن ننقي ما علق في أذهان البعض من أن التدين يعني الضعف والدروشة وإهمال الدنيا، وهو فهم دخيل وليس أصيلا بكل تأكيد وهو مردود عليه بلا شك.
إن نهوض المجتمعات العربية والإسلامية سوف يكون عندما يغادر إنسان هذا الزمان قمقم الإحباط إلى جنة التفاؤل، وسرداب الخرافة إلى محراب العلم، ووهن الضعف إلى رسوخ القوة، ووهم الاستسلام إلى حقيقة النصر والتمكين في الأرض.

- دستور القوة
لا تؤتي القوة أكلها إلا عندما تكون تعوم على نهر متدفق من القيم والأخلاق والثوابت وصدق المقصد ونبل الغاية. قالقوة بلا أمانة كارثة بشرية، أول ضحاياها هو إنسان قوي ولكن بلا مبادئ.
قال الله تعالى ((إن خير من استأجرت القوي الأمين))

تأصيل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجز.. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.


--------------------------------------------------------------------------------


أخوكم المحب / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة







اسعد بتواصلي معكم عبر توتير
https://twitter.com/#!/sultanalothaim