قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






السبت، 10 ديسمبر 2011

الذكاء العاطفي .. وجنة العلاقات

الذكاء العاطفي ,, وجنة العلاقات



عواطفنا الجياشة كالماء السلسبيل تنهمر كالقطرات المتحدرة من الأعالي بقوة وإقبال، وبهذا الزخم والعنفوان تكون عواطفنا ومشاعرنا الداخلية ومشاعر من حولنا من الأصحاب والأهل والقرابة والعملاء والأخلاء والأحبة।


وعليه فيخرج لنا هذا المفهوم المهم والضروري الذي يتحدث عن إدارة المشاعر وضبط العواطف والتحكم بالوجدان والرشد والتوزان في التعامل، فالمشاعر هي من أهم سبل التواصل بيننا وبين الآخرين ومن أبرز طرق التعاطي مع محيطنا الاجتماعي العامر.
وعبر ذلك كله نكون قريبين ومحبوبين ومقنعين لدى الآخرين। ومع هذا كله نستطيع أن نتواصل مع الجميع بشكل إيجابي وفعال ومجدٍ يجعلنا نعيش حياة هانئة ومستقرة وجميلة. وهنا يلح سؤال في الظهور وهو: كيف ندير مشاعرنا؟


وهو سؤال مشروع ومهم لنا جميعا، فكم من الأصدقاء فقدنا، ومن الأقارب خاصمنا، وكم من الوالدين عققنا، وكم من الأزواج والزوجات طلقنا، وكم من الأولاد عقّدنا ونفرنا وحطمنا، وكل ذلك وأكثر بسبب عدم قدرتنا على إدارة عواطفنا ومشاعرنا بشكل إيجابي ونافع، والسيطرة على اللحظات الحرجة، على منطقنا وألفاظنا، وكم فشلنا في كبح جماح مشاعرنا السلبية، أو التمتع بقدرة عالية على احتواء الآخرين واستيعابهم حتى في حال الخطأ والزلل، رغبةً في حل المشكلات، لا رغبة في تدمير أصحابها والإساءة إليهم والنيل منهم!


ومن أهم الأشياء التي أريدكم أن تعرفوها عبر هذه الأسطر قضيتان أساسيتان:
الأولى: كيف أدير مشاعري الداخلية وأضبط إيقاعها وأحكم انفعالاتي التي قد تكون مهلكة وضارة؟
والثاني: متعلق بالآخرين وهو: كيف أتعامل معهم بحب وسلام وإيجابية وأستطيع أن أتواصل بشكل جيد مع الآخرين؟ وكيف أتصرف معهم في حال انفعالهم العاطفي والوجداني وثورة مشاعرهم التي تتمثل في مشاعر الغضب أو العتب أو اللوم أو الغبن أو سوء الفهم أو الكره وهكذا॥؟


علينا أن ندرك أن ضبط النفس من أبرز علامات القائد المحنك والشخص القادر على إدارة المجاميع وصنع القرار والتحفيز على النجاح والتألق وترك بصمة رائعة في محيطه। إنه علامة من علامات المبدعين والمتألقين والطامحين وصناع القرار والعباقرة، أمثالك يا من تقرأ هذه الأحرف، فلا يمكن أن تنجح في عمل أو تفاوض أو بيع أو شراء أو مقابلة شخصية أو تعامل مع الآخرين من غير ضبط لهذه المشاعر والأحاسيس ومن غير ضبط النفس حال الغضب والانفعال وتذكيرها بالخسارة الصحية والحياتية عند انفجار هذه الشحنة العاطفية السلبية هنا أو هناك، فدوما جرّب أن تكثر من الاستغفار حال العضب وغسل وجهك بالماء، وجرّب تقنية التنفس العميق، فتقوم بالشهيق بعمق والزفير ببطء عدة مرات، والاتجاه للصلاة عاجلا، وسوف تقوم بالارتخاء والعودة للوضع الطبيعي. كما أنصحك بالخروج سريعا من المكان الذي حدث فيه التوتر والغضب وتغيره والعودة له في حال الهدوء.


وهذا كله عزيزي القارئ لا يمنعك من أخذ حقوقك أو التصريح بما يسوؤك أو تريده من الآخرين ولكن تعلم أن تأخذ كل ما تريد بهدوء وحكمة وتعقل وبأقل خسائر ممكنة وعبر الحوار الهادئ الذي لا يخلو من الصراحة والرقي في ذات الوقت। فلا يعني أن ترتاح أن يتعب الآخرون، ولا يعني أن تقول كلمتك أن تسيء للآخرين أو تخسرهم أو تجرحهم وتكسر ما بينك وبينهم. فاضبط إيقاع مشاعرك وأحاسيسك السلبية وتمكن منها قبل أن تتمكن منك واحرص بشكل كبير على ألا يظهر ذلك عليك، بل تظهر أمام الناس بشكل متماسك ومسترخٍ، وهي قوة تكسبها مع المران والمجاهدة. قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".


وفي المقابل كن ذكيا في إيصال مشاعرك الإيجابية مثل الحب والامتنان والشكر والرضا والسرور والاحترام والإعجاب، وابحث عن كل السبل والوسائل التي توصل هذه المشاعر الطبية إلى من تخصهم وأكد عليها وانظر إلى حجم العمق الإيجابي الهائل الذي سوف تحدثه في العلاقة بينكم।


فمن علامات الأشخاص الإيجابيين: سيطرة المشاعر الإيجابية على السلبية وسيادتها على النفس البشرية، فكلما كنت من أولئك فأنت في الطريق الصحيح الذي به تنجح وتتميز وتتوسع علاقاتك وصداقاتك وفرصك في الحياة بكل تأكيد.
وتذكر دوما أنه لا نجاح ولا تفوق ولا تحقيق للطموحات في الحياة إلا مع الآخرين، ومن خلال العمل الجماعي، ولا استقرار أسري وعائلي أو نجاح تجاري أو دعوي أو مهني إلا من خلال تطبيق هذه التقنيات والممارسات الإيجابية والمهمة التي يغفل عنها البعض فيفقدون الكثير من الخير في الدارين ويتراجعون كثيرا في ماراثون الحياة، بينما غيرهم في المقدمة.

* أثر الانفلات العاطفي على حياتنا


انفلات المشاعر والعواطف وفوضى الوجدان له آثار كارثية في الحياة، فعندما نتوقف مع الكثير من إحصاءات الطلاق أو حالات القتل أو العنف أو الجريمة سوف نجدها بسبب هذا الانفلات وسيطرة المشاعر السلبية مثل العضب والتوتر والقلق والانفعال والرغبة في الانتقام على الموقف، ثم بكل تأكيد تحصل الخسارة الكبرى التي ندفع ثمنها، رغم أننا كنا نستطيع أن نتلافاها لو أدرنا تلك الدقائق واللحظات بحكمة وموضوعية وتعقل، فلو حسبنا المغنم والمغرم والمصالح والمفاسد لتغيرت الأحوال والأقوال. فالعقل يجب أن يدير كل هذه المشاعر فلا يكون في مؤخرة الركب متفرجا على هذه المعارك الطاحنة التي نجزم أن كلا الطرفين خاسر فيها. كما أن تعلمنا التسامح والصفح وحسن الظن بالآخرين وتقدير ظروفهم هو مدخلنا الحقيقي إلى جنة العلاقات، وخير تطبيق للذكاء العاطفي.

* الذكاء العاطفي في السيرة

قصة عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وضيوفه

من ذلك ما رواه البخاري في صحيحه وغيره: أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها بعثت بطعام في صَحْفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وذلك في بيت عائشة، فجاءت عائشة رضي الله عنها بحجر ففلقت به الصَّحْفة "كسرتها"، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال: "كلوا غارت أُمُّكم، كلوا غارت أُمُّكم"، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صحفة أم سلمة -أي: المكسورة- عائشة.
ونرى كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم الموقف بعدل وتعقل وتفهم غيرة عائشة رضي الله عنها، وكيف أوصل إلى أم سلمة رضي الله عنها رسالة الاعتذار. وكان عليه الصلاة والسلام رابط الجأش على الدوام، متحليا بالحكمة والرشد وهو بلا شك أسوتنا وقدوتنا. قال الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.. لطالما استعبد الناس إحسانُ

* محبرة الحكيم

الذكاء العاطفي: هو أن تضبط مشاعرك الداخلية من التبعثر والهيجان والانفلات. وتجيد التواصل مع الناس بكل حيوية وابتسامة وعذوبة وصدق.

* مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT
وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD.

القوامة .. السيف أم السفينة

القوامة ,, السيف ام السفينة



القوامة ذلك الصدى الذي يقرع في الآذان। ماذا سوف يتبادر إلى ذهنك الآن؟ وما الفكرة العامة التي تحتضنها॥؟ تأمل قناعاتك من هذا العنوان॥ قد يتبادل إلى الأذهان حينما يمر علينا هذا المصطلح الدارج الكثير من المعاني والصور، وتلمع في الذهن الكثير من الممارسات والسلوكيات। البعض له علاقة بمفهوم القوامة الحقيقي والآخر لا يمت لها بأدنى صلة لا من قريب ولا من بعيد। بل ألصق به إلصاقا في غفلة من العارفين وتحت جنح ظلام السنين। وقع ما وقع وانحرف القطار عن مساره حيث وصل إلى مكان لا نريده أن يصل إليه। هوة سحيقة ومنظر تقشعر له الأبدان।


فالمتبصر بأحوال البلاد والعباد يرى اختطافا خطيرا لهذا العنوان الهام ذو المنطلقات الشرعية السامية والتطبيقات الاجتماعية الواسعة والآثار النفسية والتربوية والإدارية العميقة في عالمنا الكبير وتفاصيل حياتنا اليومية.
ويأتي اختطاف هذا المفهوم وإساءة استخدامه من الظواهر الخطيرة التي يستطيع أن يرصدها الجميع، حيث لا تحتاج إلى كثير جهد في البحث والتنقيب والملاحظة مع التذكير بأن كل هذه التجاوزات تحصل في مجتمعات يغلب عليها مظاهر التدين والقرب من منطلقات الشريعة ومقاصدها. وتأخذ نصيبا كبيرا من الوعظ والإرشاد اليومي!!
قد يتساءل البعض كيف حصل هذا الانقلاب في المفاهيم والتحريف للمعاني والاختراق للتشريع؟
وعليه علينا أن نعود إلى مفهوم القوامة التي وردت في الدستور السماوي لأهل الأرض، حيث يكون التطبيق والتناول من قبلهم وترجمة هذا الوحي الإلهي على حياتهم فهي ليست ترانيم تردد أو أناشيد تنشد، بل مشروع حياة وخطة عمل ومعالم على الطريق.
ولا أشك للحظة أن كلنا يعرف قول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.
وهنا سوف تجد فهما مشوها للفكرة الأصيلة الذي يتناولها الشارع الكريم. فمفهوم القوامة هنا هو الرعاية والاحتواء والنفقة والتوجيه بالمعروف والتصدي لأدوار الحياة التي تحتاج الرجل وحسه القيادي وإقدامه الحياتي وصلابته في الملمات وعقلانية في النائبات وقوة تحمله للمسؤوليات مع التأكيد على الشراكة الحياتية والتوازن السلوكي في المعاملات بين الرجل والمرأة.


فالقوامة أشبه بسفينة النجاة التي تعبر بالأسرة إلى شاطئ الأمان والاطمئنان تطوف بها الخلجان والبحور وتصمد، أما أمواج الحياة العاتية وتقلبات الظروف والأحوال فهي الظلال والفيء من شمس الهجير عنوانها العريض الأمان والاستقرار والحب والسلام.
لكن البعض -وهم غير قليل- حولها إلى سيف على رقاب النساء، فتقع المظالم وتذهب الحقوق وتغتصب الأموال وتقهر الأنفس وتغتال الآراء وتقتل الشورى وتهمش المرأة، ويقع كل ذلك الطغيان بحجة القوامة، وهي منها براء.
عندما تغيب حجة الرجل فإن القوامة سلاحه لتمرير رأيه وإجبار الطرف الآخر عليه، وعندما تنام الحكمة والعدالة وتستيقظ الأنا وتحضر المصالح الشخصية، فإن القوامة هي الواسطة التي يستطيع الرجل من خلالها السيطرة على مقدرات المرأة ومالها ومستقبلها الزوجي والعائلي وربما العلمي والوظيفي.
كم من حالات العضل أو منع الزواج وكم حالات العنف بأنواعه وحالات الابتزاز المالي وأخذ الرواتب والمدخرات وحالات الزواج بالإجبار وحالات الاستحواذ القانوني عبر الوكالات العامة صدرت بحجة القوامة، وكل هذا يكون باختطاف مصلح شرعي جاء لخير المجتمع وضبط إيقاعه، وهو بالأصل تكليف وليس تشريف، ولكن بني الإنسان شكلوه بأهوائهم ورغباتهم الشخصية وجاهليتهم بمقاصد الشريعة ومآلاتها وعدالة من لا يغفل ولا ينام سبحانه، الذي حرم الظلم على نفسه فكيف يكون بين خلقة متاحا بمسوغات شرعية واجتماعية وبمبررات ذات ألوان زاهية تخفي سواد الجور خلف أنيابها.

وفي المقابل نجد فمهما مشوشا من بعض بنات حواء لهذا المفهوم واعتقادهم السائد بأنه جاء لكي يمارس الرجل به الاستبداد والاستعباد والإرهاب الاجتماعي، فأصبحت بعض المجتمعات تعيش حالات العنف والعنف المضاد، فممارسات استبدادية من بعض الرجل يقابلها محاولة المرأة الانعتاق من نفوذ الرجل وإعلان الحرب عليه والتمرد على سلطانه ورفع شعار لست محتاجة لك، وهنا نقع في دوامة الحرب المعلنة والخفية بين الطرفين التي يكون كلا الطرفين فيها خاسرا ومهزوما!!
وهنا يلحظ المراقب أن العلاقات بين الرجل والمرأة في بعض المجتمعات والبيئات العربية والإسلامية أصبحت تعيش حالة من الشد والجذب والتنافر بدل الانجسام والاحترام والتفاهم المتبادل والتنسيق التام، حيث أريد لها الاستقرار والعمار وشبت عن الطوق وأصبح الصراع والمناكفة عنوان لعلاقة خلقها الله لكي تتكامل وتعيش جنبنا إلى جنب بالمعروف والحسنى وتحول العنوان الرئيس هنا إلى التنافس بدل التكامل والصراع بدل السلام والعنف والعنف المضاد، وعندها سوف يستمر المسلسل، فكلا الطرفين لديه مفاهيم مشوشة عن دوره وواجباته وحقوقه وهنا يقع المحظور بكل أسف.
إننا بحاجة لكي ينبري المتخصصون والباحثون والمصلحون لشرح الأفكار الصحيحة وتقويم الانحرافات التي وقعت في تأصيل المسألة أو في فهم المتلقي لها. بالإضافة إلى وجود الدوائر الاجتماعية والقضائية التي تمنع هذه الممارسات وتقوم أصحابها وترفع الظلم عمن لا حول لهم ولا قوة. لاسيما إذا عرفنا أن حالة طلاق واحدة تقع كل خمسة دقائق حسب الإحصائيات الرسمية، وهذا أمر مرعب بلا شك.
إن بيئة الصراع تصنع لنا جيلا ضعيفا لا يقوى، وهزيلا لا ينمو، مهزوما لا ينتصر، عاش في بيئة مرتبكة فخرج مشوش الوجدان والضمير مبعثر العقل والتوجه. يمضي على خطى من سبقه يقلد كل ما رأى وسمع وبرمج عليه. وتستمر الرواية وبطلها لا يدرك أن يحفر قبره بنفسه حينما يحمل القنابل وهو يعتقد أنه يحمل عناقيد العنب.

* محبرة الحكيم

نتاج هذا الارتباك في المفاهيم والقيم والسلوكيات سوف يخرج لنا إنسان يردد العبارات ويسير في عكس اتجاهاتها حتى يتصادم مع نفسه.


* مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT
وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD.

العقل العربي ,, بين الجدل والعمل

العقل العربي ,, بين الجدل والعمل


كثير هم حولنا المجادلون الذين يصولون ويجولون وفي كل واد يهيمون، فهم أصحاب همة وتفاعل ومشاركة ولكن بلغتهم هم، التي هي ذات قالب مفلس لا جدوى له ولا فائدة। تتساءل وأنت تتابعهم ولسان حالك يقول لا جديد لا في الشكل ولا المضمون إنهم يعيدون اختراع العجلة!!


والجدل هنا عكس الحوار فهو الحديث الذي لا يفضي إلى حلول أو رؤية مشتركة أو منفعة إبداع وغالباً ما يرافقه علو في الصوت وحدة في الخطاب وسطوة في الألفاظ وشخصنة في الطرح. ولقد كتب الكثير من الباحثين عن قضية نعت العرب بأنهم ظاهرة صوتية وغيرها من الدراسات الفكرية والجيوسياسية والتاريخية في هذه القضايا أشبعت المكتبة العربية خلال القرن الماضي وبدايات هذا القرن والتي تناقش الظاهرة وتصفها بأنها من أخطر الظواهر على جميع المستويات فلا نتاج ولا مخرجات بل شعارات وإطارات براقة.
مع إطلالات هذه التحولات الكبرى في العالم العربي وهي بلا شك مغيرة للفرد ومطورة من مستوى إدراكه ووعيه ومعمقة أكثر لطريقة تفكيره وتناوله للأحداث والمستجدات وهو بلا شك ذلك الإنسان المكون الأساسي للجماعة والمجتمع، الوطن والأمة. وعليه فإننا الآن في مرحلة مراجعات كبرى للكثير من الممارسات التي كنا نمارسها في الحقبة الماضية التي كنا فيها قبل أشهر فلقد دخلنا حقبة تاريخية جديدة لها أبجدياتها المختلفة ورؤاها الفكرية والعلمية والسلوكية والاجتماعية المتجددة والمتطورة بكل تأكيد، والتي سوف ننطلق منها إلى عمق المرحلة الجديدة ونحاول جاهدين أن نجد مكانا لنا في مقدمة الفصل لا مؤخرته، حيث النجباء والمتفوقون والمؤثرون.
إن التحول من ثقافة الجدل إلى العمل لهو من جوهر التحولات التي من شأنها تنمية هذه المجتمعات العربية وتطويرها ورفعة الفرد والمجتمع وتقوية أركانهما وزيادة إنتاجهما وتبوءهما لمراكز متقدمة في السباق العالمي نحو المقدمة التي يسعى إليها الجميع. فعالمنا اليوم لا يعترف بصاحب الرقم «2» لأن الجميع يتسابقون على الرقم «واحد» ولهم الحق في ذلك فالقمة غاية الجميع ولا أقل منها.
فلنفتش في أنفسنا جميعاً ونسأل هل نميل إلى الجدل العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أم إلى الحوار البناء الهادف الذي يعقبه العمل والإنجاز والمشاريع والنقلات النوعية على مستوى عقل الفرد وذهنية الأوطان وروح الإنسان ورحلة الإنسانية وجسد الشخص وجسم الجماعة؟ وهل أنت تطبق ما تُنظر له أم إنك تعلمت أن تركز على التبرير أكثر من تركيزك على التفكير؟ إن الشعارات الرنانة والبراقة استهوت البعض وأضحى يحمل متجراً متنقلاً منها وهو أول من يخدع نفسه حينما يتأمل كشف حساب حياته فلا يجد إلا السراب يحسبه الظمآن ماء.

* متى يكون التنظير مهماً؟

يكون التنظير مهماً وضروريا إذا تبعه مشروع عملي واقعي قادر على تطبيق النظرية وترجمتها إلى سلوك وتصرفات. فلا يمكن أن نرى أي تغيرات إيجابية في محيطنا العام إلا من خلال سلسلة من النظريات القابلة للتطبيق التي تراعي حاجياتنا وتجيب على تساؤلاتنا.
وتقدم لنا الحلول لمشكلاتنا وترسم لنا خارطة الإبداع المستقبلي على المستوى الفردي والجماعي.
ولهذا فإننا نرى كثيراً من الأشخاص يهربون من التنظير الذي لا يعقبه تطبيق أو تنفيذ.
فهو لا يعدو بالنسبة لهم مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي أو الاجتماعي. وهنا علينا أن نفكر ملياً في التوازن بين النظرية وتطبيقاتها العملية والحياتية التي يلمسها الجميع ومدى تطورها لحياتهم وأعمالهم وترتقي بها وتجعلهم ينتقلون من المربع القديم إلى مربع جديد أوسع وأمتع ومن الفضاء السابق إلى فضاء رحب جذاب صانع للتحدي.

* ما تحديات تحولنا من ثقافة الجدل إلى العمل؟

في نظري عدد من التحديات التي بمقدورنا أن نتجاوزها لتحقيق هذا التحول في مكونات العقل العربي والمسلم وهي:
- ضعف ثقافة العمل والإنتاج ورواج لثقافة الاستهلاك والراحة!!
وهو تحد يزول مع تحالف الإعلام والتعليم حيث يتم تنشئة قيادات المستقبل على ثقافة واعدة وأفكار صاعدة ترشدهم إلى أهمية الإنسان المنتج ومحورية دور الإنسان العامل وكيف تكون السعادة في العطاء وليست في الأخذ فقط.
كما أن البعد التربوي والوطني حاضران هنا فلا يمكن أن يقوم المجتمع والوطن والأمة على جيل مهووس بالاستهلاك والتسوق والمظاهر بل تقوم الأمم والشعوب على سواعد أبنائها وعمارتهم للأرض التي استخلفهم الله فيها حتى في حال قيام القيامة علينا أن نغرس الفسيلة وهي رسالة سامية ترشد إلى أهمية العمل والإنتاج في كل الظروف.
- كسر حاجز الخوف وضعف الثقة والإقدام على المشروع الحضاري بجرأة:
من الإشكاليات التي تواجهنا في التحول من الجدل إلى العمل هي قضية ضعف الثقة الذي أصاب المنظمات والدول قبل الأفراد في فترة سابقة كانت فيها الكثير من الإشكاليات فها هي الدول التي خافت من الدخول في معترك الصناعة أو السياحة أو التكنولوجيا أو البحث العلمي أو الطاقة النووية لسنوات تعيد حساباتها وتراجع استراتيجياتها بعد أن أقدم الكثير وتقدم الكثير في هذه المجالات الهامة والحساسة بينما البعض يتفرج والبعض الآخر منشغل بجدل عقيم من سنوات حول من هو السبب ومن هو المتسبب؟ وكيف هي الأسباب؟ حتى انفض السامر حيث بدا هذا المجادل لا يسمع أحدا يرد عليه إلا صدى صوته حيث يعود قائلا له انهض من مكانك واعمل ولا مكان لمثلك في كوكبنا.

* لماذا شاعت ثقافة الجدل وغابت ثقافة الحوار البناء والمثمر؟

عندما تغيب عن الأذهان الأهداف السامية والحقوق المتبادلة بين الأطراف والمصلحة الجمعية والقواسم المشتركة للكل يغلب الجدل الحوار ويكون مسيطراً. فهو كائن يغلب عليه طابع الهوى ولا يغلب عليه الدليل والبرهان وفيه نكهة واضحة من حظوظ النفس والعناد والتجبر والاستئثار. وكل ذلك يجعلنا لا نصل إلى نقاط التقاء بين الأطراف فكل يغني على ليلاه.
وذلك كله عكس الحوار الذي يكون منهجياً له أهداف مشتركة منضبط الصوت والعبارات والألفاظ، يبحث عن لغة تستوعب الجميع ويقدم عقيدة نحن على عقيدة أنا ويركز على القواسم المشتركة والمصالح الكلية ويترفع عن الغرق في التفاصيل، ولكنها لا يهملها.

* قاعدة
عندما تقود في مجال معين فلا ترفع شعاراً إلا وفي جعبتك خطة عملية لتنفيذه وخطة أخرى لإنقاذه.

* تأصيل
قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" [الصف:2-3].

* محبرة الحكيم

عندما نراجع مواقفنا الصائبة سوف نكتشف أنها كانت تحمل نظرة جماعية ومتنوعة وواقعية ومتجددة وعندما نتوقف على مقابر فشلنا نكتشف أن التعنت والعناد والفردية والجدل قيم مكنت القشة أن تقصم ظهورنا وأوردتنا موارد الهلاك.

* مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT
وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD.

الإسلاميون .. الوعد أم الوعيد

الإسلاميون ,, الوعد ام الوعيد


أفرز الربيع العربي لنا واقعا جديداً قد يستغرب منه البعض، والبعض الآخر لا يفهمه، والبعض الأخير هول الصدمة جعله يطلب المزيد من الوقت حتى يستوعبه। ففيه تغيرت الكثير من الأدبيات والأفكار والرؤى والتوجهات। وظهرت الكثير من الشخصيات التي إما كانت مهمشة أو ملاحقة أو منفية أو معتقلة، وهو نفس الحكم على عدد من التنظيمات والجماعات والأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية التي عاشت في الحديقة الخلفية للمجتمعات العربية والإسلامية بعيدة عن الواجهة السياسية والإعلامية، وأضحت دوماً في حال مواجهة وتدافع وصراع على البقاء ومناورات للعمل وكسر الحصار والبحث عن نوافذ للتواصل مع القواعد الشعبية والقيادات المجتمعية مهما كانت شدة الضغوط أو علو الأسوار أو قسوة الحصار أو ضراوة المعارك


عجلة الربيع العربي المتسارعة التي انطلقت جعلت الكثيرين مذهولين من هذه التحولات الكبرى والتي تنبئ عن دخولنا دورة حضارية جديدة ذات عمق مختلف ورؤية جديدة وفكر متجدد وواقع متغير، كفر بالماضي المظلم وإيمان بالمستقبل الواعد.
دورة مختلفة عن سابقتها في التعاريف والمحاور والأطر والمخرجات؛ وعليه فالكل مهموم بالمستقبل والجميع متحمس لمعرفة باقي حلقات المسلسل الذي جعل المواطن العربي يهجر الدراما ويتخفف من الرياضة ويدمن على مشاهدة الأخبار ومتابعة الأحداث ويألف كلمة عاجل والتي أضحى يشاهدها عشرات المرات يومياً بعد أن كان يشاهدها مرة أو مرتين أسبوعياً। يعيش حالة من الترقب ويحاول أن ينسج خيوط المستقبل في سماء وطنه الجديد.


والمراقب هنا للأحداث من قرب يشهد ويلاحظ صعودا كبيراً للحركات والأحزاب والتكتلات الإسلامية والتي ظلت على الهامش لعقود طويلة، بل إنها كانت على مرمى ملاحقة الأنظمة التقليدية السابقة।


هذا الصعود له عدة ملامح إيجابية ومشجعة على المستوى الوطني والتنموي والتغير الحضاري الذي يرسم ملامح المنطقة الآن। أولها الاختيار الشعبي للقيادات التنفيذية والتشريعية بكل حرية وشفافية. وثانيها وقف الانفصام التاريخي النكد بين ما يريده الشعب وما تريده الطبقة الحاكمة وهو بلا شك أصبح لعقود أحد أكبر إشكاليات الفشل التنموي والصراع الحضاري بين المجتمعات وغياب الاستقرار والرخاء والعدالة والحرية والكرامة عن المجتمعات وإقصاء الدين وطمس الهوية وتدهور الكثير من البلاد العربية وانتشار الفساد والمحاصصة والاحتكار وتفشي الفقر والبطالة والجريمة.


وهنا أصبحت الكرة في ملعب التيار الإسلامي الذي سعى لذلك من أكثر من مئة عام؛ حيث حال الاستعمار بينه وبين ذلك، ثم جاءت مرحلة الجلاء حيث خرج الاستعمار ولكن المجتمعات لم تتحرر بعد وتنطلق وأصبحت الآن في المربع الثالث؛ حيث انتقلت من حال الجلاء إلى حال التحرير؛ حيث يعتبر فضاء التحرير وسيادة الشعب على قراره والأمة على نفسها وعودة الشريعة والمشروع الإسلامي لاعبا أساسياً في التعاطي السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمنطقة تحولاً كبيراً في المشهد।


ومن سمات هذا الصعود أنه لم يكن مسلحاً أو عسكريا بل صعوداً يحسب له أنه جاء سلمياً بعد نضال سياسي وحقوقي كبير امتد لعقود، وهو ما جاء لمصلحة الإسلاميين؛ حيث أصبح الخطاب أكثر رشدا وتعقلاً ومرونة واستيعاباً لمتغيرات العصر وتحولات الواقع.
وظهر هنا ومن خلال الممارسة الأولية أن هناك نضجا يلوح في الأفق داخل هذه التجربة التي تتشكل الآن.
وهي علامة مهمة من علامات انتقال المشروع الإسلامي من مرحلة الصحوة إلى مرحلة اليقظة؛ حيث يدخل مع الحماس والتدفق والرغبة في العمل والإنجاز الحكمة والموضوعية والهدوء والتعقل والبناء الاستراتيجي للمشروع، والتدرج في التطبيق والبعد عن تزكية النفس وأي تشنج أو استبداد فكري أو علمي أو استئثار أو شمولية في القرار أو الأفكار.
كما تمتاز المرحلة باتساع دائرة قبول الآخر والتكامل معه بدل التنافس السلبي والصراع، خصوصاً مع أصحاب التقاطعات المهمة معه في المشروع الوطني أو النهضوي أو الحضاري।


كما يلاحظ أن الخطاب الإسلامي هذه المرة لم يغفل البعد الوطني أو القومي في أدبياته وكان حاضراً وبقوة وانطلق على مزج فكرة ظلت سنوات في كتب المنظرين والباحثين الإسلاميين وخرجت إلى الواقع العملي مؤخراً، وهي أن يجمع المنهج العملي بين الأصالة والمعاصرة وبين التفاعل بلا ذوبان والخصوصية بلا انغلاق।


كما يلاحظ أيضاً استيعاب أكبر لفكرة الشورى كإحدى أدوات الديمقراطية المعاصرة والبعد عن سجال المصطلحات والتركيز على المآلات وفقه المقاصد، والذي بزغ نجمه مع فقه الواقع بالإضافة إلى الروح التجديدية في السياسة الشرعية والتي دارت عجلتها بشكل متسارع مواكبة لمتغيرات العصر وتحولات الواقع।


وفي فضاء آخر امتاز الخطاب الموجه للخارج بقدر من الوعي السياسي والحصافة ومراعاة التوازنات الدولية، ما جعل عقلاء العالم ومنصفيهم يقرون بحق الإسلاميين بأخذ مكانهم الطبيعي في هذه المجتمعات وعودتهم إلى الواجهة। لاسيَّما أن الغرب في نظري أدرك تماماً أن ظاهرة الإرهاب والتمرد المسلح وحروب الشوارع والعمل السري ما هي إلا نتاج الكبت والملاحقة والتهميش والاستبداد والذي طال الكثير من هذه المجتمعات والتنظيمات. وحّول عملها إلى نطاق السرية بدل العلن وانتقل الطابع التنظيمي لها بعد حصارها وملاحقتها والتضييق عليها من طابع الحزب إلى طابع الجماعة ثم إلى طابع المجموعة، وكل ذلك أفرز الغموض والريبة والتناحر والصراع الوجودي والذي ينتهي بتدمير كل طرف للآخر والنقمة عليه.


وهي ما تأثر به الكثير من المناطق التي أصبحت مناطق ساخنة بسبب هذا الصراع। فالأفكار الصالحة لا تنبت إلا تحت الشمس وفي الهواء الطلق. ولا ترشد داخل الغرف الضيقة وتحت الأقبية البعيدة عن النور وهو أمر أدركه الكثير من الحكماء والعقلاء وتغافل عنه البعض أو منعتهم شقوتهم. فالحرية هي البيئة المستجلبة للاستقرار والعمل والإنتاج والبناء ورفعة الوطن وعدالة الإنسان وكرامة المجتمع.


فعدم تنفيس الاحتقان وغياب الحل السياسي والإيمان الكبير بالحل الأمني دائما والذي في الغالب ما يعود بآثار سلبية على المجتمع ويجعل الدول تعيش على صفيح ساخن وتنتقل طاقة أفرادها من البناء والإعمار إلى الصراع والدمار، ومن التفاهم والاستيعاب إلى التناحر وتصفية الحسابات وهذا أمر خطير يجعل الدول تدخل في خندق قاتل لا تستطيع الخروج منه إلا بثمن باهظ جداً.
علينا جميعاً تفهم أن التجارب الإنسانية هي تجارب تراكمية تولد وتراهق وتنضج وهو الأمر ذاته في كل ما هو متعلق في اجتهادات البشر والصراعات الفكرية والفلسفية؛ وعليه فعلى الإسلاميين مواصلة نقد تجربتهم من الداخل وتصويب أي قصور أو نقص، والاستفادة من جميع التجارب النموذجية انطلاقاً من ثورة محمد عليه الصلاة والسلام الكبرى حتى الآن।


وقيادة المنطقة بشكل عاجل إلى أوضاع أفضل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاستثمار في الإنسان وعلاج المشكلات الملحة والملفات الساخنة والاستمرار بهذه الروح الجمعية والائتلافية المستوعبة للجميع والمحتوية للفرقاء والخصوم। والسعي الجاد لأوطان أرقى وأقوى وأجمل، وأمة ناهضة ومتحضرة. عليهم باختصار أن يكونوا الوعد ولا يكونوا الوعيد.



بقلم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

إنطلقنا ولله الحمد في توتير

يسعدني التواصل معكم عبر توتير


https://twitter.com/#!/sultanalothaim

الورقة البيضاء .. والنقطة السوداء

حياتنا الجميلة كالورقة البيضاء , مشرقة بلونها صافية بشكلها متألقة بزهوها , تسر الناظرين وتفرح المتأملين وتبهج المتبصرين وتلفت أعين السائحين

ولكي نعيش الحياة الدنيا علينا أن نفهم معادلتها التي وضعها رب الخلقية حينما أراد أن يخلق الإنسانية , فالحياة قائمة على تقلب الأحوال والأوضاع وعدم استقرارها , فعليك أن تتعلم أن تتذوق أكثر من طعم وتعيش على أكثر من وضعية ولست وحدك كذلك فهنالك البشر كلهم , فمنهم من أبتلي ومنهم من ينتظر .. ومنهم من صبر ومنهم من يتذمر .. ومنهم شكر ومنهم استكبر .

والنتائج لا شك مختلفة والطرق متفرقة ولكي نعيش لذة الجنة الجميلة في دنيانا العابرة وآخرتنا العامرة , أراد الله أن تكون أحد مراحل حياتنا الثلاث هي الدار الدنيا والتي نكافح فيها ونجاهد , ونتجاوز الصعاب والمعضلات ونلتفت هنا وهناك بحث من مخرج لكي ننجح ونرتقي ونحصل على المراد وغاية المنى وجميل الأحلام والطموحات والرغبات بأذن الله

ففي الدنيا أنت لا تأخذ كلما تشاء وأي ما تشاء ومتى تشاء , بل عليك المحاولة وتكرار المحاولة , تفشل لكي تنجح , وتتعلم من فشلك لكي تكون أكثير نجاحاً في المستقبل ونذكر ولا نحصر أننا نأخذ شيئين من ثلاث على الأغلب في مسيرة حياتنا .

فلن يجتمع لك الصحة والمال والفراغ في مرحلة واحدة على الأغلب

ففي بدايتها يكون لك الصحة والفراغ ولا يكون لك المال .. في أوسطها يكون لك المال والصحة وينزع منك الفراغ .. وفي آخرها يكون لك الفراغ والمال وتنزع منك الصحة !!

هي الحياة هكذا وهو جزء من تكوينها الذي يجب أن نفهمه ونتفهمه ونتعايش معه وعلى أساسه
فلا نعضب من التحديات ولا نيأس أمام الصعوبات ولا نهرب من المشكلات ولا نقلل من النجاحات ولا نكون أسرى الماضي الذي دوماً يسرقنا من واجب التفكير والتدبير والتحضير للمستقبل
أن طريقة تفكيرنا هي التي تسعدنا وتشقينا , تبهجنا وتحزننا , تصنع لنا التحدي أو تجعلنا نرفع الراية البيضاء مستسلمين لصروف الحياة وتقلبات الزمن
علينا أن ندخل جنة التفكير الإيجابي من اليوم ونهجر التفكير السلبي المتشائم المبالغ بالحذر والخوف والارتباك والتردد
علينا أن نستبدل الضعف بالقوة والإدبار بالإقدام والشك باليقين والكره بالحب والعضب بالحلم والشدة باللين والعنف بالسماحة والألم بالأمل .

كيف نتعلم التفكير الإيجابي ؟

* آمن أن الله عدل في قسمته وهو باسط ذراعيه بالرزق والعطاء وعنده كنوز كل شيء ولكن افعل السبب فلا يظلم أحد من خلقة ولا يحرم ولا يهضم حقاً , ولكنهم هم من يظلمون انفسهم بسوء التصرف وضعف التخطيط وسوء التنفيذ والمكابرة عن الحق والتخاذل والتسويف والكسل والاستهتار وعدم الاستفادة من الأخطاء وضعف الهمة والطموح والاستسلام لتحديات الحياة .

* تخلص من الحساسية التي تضعف تفكيرك وتربك تعبيرك وتجعلك ضعيفاً متوارياً عن الأنظار وكن قوياً حين الشدائد صابر حين الكرب متجلداً حال الأزمات واعلم أنك سوف تخرج منها أقوى مما كنت بفضل الله فالضربة التي لا تكسر الظهر تقويه .

* استنشق الهواء النقي المنعش في الصباح الباكر مع اشراقة كل صباح وقل في نفسك اليوم افضل من الغد وأنا الآن اقرب من تحقيق احلامي من ذي قبل وكن متفائلاً على الدوام , واقبل على يومك بحماس وتوقد واحتفل بالإنجازات التي حققتها في ذلك اليوم حتى لو كانت بسيطة ولكنها جز من كل ونقطة في بحر وزهرة في بستان انجازات حياتك .

* التفاؤل لا يعني أن لا تكون حذراً عند اللزوم ولا تبالغ في الحذر واعلم أن أكثر من 80 % من هواجس الشر والخطر التي ترد عليك لا تقع إطلاقاً وهي مجرد تخيلات فكن متوازناً بين الإقدام والإحجام وبين المبادرة وبين دراسة تبعاتها

* عاشر الناجحين والمتفائلين والمقدمين والمبادرين والمبدعين في الحياة وسوف تكتسب منهم الشيء الكثير وابتعد عن اعداء النجاح والمثبطين والانهزاميين والمتخاذلين والخامدين فهم شر وعدوى احذر منهم وابتعد عنهم

* تذكر أثر التفكير الايجابي على صحتك وعلى نفسيتك وطول عمرك وعلى حياتك وسوف تجد تدعيماً كبيراً في هذا الباب وعلى العكس تذكر أن الكثير من الامراض والاعراض والكروب والنكبات جاءت من النفس المتشائمة والخامدة والمنغلقة على ذاتها فهي في عذاب دائم وظلام دامس .

* اقرأ قصص العظام والكرام وأهل النجاح والعبقريات والإنجازات والمعجزات وانظر كيف قهروا الصعاب وقفزوا فوق الظروف وكيف خرجوا من رحم المعاناة والفقر واليتم وصنعوا واقعهم الذهبي ولم يكونوا ردة فعل بل كانوا الفعل ذاته فالحياة إرادة ومبادرة وجهاد .

* لا تمكن الشيطان منك فهو يريد منك الا تعمل ولا تتقدم ولا تبدع و لا تتمتع بعلاقة دافئة مع من حولك وأن تكون سجين الوهم والهم والغم والخرافة والصراع والفقر والضعف والمسكنة , فلا تمكنه من حياتك واطرد وساوسه بالذكر والاستغفار وذكر الله والتمسك بحبلة وارفع شعار " حياتي تحدي " قال تعالى (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم البقرة:268

* لا تكن سهل الانكسار سريع الاستسلام ضعيف الشكيمة مهزوز الوجدان مستمتع بالمعاناة وتمتع بالأعصاب الفولاذية التي تجعلك قادراً على تلقي الصدمات بقوة وايمان , واعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطأ والعكس

وتمتع بالرضى بعد أن تعمل كل ما بوسعك لتغير الحال وتلافي الاشكال , وثق بأن مع العسر يسرى وأن النصر مع الصبر ولا تنسى أن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب .

* حذاري من الوقوع في فخ التفكير السلبي فهو مرض خطير , يجعلك تركيز على العثرات والاخطاء والمشكلات والصعوبات وإن كانت قليلة ويجعلك تتخاذل عن العمل والاقدام وتهمل سيل جارف من النجاحات والفرص والخيرات والخيارات أمامك فأنت بكل أسف أغفلت الورقة البيضاء الكبيرة وتهت في نقاط سوداء صغيرة عليها , فتجاهلت كل ذلك البياض ومن ثم أصبحت اسير ذرات تافه من السواد لا وزن لها ولا قيمة إلا أن تستفيد منها كأخطاء لكي لا تعود اليها .

" قاعدة التركيز الذهبية "
"ما تركز عليه سوف تحصل عليه " من المسلمات الحياتية قاعدة
فإن كنت ايجابيا فإنك سوف تنظر إلى الجزء المليء من الكأس وتعمل بتلك الروح المتألقة , وإن كنت سلبياً سوف تنظر إلى الجزء الفارغ وتنتظر النهاية المؤلمة التي تتوقعها دائماً وهي غير موجودة إلا في عقلك

" محبرة الحكيم "
البعض منا يصر على لبس نظارة سواء دائماً , حتى عندما يطل علينا القمر زاهياً بتمام بدره

" التفكير الايجابي في سيرة القائدة القدوة علية الصلاة والسلام "
تبع سراقة بني مالك رضي الله عنه رسول الله صلى قبل أن يسلم رسول الله وصاحبة رضي الله عنه حينما خرجا من مكة قاصدين المدينة راغباً في مكافأة تقدر بمائة ناقة رصدها قريش لمن يقبض على محمد , وفعلاً وصل الله سراقة الى الرسول وهم بأن يتم ما جاء به ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في احلك الظروف واصعب اللحظات المصيرية يقول لسراقة عد ولك سواري كسرى فيذهل سراقة و لا يصدق كيف يعدني بذلك وهو في هذه الظروف وكيف يعيش هذه الحالة من اليقين !!

وفعلاً عاد ولم يظفر به , وفتحت بلاد فارس في عهد عمر رضي الله عنه
واخذ سراقة سوراي كسرى كما وعد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وفهم الجميع درس أهمة التفاؤل في احلك الظروف من مدرسة المعلم الاول عليه الصلاة والسلام

" تأصيل "
وفي هذا الحديث معناً عظيم للتفائل والإستبشار بالخيرات واليقين بما عند الله والعكس بكل أسف للمتشائمين والقانطين

حدثنا الحسين سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ.
" أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ "

سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير cct
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.com

قوانين النهضة.. وعبقرية اقرأ

المتأمل للأمم العظيمة والشعوب الكريمة والمجتمعات الناهضة ذات القوة والمعرفة والنفوذ والهوية والمكانة، سيجدها فعّلت قوانين النهضة، وأخذ بالأسباب، وأطلقت الطاقات، واستثمرت القدرات لكي تكون على رأس القائمة وفي مقدمة الركب سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وعلميًّا.

ومن هذا المنطلق نعّرج على أحد أهم قوانين النهضة الذي يجب أن نعطيه حقه ومستحقه على مستوى الفرد والجماعة، الحاكم والمحكوم، الرجل والمرأة، الصغير والكبير؛ فهو وقود وعتاد، سلاح وزناد، المقبل عليه سعيد ناجح ظافر، والمدبر عنه تعيس فاشل خاسر.

ألا وهو قانون اقرأ

إنه قانون السماء لأهل الأرض، أنزله الله ليشعرنا أهميته وقوته ومفعوله السحري علينا.
كيف ينشد السعادة من فقد مفاتيحها وينشد القيادة من لم يمسك بأسبابها والنجاح من لم يطبق معادلاته.
لقد خلق الله الإنسان من روح وجسد وعقل وعواطف، وجعل لكل جزء مهام واحتياجات.

فلا توازن يصنع الطمأنينة والراحة والسعادة بين جميع هذه المكونات إلاّ عندما تلعب وظائفها وتستوفي احتياجاتها، ومن هنا نقول إن القراءة ليست احتياجًا عقليًّا صرفًا فقط بل احتياج روحي وعاطفي وجسدي أيضًا وهنا تكمن الأهمية البالغة في هذه القضية الهامة والحساسة والتي أتمنى أن يعطيها القارئ الكريم حقها، ويعيد النظر في عادته وممارساته وعلاقاته مع خير صديق في الزمان الكتاب، وهنا نورد بعض الأفكار الهامة التي سوف تكون مدخلنا لهذا العالم القيم والممتع بإذن الله:

1 - ابدأ القراءة في الفنون والعلوم التي تحب.
وهنا تكون القراءة متعة وفائدة، فلكل منا اهتمامات وهوايات ورغبات، ومن هنا تكون القراءة عادة يومية عندما ترتبط بما نحب ونهوى، وما نفتش عنه من تساؤلات أو أفكار جديدة نصبغ بها جدار العمر الزاهي وسماء الحياة اليانعة، ثم بعد ذلك نوّع قراءتك بعد أن تكون القراءة عادة لك.

2 - تدرّج في القراءة.
لا تجبر نفسك على عدد من الصفحات، وتدرج هنا وسوف تجد نفسك تزيد أكثر مع الأيام لما تلمسه من متعة نفسية ورفعة عقلية واتساع فكري ومعرفي، وقوة في الشخصية والمنطق والحجة، ورشد في القرار والتوجه، وحكمة في الحياة والمعيشة، ولا تجبر نفسك على قراءة جميع الكتاب، بل اختر ما يناسب اهتمامك وضالتك ومبتغاك عبر فهرس الكتاب، وإن أتممته كاملاً فتلك الغاية والمغنم.

3 - تعلّمْ تقنيات القراءة السريعة.
وهي من نعم الله علينا في هذا العصر حيث تختصر الوقت، وتزيد من التحصيل والاستفادة، وترفع قدرة الإنسان في القراءة والاطلاع إلى حوالي 10 أضعاف طاقته السابقة أو أكثر، وهذا يجعلنا أمام فرصة كبيرة لإنجاز الكثير في وقت قصير.

4 - دوّن الملاحظات والآراء على جنبات الكتاب للحفظ والمراجعة.
اجعل من قلم الرصاص رفيقًا لك في القراءة، ودوّن ما جاد به المؤلف وتميز
بالإضافة إلى المعلومات الهامة والجديدة، وسوف تستفيد من التدوين مساعدتك على الحفظ والاسترجاع، فالصيد قيد كما يقول العلماء، بالإضافة إلى أن ذلك يساعدك على سرعة الرجوع إلى هذا الأرشيف واستخراج الفوائد التي لخّصتها من هذا الكتاب، بالإضافة إلى آرائك الشخصية حول الكتاب، سواء ما قبلته أو ما ترفضه من طرح المؤلف.

5 - استخدمْ استراتيجيات التكامل بين الكتاب والموقع والشريط والبرامج المصورة.
العلوم والمعرفة لها صيغ مختلفة ومنوعة، منها الكتاب و الصحيفة والمجلة والموقع الإلكتروني، ومنها الدورة التدريبية والشريط والمشهد المرئي والبرنامج المصور وغيرها، وهنا نؤكد على أهمية الاستفادة من جميع الأوعية المعرفية لتشكيل الوعي لدينا
وتحقيق التقدم المنشود في الفكر والسلوك والمنطق وطرق الحياة على مستوى الفرد والمجتمع.

6 - فكّرْ في القراءة في أوقات الانتظار وساعات السفر والتنقل.
ما أكثر ما تصادفنا أوقات للانتظار في المطارات والمستشفيات والرحلات هنا وهناك، فعلينا تغيير عادة التذمر من ذلك والتأفّف، وإمعان النظر في القادم والذاهب والنظر إلى الأسقف والجدران لتضييع الوقت، إلى وقت يُستثمر بالقراءة والاطلاع والاستفادة والارتقاء والتنمية الذاتية؛ فرب دقائق حصّلت فيها معلومة غيرت حياتك من أسفل سافلين إلى أعلى عليين؛ فالحياة في نهاية الأمر كلمة أو عبارة أو قصة أو حدث، ومن ثم يأتي التغيير والتطوير والنجاح والعبقرية.

7 - استفد من الخيارات التكنولوجية الحديثة في الحصول على الكتاب الإلكتروني.
وفرت أجهزت الاتصالات الحديثة خاصيات وبرامج هامة لتوفير المعلومة وتيسير الاحتفاظ بها والاستفادة منها وتكوين المكتبات الإلكترونية، فاستغل هذه النعمة واستخدمها في خيري الدنيا والآخرة، ولا تكن هذه الأجهزة فقط للهو واللعب والترفيه، فساعة وساعة أيها الأحبة.

8 - اقرأ الملخّصات والمختصرات على أقل تقدير.
إن كنت مشغولًا جدًا أو تحت ضغط عمل فلن تتطور أعمالك أو تجارتك أو حياتك إلاّ بالقراءة والاطلاع والتطوير المستمر، ولن تكون معذورًا أبدًا لعدم القراءة، فهناك الكثير من الملخصات والمختصرات لأعظم الكتب وأهم الأبحاث والدراسات، فاحرص على الاطلاع عليها والانتفاع، ومعظمها -ولله الحمد- على الإنترنت، فأن تقرأ الزبدة خير من ألاّ تقرأ أبدًا!!
فكن فاعلًا همامًا إيجابيًا في كل الظروف.

9 - احرص في اختياراتك على النافع والرافع.
الخيرات أمامنا كثيرة جدًا، ومنها الغث ومنها السمين، فاقطفوا منها ما صفا، واتركوا ما تكدر، وهنا تأتي أهمية الكتب القيمة والمفيدة والراقية والتي كتبت بمداد من نور وأحرف من ذهب في شتى العلوم والمعارف، وابتعدوا عن كتب الإثارة السامجة والروايات السطحية التي لا تبني فكرًا ولا شخصية ولا مستقبلًا.

ولا تحرصوا على كتب اشتهر أصحابها بأنهم أصحاب هوى متبع أو مصالح شخصية أو شهوات متلاطمة، واحرصوا على البعد من أهل الارتباك الفكري أو الانحراف العقدي أو الضياع الاجتماعي، ولا تدخلوا هذه المعترك إلاّ بعد تكوين أرضية قوية تستطيعون السير عليها في هذا الحقل من الألغام بقوة وثقة تتكئون عليها.

10 - كوّن من مصروفك الصغير مكتبتك الكبيرة.
عشرون ريالاً شهريًا سوف تجعلك تملك مكتبة موسوعية فيها الآلاف الكتب والمجلات والبحوث خلال خمسة وعشرين عامًا لك وللعائلة ولأقاربك وأصدقائك، فيها من الدرر ما ندر وما توفر، وهي من أعظم الكنوز لك ولعائلتك، وهنا ينشأ نموذج الأسرة المثقفة الواعية الطموح التي تنشأ في بيئة ثقافية وعلمية وأخلاقية ودينية راقية، وهو مطلب كل من يقرأ هذه الأحرف إن لم يكن لنفسه فلفلذات كبده وأولاده الذين يريدهم على أفضل حال وأطيب منزلة وأرقى مكانة.

11 - تسّلح بالقراءة قبل الإقدام على أي تجربة جديدة.
تسلح بهذا الكنز في كل تجربة تقدم عليها، تجارة كان أو استثمارًا، زواجًا كان أم إنجابًا، تربية كانت أم إدارة، زراعة أو صناعة أو سياحة، فلن تفلح وأنت غارق بجهلك، وسوف تولي الدبر لا محالة إن لم يكن لديك أرضية صلبة تتكئ عليها والعاقل خصيم نفسه.

12 - كن متميزًا عن أقرانك واجعل الكتاب رفيقك الدائم.
لا تتأثر بالثقافة الشعبية السلبية حول هذا الموضوع، ولا تهتم بغمز ولمز العامة من الناس حين تخرج الكتاب هنا أو هناك، وكن مميزًا دائمًا فأنت تسبق مجتمعك، وترفع علم الريادة والقيادة فهنيئًا لك.

13 - اعرف شيئًا في كل شيء، واعرف كل شيء في شيء.
في تخصصك الدقيق اعرف كل شيء في شيء، وكن ملمًا وقويًّا من الناحية العلمية والفكرية وصاحب حجة، وفي العلوم الأخرى كن مثقفًا مطلعًا، فاعرف شيئًا في كل شيء، وهي نصيحة غالية ومجربة لأحد أهم أئمة المسلمين.

14 - تمتعْ بالعين الفاحصة والقراءة النقدية والعقل المحلل.
تمتع بمهارات القراءة النقدية فلا تقبل كل قول إلاّ وعليه حجة وبرهان وتجربة وتأصيل شرعي وعلمي، وكن متمتعًا بفلتر قوي وحساس، فلا تدخل عقلك المتشابهات وسقطات الباحثين والكتّاب، وجهل الجاهلين وأهواء التائهين وانحرافات الضالين وشبهاتهم، واجعل عقلك قلعة حصينة لا يدخلها إلاّ من تشرف به ويشرف بها.

وفعّل مهارات التحليل والاستنتاج والاستنباط التي وضعها الله بك؛ فهي هبة عظيمة لا وزن لها، ونعمة لا حدود لعطائها ونفعها، فكن فارس الرهان في ذلك.

15 - حدّث الآخرين عن فوائد آخر كتاب قرأت.
ما أجمل أن تكون ينبوع علم وفكر ومعرفة متدفق تفيد الآخرين مما استفدت، وتضيف إليهم مما علمت وفهمت، وتذكّر لهم أهم ما قرأت وأفضل ما مرّ بك من الفوائد والعلوم.
واجعل آخر كتاب أو مقال قرأته هو مدار الحديث وبوابة النقاش الجاد و الحوار المثمر؛ فكل من حولك بحاجة إلى الكنز العلمي الذي تحمله؛ فزكاة العلم تعليمه.

"حديث الأرقام"
معدل قراءة المواطن العربي سنويًا هو ربع صفحة فقط، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة المواطن الأمريكي 11 كتابًا، والبريطاني 7 كتب في العام!!

وأثبتت الدراسات أن الطفل العربي لا يقرأ سواء 6 دقائق سنويًا خارج المنهج الدراسي، على الرغم مما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب، ويقرأ كل 20 عربيًّا كتابًا واحدًا، بينما يقرأ كل بريطاني 7 كتب؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 140 عربيًّا، ويقرأ كل أمريكي 11 كتابًا؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 220 عربيًّا يا للأسف.

وبينما تنفق الأسرة اليابانية حوالي 80% من دخلها على التعليم، وفي الجانب الآخر تنفق الأسرة الخليجية نحو 50% من دخلها على الترفيه والوجبات السريعة!!

"ماذا قال العظماء في القراءة"

قال ألبرتو مانغويل: "إن القراءة مفتاح العالم".
و قال:"اقرأ كي تحيا".
• قال الطبيب الشهير د.سوس: "كلما قرأت أكثر عرفت أشياء أكثر، وكلما تعلمت أكثر حققت إنجازات أكثر".
• قال جيمس تريليس صاحب كتاب the Read-Aloud-handbook : "نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيدًا في المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة".
• قال الكاتب الفرنسي مونتين: "أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبدًا".
• قال الرئيس الأمريكي الثالث جيفرسون: "إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة، وهما من ألدّ أعداء الحرية".
• قال عباس محمود العقاد: "لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا.

"محبرة الحكيم"

الجهل يجعل الإنسان عدوّ نفسه، متخبطًا في المسير، تائهًا في الحياة، فاشلاً في القرار، متناقضًا في التفكير، سيئًا في التنفيذ؛ فأنت في نهاية المطاف وعاء أيها الإنسان، إن لم تُملأ علمًا وفكرًا وإيمانًا غُمرت جهلاً وتيهًا وضياعًا!!

سلطان بن عبد الرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.com

حكاية العم عادي بن عادي ..


ولد العم عادي بن عادي من أم وأب عاديين، وتربى تربية عادية في طفولته، ومر من خلاله رحلته التعليمة بمراحل عدة تخرج منها بتقدير عادي وترتيب عادي!!

ودخل عادي بن عادي الجامعة وتخصص تخصصا عادياً، وتخرج منها بتقدير عادي ومعدل عادي وترتيب عادي!!

ثم توظف السيد عادي وظيفة عادية وتزوج فتاة عادية وأنجب أطفال عاديين، وبعد زمن ختم عادي بن عادي حياته وتوفي بعد رحلة حياتية عادية لا فرق فيها ولا فريد.

عاش على الهامش واكتفى بأن يكون متفرجاً على مجريات الأحداث ولا يشارك في صنعها.

مات ولم يعرفه أحد ولا يدعو له أحد ولا يذكره أحد!!

مات ولم يبادر أو يطمح. لم يحلم ولم يتوق أو يتفوق!!

غادر الحياة مثلما جاء إليها بخفي حنين، بل كان عالة على من حوله بامتياز.

فلا هو شارك في عمارة الأرض، ولا تبليغ الرسالة، ولا خدمة البشرية، ولا نصح الأمة، ولا دفع المجتمع إلى الأمام، ولم يسهم في بناء أو عمل خلاق أو مبدع أو منتج.

حيث جاء ولم يعرف لما جاء ورحل، ولا يعرف ماذا صنع وماذا أبدع أو اخترع.

هام على وجه في الأرض وتخبط في حياته وكان ردة فعل بدل أن يكون فعلاً.

كم منا بكل أسف يعيش حياة أخينا عادي بن عادي، هو سؤال كبير يحتاج منا إلى أجوبة تجعلنا نعرض عقولنا وسلوكنا وممارساتنا اليومية وتاريخنا الماضي على منصة الحكم وعلى قلم الحقيقة ورقعة التاريخ!!

كم منا هو صفر فعال على يمين العدد، وكم هو صفر على شمال العدد بلا قيمة أو دور أو مضمون!!

كم منا يحلم حلماً يريد أن يفني عمره كله في تحقيقه، أو قضية عظيمة يريد أن ينبري لها، أو رسالة سامية يريد أن يتفرغ لها، أو هماً أو هاجسا عزم على خدمته أو الدفاع عنه ، أو مشروعا فكريا أو تجاريا أو علميا أو سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو إعلاميا أو خيريا أو تنمويا أو نهضويا يكون توأم روحه ورفيق دربه على الدوام يفكر فيه في اليقظة ويحلم فيه في المنام، ويعيش معه في كل دقيقة لا يفارقه ما دام في الجسد روح وفي الجسم قلب ينبض.

كم منا عرف مواهبه فاستثمرها، وقدراته فسخرها، ومهاراته فطورها، ورؤيته للحياة فبلورها، وانطلق يشق طريقة إلى المجد والعلياء، يسابق الصقور في عنان السماء، ينتقل من قمة إلى قمة ومن نجاح إلى نجاح ومن سمو إلى خلود.

إنه عالم العبقريات التي يوجد في كل منكم أطراف خيط منها، حيث نريد أن نتتبعه ونستمر في طريقه حتى نصل إلى منصات التتويج ومراتع الرقي والتحضر والتميز.

الحياة وملعب كرة القدم

الحياة هي أشبه بملعب كرة القدم، فيه الجمهور يملؤون المدرجات، واللاعبون ينتشرون في الميدان بعد نهاية المباراة وخروج النتيجة. الناس لا تهتم والعامة لا تتكلم والصحافة والإعلام لا يكتبون إلا عن جهود اللاعبين، وماذا صنعوا في الملعب، ولمن آلت إليه النتيجة، ومَن نجم اللقاء وصانع الفرق، ولا يكتب شيء عن أفعال الجمهور الذي أكثر الحديث والصراخ، ولكن كل ذلك غير مهم في ميزان الفعل وردود الفعل، فاللاعبون في الميدان هم محط أنظار الجميع وهم صانعوا النصر والفوز بكل جدارة واستحقاق.

فهل أنت لاعب مهم وحاسم في الميدان، أم أحد أفراد الجمهور الذي اكتفى بالمشاهدة من الخارج؟ إنها حياتك، والحياة قرار واختيار، فالأمجاد ليست أقوالاً أو شعارات، بل أفعالاً وسجالات.

فأنت من يصنع السعادة وأنت يجلب التعاسة. قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} المدثر.

فبادروا من الآن لتكونوا القادة الفاعلين الذي يرسمون لوحتهم الحياتية الجميلة لذواتهم ولأوطانهم ولأمتهم، بريشة الفنان المبدع المرهف الإحساس والمستشرف لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى..

قال المتنبي:

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

تخلص من 5 أشياء حتى تكون فعالاً ومتوقداً ومنتجاً:

1.السطحية في التفكير والاستهتار في العمل والحياة.
2.التسويف في القرار والتنفيذ والتقاعس في الإنتاج.
3.غياب الأهداف والرؤيا والرسالة وعدم تحديد خطة العمل ودستور الحياة.
4.السلبية في التفكير والتشاؤم من المستقبل.
5.عدم تقدير فرصة الحياة وهبة العيش ومساحة التحرك.
واكتسب 5 أشياء لتكون منطلقاً ومؤثراً:

1.آمن بالله ثم بقدراتك العظيمة، فأنت أفضل مخلوق على البسيطة.
2.خطط ثم نفذ ثم أتقن ثم صوب الأخطاء واستفد من الهفوات ولا تتراجع.
3.كن صاحب قضية أو مشروع هو من وحي أفكارك واهتماماتك وانطلق به للآفاق.
4.آمن بالعمل الجماعي وتخلص من الفردية والاجتهادات الشخصية وكن شورياً في قراراتك.
5.لا تكثر من الأماني والتنظير، بل ادخل في دائرة الفعل مباشرة وشمر عن ساعديك واصنع أنت الفرق في المعادلة.
محبرة الحكيم

العظماء وحدهم من يؤمنون بالأفعال والمبادرات، والفاشلون هم من يكثرون الأقوال والأمنيات.

تأصيل

قال تعالى عز في علاه مقسماً الناس إلى ثلاث فئات فانظر إلى أي فئة تنتمي: "فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ" (فاطر: 32).



بقلم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم

الخميس، 2 يونيو 2011

الإسلاميون ..هم العدو فاحذرهم , مقالي الجديد في صحيفة عاجل إهديه لكم




الإسلاميون .. هم العدو فاحذرهم !!

منذ الحادي عشر من سبتمبر الشهير والذي أصبح بفعل التكثيف الاعلامي والتركيز السياسي أهم حدث ربما خلال العشر سنوات الماضية على الأقل , وحوله تدور وتتمحور الكثير من الأحداث والأعمال والأفكار والخطط .


نعم إنه حصان دروادة الجديد لاختراق الصفوف واستغلال الشعوب واستنزاف ثرواتها وتغير قناعتها لصالح المشروع الجدد

( الشرق الاوسط الجديد )

وبه ومن خلاله أعلنت الحرب العالمية على العمل الاسلامي والدعوي والخيري والطلابي وأصبح الاسلاميون هم الهدف الاول لهذه الحملة من التصفية والتضيق وتشويه الصورة وتنفير الناس في عدد من الاقطار والامصار, وكان هذا المشروع العالمي العابر للقارات ذو أذرعة مختلفة منها العسكري ومنها الإعلامي والتعليمي والفكري ومنها المالي والاقتصادي السياسي .


فبعد وقوع الحدث بدأت الوفود تذهب و تعود , والتصاريح تجلجل هنا وهناك أن هناك ثلة من المتطرفين يجب القضاء عليهم فهم خطر محدق على العالم كافة .


وعليه فلا مناص لتصفيتهم وتخليص الناس من شرورهم في ما أسمى اصطلاحاً قبل أكثر من تسع سنوات بالحرب على الارهاب .التقط الكثير هنا وهناك هذه الموجه وركبها بعض الساسة والاعلاميين والمثقفين وبعض جماعات المصالح والتيارات الفكرية المناؤة للمشروع الاسلامي وبدأت الدندنة على هذه النغمة وأصبحت تصور بعض الاخطاء الشخصية أو التجاوزات الشاذة التي لا تشكل قاعدة على أنها هي الأصل وتحت غطاء مشروع القضاء على التطرف والارهاب وأسلحة الدمار الشامل


احتلت أفغانستان ثم العراق وحوصرت غزة وصنفت حماس كمنظمة إرهابية وقتل مئات الالاف وشرد الملايين وتم على أثر تلك الموجه إعتقال الآلاف من شباب العالم الاسلامي منهم أكثر من 50,000 الف في الخليج واليمن, وهم ذاتهم من غذي لديهم يوماً ومن الأيام الفكر الجهادي ودعموا في أفغانستان في الثمانيات عندما كان المشروع يخدم الأجندة الأمريكية ضد السوفييت في أفغانسان وبعد ذلك تمت تصفيتهم بعد أن سقط الدب الروسي وتراجع خطره وتهديده !!.


إنها أحجار على رقع شطرنج تحرك هنا وهناك حسب المصالح السياسية والأطماع الاستعمارية الجديدة في السيطرة على المنطقة وإعادة

تقسيمها وهو مشروع لطالما حدثت الحكومات الغربية نفسها به بعد انجلاء مرحلة الاستعمار الاولفي منتصف القرن الماضي .

وأوكد هنا أنني لا أنفي وجود عناصر متطرفة ومتشددة جانبها الصواب والتوسط هنا وهناك , ولكنها محدودة وليست بهذه الضخامة والتهويل التي تصور به , ناهيك أن طريقة التعاطي السلبي معها قد يؤججها ويوسع دائرتها وتأثيرها , مثل ممارسة الكبت والتضيق والمحاصرة والتهميش والإهانة والاعتقال لفترات زمنية مفتوحة بلا محاكمة أو إعطاء أي حقوق وهي وسائل تزيد الطين بلة في هذا الباب ولا تعالجه على الإطلاق .

لقد أصبح سلاح التطرف والإرهاب والتشدد سلاح لتصفية الخصوم والمعارضين والأحرار والمستقلين والمناوئين للمشروع الامريكي والصهيوني في المنطقة هنا وهناك فمن لم يأتي بالترغيب آتى بالتهريب وكان له الويل والثبور وعظائم الأمور .

كل ذلك وأكثر ليركع الجميع ويذعنوا ويقدموا السمع والطاعة لهذا المشروع الخطير والذي لا يزال يعتبر هذه المنطقة الدجاجة التي تبيض له الذهب وعليه فلابد من استغلال احداث الحادي عشر من سبتمبر من أجل الوصول إلى اقصى فائدة وأعظم حصة من الكعكة لا سيما أن هنا من يشكك بهذا الأمر من الأمريكان ذاتهم ويعتقدون أن هناك أسرار سوف تكشف عن هذه الاحداث ومدبريها وأن العالم على مشارف أسرار لم تذكر ولم تبين وعليه فهناك تسارع في الخطوات لاستغلال الحدث واستثماره سياسي وعسكرياً واقتصادياً في فرض النفوذ والوصاية أكثر فأكثر .

ولكن المتبصر بالربيع العربي الجديد حيث الثورات الشعبية التصحيحية التي بدأت تنهي مرحلة الاستعمار الثاني الذي حكم فيه الغرب جزء كبيراً من المنطقة ومقدراتها عبر أطراف وشخصيات موالية له وتابعة لتوجهاته تنفذ له ما يريد متى يريد بدون استخدام الجيش أو العسكر.


أو احتلال البلدان من جديد وهذا ما أتضح في نماذج الرؤساء السابقين لتونس ومصر ونماذج على وشك أن يكشف ستارها مثل ليبيا واليمن وسوريا .حيث غيبت الشعوب وهمشت , وعاث هؤلاء في الأرض فساداً فأهلكوا الحرث والنسل وما أبقوا لمواطنيهم دنياً ولا دين !!

حيث كانت الأمور تدار بشمولية شديدة بعيدة عن مصالح الشعوب وطموحاتها بل حسب المصالح الشخصية والاهواء الضيقة وتحولت الشعوب من شريكة إلى تابعة ومن الحرية إلى العبودية , تذوق القهر والظلم والفقر والذل وتتجرع المتاعب والمشاكل والمعانات كل يوم .

ركبت الانظمة المنهارة موجة إتهام الاسلاميين واستخدامهم كفزاعة بأسلوب مبتذل وركيك يكشف لنا عن افلاس وانهيار بنية تلك الأنظمة وكان الهدف من ركوب الموجة هو إرسال رسائل لدول المركز وقيادات الغرب بأن الاسلاميين قادمون , وأنتم على الخيار بيينا وبين المشروع الاسلامي في المنطقة والذي تعاونا معكم لتحيده وتحجيمه والتضيق عليه والتشويش على أهدافه ومنطلقاته ومحاصرة أركانه و رموزه طوال السنوات السابقة .

فتارة يسمى المتظاهرون وجموع الثوار من الشعوب الساخطة بالسلفين وتاره تنظيم القاعدة وأخرى بالإخوان المسلمين وتارة جماعات مسلحة تريد أن تقيم إمارة اسلامية وغيره من الخرفات التي يقصد منها قتل هذه الصحوات و الانتفاضات الشعبية في مهدها واستجلاب القوى الغربية لقمعها ولكن القيادات الغربية لن تراهن على فرس خاسر ليس له مصداقية او شعبية انتهت صلاحيته كما تنتهي صلاحية أي عميل مستأجر .

ولن تدخل تلك القيادات الغربية في خصومة مباشرة مع أكثر من 300 مليون عربي تؤثر على مصالحها في المنطقة من أجل عدد من الاشخاص استخدموا فترة من الزمن لأغراض معينة ولفظتهم شعوبهم وسحقتهم وعليه فبالحساب الاستراتيجي فضلت هذه القوى البقاء جانباً وعدم التدخل للأثر السلبي على مستقبل العلاقات ومن ثم مستقبل المصالح .

ولكي نكون أكثر دقة في حديثنا فلقد كشفت دراسة حديثة اجرها مكتب الشرطة الاوربية ( يوربول ) حول الارهاب في الاتحاد الأوربي عن بطلان الادعاء السائد على نطاق واسع بأن الارهاب مرتبط بالإسلام وأن جميع المسلمين إرهابيين , إذ أفادت لأن 99.6 % من المتورطين في هذه الاعمال الارهابية هم من الجماعات المسلحة اليسارية والانفصالية المتطرفة وليس للمسلمين أي علاقة بها !!

وهذه الدراسة التي اجرها الاتحاد الأوربي تكشف المسرحية الهزلية التي بكل أسف صدقها بعض المسلمين وعمل بها وشارك بها من حيث يعلم أو لا يعلم بكل ما أوتى من قوة على حرب العمل الاسلامي بجميع قواه وتفريعاته ومنتجاته الفكرية والاجتماعية والاعلامية والسياسية والاقتصادية والإنسانية .

وهو ما يجعلنا نسأل لماذا تخلت أمريكا عن حلفائها في مصر وتونس واليمن وليبيا وهل ما زلنا نعتقد أن رضى البيت الابيض هو الضمانة للبقاء والاستمرار والاستقرار لهذه المنطقة من العالم !!

إن العمار والاستقرار والازدهار للعالم العربي والإسلامي في تقوى الله في الشعوب وحسن العمل وتفعيل الشورى والديموقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والقضائية وعدالة توزيع الثروة الوطنية والحرية والكرامة والمساواة وتفعيل الرقابة والقضاء على الفساد المستشري والظلم المستفحل والمحاصصة والاحتكار والحرص التام على البناء والنهضة والتنمية المستدامة التي ترفع الاوطان وتعز المواطنين وتقوي ثقتهم بقياداتهم .ناهيك عن تقوية الجبهة الداخلية وتلاحمها وتكوين تحالفات استراتيجية هامة تخدم المشروع النهضوي للوطن والأمة وليست تحالفات تعمل لحماية الأنظمة من نقمة الشعوب حيث أثبتت التجربة أن الشعب إذا قال أريد فهو يفعل ما يريد بتوفيق الله وقوته .


بقلم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.com
مدونة نحو القمة
http://sultanalothaim.blogspot.com/

رابط المقال على صحيفة عاجل
http://www.burnews.com/articles.php?action=show&id=4887

الجمعة، 29 أبريل 2011

يمدد لمعاليه , مقالي الجديد في صحيفة عاجل بين يديكم

تقذف لنا الصحف وسائل الاعلام بشكل دائم ومستمر خبر التمدير للمسئول الفلاني والمحافظ العلاني والمدير القاصي والرئيس الداني والوزير الهمام
والمستشار المقدام وقس على ذلك دواليك , هذا التمديد والذي بموجبه في الغالب يكون إعلان تجاوز المسئول سن التقاعد وهذا التمديد غالباً لا يكون
لمرة واحدة بل لأكثر من مره أي أننا مع سقف مفتوح في فضاء العمل الاداري العام !!

ومع ايماني الكامل والكبير بأهمية التمسك بالكفاءة الجيدة والقدرات المتفوقة
واحترام الخبرة والتجربة والتي تمثل جزء لا يتجزء من فنون القيادة وعلم الادارة إلا اننا نظرنا بكل أسف إلى جانب وأغفلنا جوانب أخرى حيث أن ما نستطيع تسميته " الكهولة الإدارية " له أثار سلبية كبرى على التنمية الإقتصادية والإدارية والاجتماعية في المملكة ولها ذات الاثر السلبي في نتفيذ القرارات وتحقيق الاصلاحات وتسريع وتيرة العمل وتحقيق الطموحات وأهداف خطط التنمية المعلنة للجمهور وهذا ظاهر للعيان حيث يغيب الشباب عن الكثير من المناصب والأعمال والمجالس سواء كانت مجالس للشورى او للمناطق او حتى المجالس البلدية وتسيطر هنا فكرة قديمك نديمك لو الجديد أغناك , فيعمل المسئول حتى الوفاة او المرض المقعد الذي يجبر صانع القرار هنا للبحث عن بديل فقط ينقذ الموقف , وهنا تبرز مشكلة كبرى في فكرنا الإداري حيث أننا نلجئ الى التغير ولا نبحث عن التغير !!

رغم أن التغير والتجديد هو الأصل وهو الخير والخيرة , فكل إنسان له طاقة وتنتهي وفكر ويستهلك وهمة وتخور ونشاط ويذبل والعمل الاداري عمل ديناميكي سريع وفعال ومتجدد ولا يقبل التقليديين او المترددين او المعطلين او الجامدين الذي لا ينشدون التطوير والتحسين والتغير الايجابي .

ولهذا يرى علماء الادارة أن التنفيذيين من الاداريين يجب ألا يستمروا أكثر من ثمان سنوات في ذات المنصب كحد أقصى , وتجاوزهم له اثار سلبية كبرى على العمل والانتاجية ومسيرة المنظمة ومن هن
جاء الدستور الأمريكي لكي يمنع الرئيس من الترشح أكثر من فترين رئاسيتين , إجماليهم ثمان سنوات وأقر المصريون مؤخراً في تعديلاتهم الجديدة على الدستور نقاط في ذات السياق
ويعتبر هذا الأمر عرفاً إدارياً في الكثير من الدول المتقدمة التي تؤمن بأن العمل الإداري عمل تراكمي يتعاقب على الناس لكي يضيفوا عليه ويتفانوا في خدمته
فكل ما كان هناك سقف وحد أصبح المسئول أمام تحدي لتحقيق اهدافه وطموحاته واستراتيجيات
المنظمة وترجمة الخطط الى واقع قبل الرحيل , والعكس في ثقافة " مسئول حتى آخر قطرة " , حيث لا يتقاعد أبداً ولا يعطي من خلفه أي فرصة للتجلي والعمل والابداع.

وهنا تتضح اشكالية غياب استراتيجية ضخ الدماء الشابة في هذا الوعاء الإداري الذي اعياه البطء والمركزية والبيروقراطية القاتلة والفتور الاداري والرتابة الانتاجية حتى أن تعطل المشاريع أصبح اصلاً وتأخر تنفيذ الخطط قاعدة , وتأجيل المبادرات والأفكار الجديدة مُغلباً وقس على ذلك .

وهنا تبرز معضلة كبرى يشاهدها المواطن في المسئول العربي عامة والمحلي خاصة حيث أنه أكثر مسئول يردد كلمة " سوف " من كثرة الملفات العالقة لديه بلا إنجاز أو حسم .
إن الدول تبني وتزدهر على سواعد شبابها وطاقاتها الواعدة التي ترفع البلاد وتنشر التطور والتقدم والرقي وتنهض بالأمم والشعوب , وهنا يجب أن نفكر جلياً وجدياً بهذه المدد القياسية
والغير طبيعية التي يضل فيها هؤلاء المسئولين واعضاء المجالس
والقيادات التنفيذية هنا أو هناك حتى أن بعضهم أكمل ربع قرن او أكثر في منصب واحد فكيف ننشد هنا تجديداً وتطويراً وإعادة للهيكلة تسهم بتغير بيئة العمل والاداء العام إلى الافضل فيما يقدم للوطن والمواطن وتناسب جودة الخدمة ودقتها وسرعتها مع المرحلة الحالية التي لا تؤمن بالركود والدعة والتأجيل .

إن العلم يقول أن هؤلاء هم مناهضون للتغير بكل آسف حيث أن التغير لا يخدمهم وعليه يكون خروج الكثير من طاقات هذا البلد من الميدان بسب أن المسؤول
لا يركز على الخدمة التي يقدمها لهذه الدائرة بل يركز أكثر على بقائه أكبر وقت ممكن في المنصب حيث لا سقف هنا يحدد مدته فيكون التمديد تلو التمديد وكأن البلد لا يزخر بالقيادات التنفيذية الفذة والمميزة ذات الفكر الواعد والابداع المستنير والطرح الخلاق من الشباب المتعلم والمتنور والمؤهل !!

إن برامج الابتعاث الكبرى التي بدأ تقذف لنا الكثير من الخريجين بالإضافة إلى
خريجي الداخل تجعلنا نفكر بجدية بأنهاء هذه الشيخوخة الإدارية وإعطاء الشباب فرصتهم وإحداث توازن بين الشباب والخبرات حيثيكون الشباب للمهام التنفيذية , والخبرات للمهام الاستشارية والتوجيهيةمع تغليب نسبة الشباب بناء على نسبتهم في المجتمع والتي تصل الى 70 % ولأنهم هم من سوف يصنعون الفرق الذي لا طالما بحثنا عنه وأعلنا أننا نريد أن نصله وهو العالم الاول ولا غير
حيث المكان الذي يستحقنا ونستحقه .

" محبرة الحكيم "
"يردد التقليديون دعاء " الله لا يغير علينا " ويردد المتبصرون الله يغير علينا للأفضل والأجمل والأكمل "
فماذا تردد أنت ؟؟

"تأصيل "
عين رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد قائداً على رأس جيش فيه أفضل صحابة الكرام مثل أبابكر وعمر وغالبية العشرة المبشرين بالجنة عليهم رضوان الله يأتمرون بأمره ويدينون له بالطاعة , وهنا أرسل رسالة عميقة إلى البشرية جمعاء بأن إعداد القادة أصل من أصول العمل الإداري والحضاري والتنموي وأن الأمم القوية والعظيمة والفاعلة هي التي تمكن شبابها وتطلق قدراتهم وتستثير هممهم وتجلعهم وقود البناء وفرسان النهضة التي غيرت وجه العالم وتاريخ الإنسان وملامح الكوكب التي نعيش عليه .

محبكم /سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الاسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.com

الأربعاء، 20 أبريل 2011

اهتمامي .. سر إلهامي , مقالي الجديد في صحيفة العرب القطرية



هي الاهتمامات حيث نقضي الأوقات وأجمل اللحظات بها وحولها ومعها.. تأخذ حيزاً من حياتنا ومساحة من وقتنا ومرحلة من عمرنا وقدراً من يومنا وأمسنا وغدناتنم عن شخصياتنا وتحركاتنا ودواخلنا، وتُبرز من نحن وكيف نفكر وإلى أين نتجه ومن أين نحن قادمون.


تؤكد الدراسات الحديثة أن الإنسان منا عندما يريد أن ينتقل من كونه إنسانا عاديا إلى إنسان قيادي مؤثر ومتميز وناجح يجب عليه أن ينتقل من كونه شخصا عادياً إلى شخص فعّال أولاً، ثم بعد ذلك ينتقل من كونه شخصا فعّالا إلى شخص قيادي

.وهنا محور اهتمامنا في هذه السلسلة الجديدة من المقالات حول الفاعلية، والتي سوف تأخذنا إلى عالم القيادة الآسر والنجاح العامر والذي يتمناه الجميع في الدارين بكل تأكيد بإذنه تعالى.يقول العلماء: عندما تريد تحويل شخص من كونه عاديا إلى فعّال ثم إلى قيادي لا بد أن تغير فيه خمسة أشياء، من الوضعية السلبية إلى الإيجابية وهي:
- الاهتمامات- المهارات- القناعات- العلاقات- القدوات


وسوف يكون حديثنا هذا اليوم عبر عدة مقالات متسلسلة حول كيف نكون فعّالين عن الاهتمامات وكيف أنها إما أن ترفعنا إلى سماء النجومية والمجد والخلود والعزة أو أنها على الجانب السلبي تجعلنا تافهين وسطحيين بلا هدف أو رؤية بل أعداء لأنفسنا من حيث لا نعلم وسبباً في فشلها وسقوطها حيث أصبحت عالة على المجتمع والوطن والأمة

.اسألوا أنفسكم هذا السؤال وضعوا أنفسكم أمام مرآة المكاشفة والمصارحة

: ما اهتماماتي اليومية والأسبوعية والسنوية والحياتية بوجه عام؟
وبعد أن نأخذ قدراً من الاسترخاء والتنفس بعمق والدخول إلى عوالمنا الداخلية، تأملوا أنفسكم وتفكروا فيها بلا مجاملة تبرر، أو جلد للذات يضّيق ويقّتر، بتوازن واعتدال انظروا لأنفسكم ومن نقطة علوية تكشف لنا كل الجوانب والأرجاء المضيئة بنا فنفرح بها، والمظلمة فنضيئها ونجعلها مشعة كبقية أرجاء النفس التي تسمو بصاحبها وتزدهر به وتتألق من خلاله

.لن يحتاج هذا السؤال لطول وقت لنجيب عليه وأفضّل هنا أن تكون الإجابة مكتوبة للحفظ والتدوين والأرشفة والرجوع مستقبلا للمعاينة والمعايرة والتأكد مما تحقق من تطور وما لم يتقدم في الجوانب الأخرى وهنا نكون قد فعَّلنا مفهوم الرقابة الذاتية.
بعد الإجابة على هذه الأسئلة ابحث لنفسك عن مكان في هذه المنظومة المثالية والرائدة والتي سوف نطرحها


أمامكم كما يطرح الهواء العليل إكليل الورود في الآفاق، فتعالوا نجوب سوياً هذه الحديقة الغناء ونلتقط أطيب الثمر..

.1 - من أجمل وأرقى الاهتمامات البشرية هي القراءة والاطلاع والمشاهدة والاستماع للنفائس المعرفية، وطلب
العلم ومجالسة العلماء والصالحين والناجحين وأصحاب التجارب وقادة الفكر.. فأين هي من دائرة اهتماماتي؟2 - أين أنت من الاهتمام بمستقبلك الحياتي القادم والعمل الجاد لكي يكون بإذن الله ذلك العالم كما تحلم وتحب؟3 - أين نحن من الاهتمام بالعمل الخيري والإنساني والتطوعي؟4 - إن بوصلة اهتماماتي تتجه في قضية العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم والعلاقة مع الوالدين والجار والقريب والصديق وهل لدي توازن في هذا الباب؟5 - أين نحن من الاهتمام بقضايا الآخرين ومساندتهم والإحسان إليهم فلا نجاح مع الأنانية؟6 - كيف يذهب وقتي هباء ويومي سُدى، ومن هو سارق الوقت ولص العُمر في حياتي؟ أهي علاقات بلا نفع، أم إدمان الأحاديث والمكالمات التي بلا مغزى، أم أسواق وتسكع، أو مشاهدات مفرطة للتلفزيون أو استخدام سطحي للإنترنت بإدمان، أهي جلسات بالساعات الطوال في الاستراحات والمقاهي أم النوم الدائم وكأننا خلقنا لذلك!!7 - أين عائلتي وأسرتي الحبيبة من دائرة اهتماماتي؟8 - أين هوايتي من دائرة اهتماماتي؟9 - أين اكتشاف مواهبي وقدراتي الدفينة وإطلاقها من دائرة اهتماماتي؟10 - أين تطوير نفسي وذاتي وتنمية قدراتي وأسرتي وبيئة عملي ومدينتي ومجتمعي من دائرة اهتماماتي؟11 - أين أشرف عمل وأرقى سلوك وأنبل فعل بشري على هذه الأرض، وهو الدعوة إلى الله بالمعروف وعلى بصيرة، من دائرة اهتماماتي؟12 - أين العمل التنموي والنهضوي وبناء الأوطان والمجتمعات من دائرة اهتماماتي؟13 - أين السعي الحثيث لكي تكون حياتي ذات بهجة وسعادة وطمأنينة وعزة من دائرة اهتماماتي؟14 - أين عملي الجاد والمخلص لألقى الله يوم القيامة وهو راض عني سبحانه من دائرة اهتماماتي؟15 - أين التخطيط لحياتي وأعمالي ومستقبلي وأسرتي ومجتمعي من دائرة اهتماماتي؟16 - أين الرياضة والأنشطة الحركية والمسابقات الثقافية والبرامج الفكرية من دائرة اهتماماتي؟17 - أين أنا الآن من نفسي والمجتمع وماهي مكانتي ودوري الإيجابي وبصمتي التي سوف أتركها بعد الرحيل؟18 - أين الإبداع والتجديد والتطوير في أقوالي وأعمالي وتصرفاتي ومنجزاتي اليومية والسنوية من دائرة اهتماماتي؟19 - أين الترفيه والتسلية البريئة بعد يوم عمل ناجح ومميز من دائرة اهتماماتي؟20 - أين جلسات التأمل والتفكر في النفس وذات الله ومخلوقاته، والمكاشفة الذاتية وكشف الحساب الشخصي وتبيان نقاط القوة والضعف وصيانة الروح وتنقية العقل والجسد من دائرة اهتماماتي؟

قصة معبرة

عندما أراد التتار غزو بلاد المسلمين حيث كانت بلدا واحدا قويا ممتدا وموحدا، أرسل زعيمهم بعض الجواسيس ممن يدرسون نفسيات وممارسات العدو القادم، فلما وصل هذا الجاسوس لبلاد المسلمين وجد شاباً مسلماً في الرابعة عشرة من عمره ينظر إلى القمر.فسأله: فيمَ تفكر؟
فأجب الشاب بكل ثقة وطموح وثبات: أفكر في إيجاد الشيء الذي أخدم فيه أمتي وأُعلي شأنها بين الأمم وأقدم حياتي وعُمري له ومن أجله!!


فقطع الجاسوس زيارته وعاد إلى زعيمه مسرعاً وأخبره بهذه الإجابة العميقة والدقيقة من شاب يافع يحلم بأحلام عظيمة ورؤية ملهمة. فرد زعيم التتار: لن نستطيع الهجوم عليهم وهم بهذه العقليات والاهتمامات الكبيرة والمؤثرة.. فإن كان الشاب اليافع يفكر هكذا فكيف بقادتهم وكبرائهم؟

فمرت الأيام وبعد عشر سنوات أمر الزعيم نفس الجاسوس بأن يذهب إلى بلاد المسلمين لنفس المهمة، فذهب فوجد شاباً في نفس المكان ينظر إلى القمر

.فسأله: فيمَ تفكر؟فرد الشباب: إنني حائر بمطلع قصيدة غزلية أريد أن أهديها لعشيقتي!

!فعاد الجاسوس مسرعاً وأخبر زعيمه بالخبر اليقين وبالتغيرات التي حصلت في الاهتمامات والأفكار والممارسات لدى المسلمين، حيث كانت اهتمامات كبيرة ومهمة وذات أثر ومعنى وبعدها انحدرت الأمور والاهتمامات إلى وحل الاهتمامات الشخصية والسطحية والساذجة وغير المجدية على الإطلاق.

فأمر زعيم التتار بتحضير الجيش وبدْء الزحف على بلاد المسلمين..*

محبرة الحكيم

الجاهل مَن عَلِمَ عن الناس أكثر من نفسه ففشل في إرشادهم، والعالم من علم عن نفسه أكثر من علمه بالناس فنجح في إصلاحهم.


* خاتمة

إن أردت أن تعرف قدرك وقيمتك في الميزان.. فانظر إلى اهتماماتك وقيِّمها وخذ ما صفى، واترك ما تكدر، فأنت لا تعيش أكثر من مرة فابدأ من الآن وكن صاحب رسالة خالدة وعمل لا ينسى.

* تأصيل

قال الحسنُ البصريُّ (رحمه الله): "ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي: يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوَّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود.. إلى يوم القيامة"..


محبكم سلطان بن عبدالرحمن العثيم

* مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية والتطوير
باحث في الفكر والإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
Sultan@alothaim.com

مدونة نحو القمة
http://sultanalothaim.blogspot.com/

رابط المقال على صحيفة العرب القطرية
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=182715&issueNo=1210&secId=23

الخميس، 24 مارس 2011

حتى لا يعود الاحتقان .. مقالي الجديد في صحيفة لجينيات , متعة القراءة والتأمل للجميع

حتى لا يعود الاحتقان..

كانت القرارات الملكية الأخيرة موفقه في علاج الكثير من الملفات الاقتصادية والاجتماعية المعلقة منذ زمن , حيث مست ولله الحمد قاعدة شعبية عريضة كانت تتطلع لعلاج هذه القضايا الملحة والهامة , لاسيما إذا اعتمدنا أن العيش الكريم هو تكامل وجودة في بنية خدمات الصحة والتعليم والإسكان والعمل والتي تعتبر في عرف جميع مواثيق حقوق الإنسان الشرعية والوضعية حقوق مسلمة للمواطن أيا كان موقعه فما بالك في بلد حباه الله الكثير من الخير والثروات القياسية على مستوى العالم ولله الحمد والمنة .

بدأت كفة الميزان تتوازن وتعود إلى المناطق الدافئة والمستقرة على المستوى الشعبي خصوصاً بعد التطمينات الواضحة التأكيدات الدقيقة والواضحة على الحفاظ على المال العام ومحاسبة المفسدين والمتلاعبين والمحتكرين وأصحاب الأهواء والإطماع الشخصية أياً كانوا , حيث كان هذا الملف الساخن بؤرة توتر كبيرة في طوال السنوات الماضية , حيث يدندن الإعلام حول ميزانية الخير والخطط الخمسية والتنمية المستدامة والمدن الاقتصادية وغيرها من التقارير والتغطيات الإعلامية الرنانة التي لا تعكس واقع الحال ولكنها تحاول أن تلمعه على الدوام , حيث لا يلمس المواطن البسيط هذه الوعود والزيادات في الميزانية بل أن حاله المعيشية تزداد سوء وتدهور بعد أزمة الأسهم والمساهمات العقارية المتعثرة والوهمية والغلاء الفاحش بالمعيشة وإنخفاظ سعر الريال وقيمته الشرائية وزيادة التضخم السعري وغيرها من القذائف المتوالية التي أجهزت على الطبقة الوسطى وأرهقتها خلال سنوات قليلة جداً , وجعلت مشاريع الزواج مؤجلة فزادت العنوسة حتى وصلت في إحصائيات رسمية إلى مليون وثمانمائة الف عانس بسب أزمات البطالة والسكن وانخفاض الأجور وتدني الرواتب في بعض القطاعات حتى وجد شريحة لا بأس بها من المواطنين ممن يحصلون على 700 , 1000 , 1200 ريال في الشهر وهذا كله لا يكفي لمعيشة شخص واحد فما بالك بأسرة وزوجة ومسؤوليات !! .


وازدادت ظاهرة السرقات والسطو واختلال الأمن وهي أحد علامات إختلال وقع في الوضع المالي والمعيشي للمواطن ساهم بكل تأكيد في هذه الظواهر الخطيرة والتي تهدد المجتمع واستقراره .

ملفات اقتصادية واجتماعية هامة تحتاج إلى علاج ومداواة من الجذور وهذا الذي نستبشر به خيراً هذه الأيام بأذن الله من خلال عدد من القرارات والأطروحات التي من شأنها علاج الكثير من المشكلات المتراكمة منذ زمن وفتح آفاق جديدة للبناء والإعمار والنهضة والتنمية الحقيقية التي يلمسها الجميع على أرض الواقع وليست على أعمدة الصحف اليومية .

وهنا تعود هذه اللحمة الوطنية والتجانس المدني والاستقرار الأمني والبهجة الشعبية بكل تأكيد من خلال استمرار عجلة الإصلاح بالدوران بلا توقف شاملة البعد السياسي الهام والرئيسي فهو والد كل الإصلاحات ومضلة الدولة الكبرى , وعليه فتمكين الشعب من المشاركة ولعب دور في التشريع و التنمية والتطوير والرقابة أصبح من أكثر الضروريات الملحة حيث أثبتت التجربة السابقة والتي لا نريد العودة إليها على الإطلاق أن مجلسي الشورى والمناطق الحاليين بهذه الصلاحيات المتواضعة والاختيار والتعيين الانتقائي للأعضاء على أساس غير دقيق ولا عملي تغيب عنه أسس الكفاءة والفاعلية والمبادرة وثقة الشعب وروح الشباب المفقودة من هذه المجالس , وهذا كله لا يخدم المسيرة التنموية على الإطلاق بل أنها أصبحت مجالس للوجهاء والأعيان والتجار و بعض المنتفعين وجماعات المصالح بكل أسف , وهذا الذي جعل الكثير من قضايا الناس الحساسة لا تصل ولا تناقش ولا تحل رغم خطورة بعضها وضرورته , بل أن الوقت يهدر في مجاملات اجتماعية ووعود مستقبلية و قضايا جانبية وثانوية ومراجعة لوائح وأنظمة واتفاقيات بعضها معلق من سنوات بلا إنجاز مثل مشروع الرهن العقاري الحساس والذي يعود النقاش فيه إلى العام 1427 وهو أحد الملفات الحساسة التي يراهن عليها في حل أزمة السكن التي أرهقت كاهل المواطن حيث يعيش حوالي 75 % من السعوديين في بيوت مستأجرة أو في بيت العائلة مع الوالدين !!

هي بكل أسف السمة البارزة لهذه المجالس التي لا يعرف الشعب أسماء اغلب أعضائها وكأنهم في وادي والمواطن في وادي آخر وهذا على غير المألوف والمعمول به في الدول المتقدمة التي يكون لكل مواطن نائب في البرلمان ونائب في المجلس المحلي والمجالس البلدية وغيرها , يوصل الرسالة ويؤدي الأمانة وينصر المظلوم ويرد الظالم ويستبسل في خدمة الناس والدفاع عن مصالحهم وحل مشكلاتهم ونقل همومهم وطموحاتهم بكل يسر وسهولة وتحضر .

وهنا يخطئ البعض حينما يتناول تجربة المجالس البلدية ويصفها بالناجحة نجاحاً مطلقاً ويركز على كونها مجالس منتخبة ولكنه ينسى أنها بدون صلاحيات تذكر والدليل على ذلك حوادث الغرق المتكرر والتي أصابت جدة والرياض ومشاكل مستويات البنية التحتية المتفاوتة وتعثر المشاريع وبطئ التنفيذ وسوء معاملة المواطنين في البلديات وتعقيد معاملاتهم وغيرها , واتضح من خلال التجربة إن هذه المجالس محدودة الصلاحيات والإمكانيات وهذا مما يجب إعادة النظر فيه لواقع أفضل ومستقبل أجمل بأذن الله .

إن الشعب هو صمام الأمان الحقيقي والشرطي رقم واحد لكل مجتمع وبلد وأمة , وعليه فعلينا سماع صوته والنزول عند رغبته واحترام كرامته وكفالة العيش الكريم له بدون استجداء أو كثير طلب , فهي حقوقه المسلم بها وليست مكرمات أو هبات , وعليه فإننا بحاجة إلى إعادة النظر في كينونة هذا الوطن و المواطن ومستقبله ودستور الواجبات والحقوق الخاص به ووضع الخطة الإستراتيجية الكبرى له وإعلان الرؤيا الحالمة التي يؤمن بها الجميع وينطلقون لتحقيقها والتفاني في ترجمتها إلى واقع معاش , فالمواطن هو حامي الحمى بلا شك حينما تشتد الأزمات أو تقع المعضلات أو توجد الصعوبات وهذا الذي يجب أن نراهن عليه دوماً بلا توجس أو شك , فكل الأنظمة العربية التي راهنت على الحل الأمني أفلست وخابت وكل الأنظمة التي أطمئنت للأوضاع في ظل وجود دعم أجني شرقي كان أم غربي غرقت في وحل الأخطاء السياسية الفادحة والخطأ هنا قاتل ولاشك حيث يعني طريق اللاعودة على الإطلاق في زمن لا يعرف الاستقرار فيه إلا للمجتمعات ذات الجبهة الداخلية القوية والمتماسكة والمتجانسة والتي من المستحيل أن تخترق .


وتبقى الأوطان والشعوب التي تراهن على علاقة دافئة ونموذجية بين الحاكم والمحكوم يسودها الاحترام والالتزام والحب والعطاء والإخلاص والتوازن والعدل والحرية والمساواة والكرامة و هي المثال الأبرز للنجاح والتألق التنموي والحضاري على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

هنا فقط يكون المواطن شريك وليس تابع يصنع مجد بلده ويضع لبنات المستقبل ويحول الأحلام إلى حقيقة والأرض إلى حديقة والسماء إلى مرئات جميلة يرى فيها إنجازاته وانجازات قيادته ونهضة أمته ووطنه في عالم يتنافس فيه الجميع في على المراتب الأولى في جميع جوانب الحياة حيث لا سبات ولا نوم ولا استرخاء في رحلة البناء والتنمية البشرية والاقتصادية والسياسة والاجتماعية على هذا الكوكب الحالم .


وكل ذلك يتحقق مع وجود أجهزة إعلامية صادقة ومخلصة تعكس الواقع وتسهم بالتغير بالايجابي والتطوير المستمر ولا تلعب دور التجميل والتحسين والوقوف الدائم مع المسئول وتلميعه فهو ليس بحاجة إلى ذلك لأن الواقع العملي كفيل بالحديث عنه في حال النجاح والتألق وتأدية الأمانة والعكس صحيح في حال التراجع والتقهقر والفشل والخذلان حيث لا مجاملات على حساب الوطن وأهله ومستقبله هنا على الإطلاق , خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة والتي نحن بأمس الحاجة بها إلى أهل العلم والخبرة و الإخلاص والأمانة والهمة العالية والإحساس الوطني والتقوى والورع .

إن الإعلام الصادق والشفاف هو غاية ما نتمناه لمرحلة جديدة مشرقة يطمح إليها الجميع لا نفاق فيها ولا تزلف ولا تطبيل ولا مبالغة حيث ظل هؤلاء المطبلون حاجزاً وهمياً وسد منيعاً لوصول الحقيقة ونقل هموم المواطن وتطلعاته ورسائله بكل أسف إلى صانع القرار وهم لا يلبثون إلا ويرددون كلمتهم الشهيرة والتي مللنها وسئمناها " كله تمام يافندم "



سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.कॉम
رابط المقال في صحيفة لجينيات
صفحتي على الفيس بوك

الجمعة، 18 مارس 2011

وعاء MBC .. بين أليسا وسلمان !! , مقالي الجديد في صحيفة لجينيات , أطيب الأمنيات وأصدق الدعوات

هي قناة سعودية كما تصف نفسها وتحدد, والمجتمع السعودي المسلم المتدين هو غايتها ومحط أنظارها ومطلبها الأول والأخير في رحلة إعداد وعمل وإنتاج لا هوادة فيه ولا تراخي ..

فالإعلام رسائل إلى الشعوب وصناع القرار , فيه الترفيه والتسلية والترويح وفيه الفكر والثقافة والعلوم والمعارف المنوعة , والأحداث المتسارعة والتغطيات المتلاحقة والتجاذبات التي هي إنعكاس للحياة العامة من حولنا كل يوم .

فالمشاهد لا يرحم ولا ينتظر , وهو متأهب لك يضغط أزرار الريموت للبحث عن ضالته في قناة أخرى عندما لا نشبع حاجته ونسد رمقه ونفهم ماذا يريد وماذا ينتظر وأين نستطيع أرضائه
وكسب ولائه وحبه وقربه وتقديره .

إنطلق الشيخ سلمان العودة في رحلته الإعلامية مع هذه القناة عبر بوابة حجر الزاوية والحياة كلمة قبل زهاء ستة سنوات , حلق فيهن وإبداع في رسم لوحة إبداعية مميزة قومها العلم النافع والفكر المستنير والثقافة الواسعة والنظرة المتفحصة للأمور والأحداث واستشراف حاجات الناس وهموهم وتوجساتهم وعلاجها والتعليق عليها بما يخدمها ويعزز الجانب الإيجابي فيها , بقالب معاصر و متطور و تجديدي شكل نقلة نوعية جوهرية.

حرص الشيخ من خلال هذه البرامج على مواصلة خطه الدعوي والفكري الذي تميز به وعرف من خلاله , ومشروعه النهضوي والإصلاحي والذي بدئه قبل أكثر من 20 عام وذاع صيته فيه عبر دورس الجامع الكبير الشهيرة في مسقط رأسه مدينة بريدة وما بعدها من مراحل قبل الإيقاف الأول وفصله من عمله وتجربته مع السجن السياسي .

حيث ركز في هذه البرامج على محاور عدة ومن أهمها بناء الإنسان وتنمية مهاراته وتطوير تصرفاته وردود أفعاله وترشيد سلوكه وتعميق تفكيره و بث روح التفاءل والطموح لديه وزرع الفاعلية والإقدام في المتلقي واستنهاض الطاقات والقدرات وإطلاق القيادات وتبيان جمال الحياة وغرس شتلة النهضة في عقل كل مشاهد وداخل أروقة ضميره ووجدانه , ناهيك عن حرصه الكامل عن التعاطي مع قضايا الساعة والتي لا تقبل الانتظار على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يتواكب مع الأمانة العلمية والواجب الشرعي الذي يكون على أكتاف العلماء حيث يكون الكشف والبيان وتبصير العامة مقابلاً بذلك أيضا طموح المشاهد وتطلعاته بكل جرأته ومصداقية وصراحة التي تعود عليها ويحاول أن ينشرها كثقافة حيث تكون المكاشفة والمصارحة والنقد البناء والهادف ثقافة شعب بأكمله وليست ممارسات شخصية عابرة , كان الخطاب متوازناً والعناوين مواكبه والمحاور عميقة والحوار شيقاً ومفتوحاً والفئة المستهدفة واسعة فيها الجاهل والعالم والأمير والوزير والكبير والصغير والمرأة والرجل والشاب والفتاة وحتى الأطفال كان لهم نصيب من مشاهدة هذا البرامج حسب ما تؤكده الوقائع .

وعليه فإن وصول هذه البرامج إلى رأس هرم اهتمامات المشاهد العربي حيث توج البرنامج لسنوات عدة كصاحب أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي مما ضاعف المسئولية وجعل الحرص الكبير على التطوير والمواكبة هي الإستراتيجية الأبرز للبرنامج.

وبعد هذا النجاح الكبير والشعبية الجارفة والمتابعة العميقة والأثر الطيب في نفوس الناس فوجئ المشاهد العربي الذي يعتقد أنه صاحب قيمة وقدر بإيقاف البرنامج وتعطيله في زمن أصبحت فيه القيود على حرية التعبير من تراكمات الماضي ومن أرشيف الزمن حيث أصبح العالم قرية صغيرة حيث ثورة الاتصال والتواصل الرهيب وعالم المعلوماتية والسماء المفتوحة والإعلام الجديد , لا سيما وأننا على مرحلة جديدة تطل علينا برأسها حيث يمثل الشباب قرابة 70 % من الشعوب العربية وهم أصحاب تطلعات مختلفة ورؤى متنوعة وآمال وأحلام جديدة وطريقة تفكير مختلفة وعليه يجب أن نعد العدة بأن نتعاطى مع الشباب بفكر الشباب وحيويتهم بعيداً عن أي سلوك مصادرة أو إجبار أو تعسف اوارهصات صراع بين الأجيال يلقي بضلاله السلبية هنا وهناك .

وما أحوجنا للصوت الحر المخلص المتبصر في هذه المرحلة الدقيقة والعميقة والتي تمر بها المنطقة فالحكمة ضالة المؤمن والرشد هدف الجميع , وما أحوجنا لأن نحفظ لأهل الفضل فضلهم وأن ننزلهم منازلهم ونعطيهم قدرهم ونتعمل معهم كثروة وطنية وقومية يجب أن نستفيد منها ونستثمرها ونكرمها ولا نعطلها أو نقصيها في زمن لا يمكننا فيه أن نجبر الناس على ألا يرفعوا رؤوسهم وتكون لهم رؤيتهم الحالمة و نظرتهم الخاصة والمستقلة لحياتهم العامة ومستقبل أوطانهم ومجتمعاتهم والتي ينشدون فيها الاستقرار والرخاء والتنمية والرقي والعدل والكرامة حيث يكون الوطن بيت للجميع وحضن المواطن الدافئ .

وهنا أشير إلى تناقض خطير لهذا الوعاء الإعلامي الشهير والذي يجب أن يقوم على قيم رصينة وأخلاق متينة من إحترام لعقول المشاهدين وهويته الإسلامية وأصالتهم العربية ولا يخدش حيائهم أو يدمر براءتهم أو ينتقم من أطفالهم ونشئهم ويحترم خصوصيتهم وتوجهاتهم , حيث استضاف في ذات الفترة برنامج " أبشر " والذي أخذ أيضاً من البيئة السعودية عنوانه المغنية اللبنانية اليسا وتحدث بكل وقاحة عن عدم ممانعتها من إنجاب أطفال من خارج مؤسسة الزواج وأنها تطالب بسن قوانين يحق فيها للأب أو للأم أن ينسبوا الطفل الغير شرعي إلى أي واحد فيهم , ضاربةً بالمشاهد ومشاعره وأحاسيسه عرض الحائط , والذي هاج وماج من هذا القول الفاحش والذي تحرمه جميع الأديان السماوية والوضعية وتمقته !!

إننا أمام إعلام متناقض متخبط , يمنع الخير وينشر الشر , يعيق التنمية ويعزز الفوضى , يهدم ويدعي البناء , ينسب نفسه إلينا وهو غريب عنا
يلمع أهل الظلال ويحجب الأنظار عن رموز الأنوار, يسّطح فكر المشاهد ويحاول خداعه ,
ما استطاع, يدندن على الغرائز والشهوات والشبهات حتى يصرف الأنظار ويشوش الأفكار, إننا باختصار أمام نوعاً خطير من الإعلام يجب أن نتقيه ونحاذر منه لأنه باختصار يخاطب الجزء السفلي منا وليس الجزء العلوي.

" محبرة الحكيم "
الكلمة الصادقة هي بوح الضمير الحي والروح الغيورة , سترى النور حتى وإن شاغبها الظلام وداعبها الخوف

سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
।com">sultan@alothaim।com

تشرفني زيارتكم لصفحتي على الفيس
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001540563184 بوك

الاثنين، 21 فبراير 2011

مصر .. أم الدنيا وأرض المصائر , مقالي الجديد في صحيفة لجينيات

هي حال الدنيا وناموس الكون الأزلي , سنة الله في خلقه منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وأنزل الكتب السماوية تحمل القصص وتروي أحوال الأمم السابقة وتحولاتهم ومآلات الأحداث والأشخاص والبلاد والعباد عبر العصور والدهور , لمن توهب العزة ومن يعاقب بالذل ومن يرفع ومن يحط به ,كيف يمّكن البشر وكيف يتجلى الحق ويرفع رأسه بلا خوف ولا وجل , لماذا يسود الظلم ساعة ويسقط فيخلفه العدل حتى قيام الساعة . قال تعالى {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105 , قانون كوني ومعادلة حياتية راسخة يشهد لها تاريخ البشرية من عهد آدم وعاد وإرم ذات العماد , في كل واد وبأي تعداد مهما ازداد .

وعليه فإن ما حدث في مصر المحروسة من تغير لم يتوقعه خبراء السياسة ومستشاري العلوم الإستراتيجية والعسكرية وأجهزة الاستخبارات العالمية على ما يدعون من علم وبصيرة ونفوذ , لم يكون مفاجئة لأولي الأبصار من أهل التفكر والتدبر والسابحين في ملكوت الله , المتنورين بعلمه وحكمته ونوره سبحانه عز في علاه .

هي نهاية للظلم مهما تجبر وتكبر , أو عبس وبسر , حيث أن محامي المظلومين الأول هو الملك الذي لا يقهر سبحانه , وهي نهاية للاستبداد والاستغلال والقهر لأن هؤلاء الضعفاء والمسحوقين والمهمشين هم أسباب النصر , حيث صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته أنه قال:"أبغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم "

هي دماء الشهداء الطاهرة وآهات الفقراء الهادرة ودمعات الآيامى الصابرة ودعوات البؤساء الساهرة ونقمة العدالة المهاجرة
ظلم له نهاية وطغيان له عاقبة وغطرسة حطمت نفسها بنفسها

سقط ذلك النظام وغرق في بحره اللجي في نفس الشهر الذي غرقت فيه العبارة المصرية في مياه البحر الأحمر ( فبراير) واستشهد فيها أكثر من 1000 نفس طاهرة زكية نتيجة الإهمال والتلاعب وإركاب الناس في عبارة كانت معدة لنقل المواشي في السابق , ورغم الدعاوي والمطالبات حمت حصانة مجلس الشعب صاحب الشركة من العقاب ولكن لم تحميه من بطش من لا يغفل ولا ينام عز في علاه سبحانه , يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير .

تقول الدراسات المخيفة أن 40 % من المصريين يعيشون على أقل من دولارين

( 7.5 ريال سعودي) يومياً وفي المقابل كشفة صحيفة الجاردين البريطانية أن ثروة مبارك وعائلته بالوثائق مابين 40 – 70 مليار دولار , كما أشارت تقارير أخري آن ما خسرته مصر بسبب الفساد المالي والإداري والمحسوبيات خلال السنوات الماضية هو 3 ترليون جنيه مصري , وبهذا البون الشاسع والفساد المستشري والذي لم ولن يدوم على حاله بأي حال من الأحوال فإما أن يلحق الشعب على ما تبقى من بلدهم ووطنهم وإلا انهارت الدولة بشعبها وكانوا أثر بعد عين لا يعرف منهم إلا تاريخهم !!

وهنا يرفرف سؤال محوري كبير في الأفق ألا وهو أين الغرب ودولة الكيان الصهيوني عن دعم حليفهم التي سمته الصحف الإسرائيلية
" كنز إسرائيل الاستراتيجي في المنطقة "

لقد وقفوا متفرجين ومندهشين مما حصل رغم أننا نعتقد مخطئين أن نفوذهم

وتواجدهم يكاد يسيطر على الوضع ويدعمه وهذا الذي لم يحدث ولن يحدث على الإطلاق .

وهو وهم لا يجب أن نصدقه أو نخدع أنفسنا به , حتى جعلنا ننظر إلى الغرب على أنه محرك كل شئ وأي شيء من حولنا وحوالينا , وهي هزيمة نفسية تمثل خطر كبير في فهمنا للأحداث من حولنا , فنخطب ودهم وننشد رضاهم عندما نريد أن نحلم ونفيق , نعمل وننتج , نبني ونعمر , نطور ونتطور , نصلح ونتحرر وهو حال الأمة التي قادة العالم لأكثر من 1000 عام إلى حدائق الحضارة والرخاء والتقدم والمجد الغانية والغنية .

إنها ثورة شعبية حرة أبية قادها شباب مصر الباحث عن التغير والتطوير والرقي
معبرين عن رؤيتهم للنهضة الشاملة والتنمية المستدامة والتطوير الشامل والكامل والعيش الهانئ والكريم وقودها البحث عن العدالة والحرية والكرامة والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان والأوطان

وأرضيتها الإيمان الكامل بقدرات هذا الشعب العظيم وطموحة الكبيرة حيث كانت مصر دولة عظمى وسوف تعود بأذن الله
سوف تعود بزراعتها وصناعتها وسياحتها وقوتها, وعقول مبدعيها وعلم مخلصيها وقيادة كفاءتها التي تراهن عليهم في الفترة القادمة من الأيام بأذن الله

وهي بلا شك بلد محوري ومفصلي يمثل أهمية كبرى للعالم العربي والإسلامي عبر التاريخ وهنا أذكر قصة فتح الإسكندرية على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه وحاصر الإسكندرية وفتحها بعد زمن من الحصار , فسلمت له نفسها مهللة مستبشرة , فأرسل رسول إلى القائد الأعلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبشره بهذا النصر العظيم ولكن الرسول دخل المدينة في فترة الظهيرة وخشي أن أمير المؤمنين قد غفى بعد الظهر ونام فأجل الأمر إلى العصر وذهب قاصداً عمر فبشره , فعتب عليه عمر كيف يؤجل هذا الخبر الهام
هذه السويعات , قفال له خشيت أنك نائم يا أمير المؤمنين فقال عمر كلمة تكتب بماء الذهب

" لو نام عمر في النهار لأضاع الرعية , ولو نام في الليل لأضاع نفسه "

عاشت مصر حرة أبية كريمة عظيمة قوية ملك لأبنائها وأحبتها وليست سبية منهم أو رهينة أمام أعينهم .
-------------------------------------------------------------------------------
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب في التنمية البشرية والتطويرCCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
رابط المقال في صحيفة لجينيات

الشعوب تنشد الإصلاح والتغير ..


الإصلاح العميق والدقيق هو من ضرورات المرحلة ॥ وعلى رأس أولويات الشعوب العربية والإسلامية حالياً ويجب ان يكون كذلك في الانظمة السياسية وصناع القرار , فنحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة , فيها الحرية شعار والكرامة مسار والعدالة مدار والمساوات دثار والحقوق لا تقبل الإنتظار ॥وهنا تكون المبادرة حكمة ورشد وتعقل ॥ والتأخير والمماطلة والتذاكي على الشعوب لون من الوان الإنتحار السياسي ..

«قَسَم المهنة» يوقظ «إغراء الضمير» , مشاركتي في تحقيق عن ظاهرة الفساد المالي والإداري أجرته صحيفة الرياض السعودية



«قَسَم المهنة» يوقظ «إغراء الضمير»! مفتش في وزارة العمل يؤدي القسم أمام «د.القصيبي»-رحمه الله-

بريدة، تحقيق– منصور الجفن


هناك أعمال رقابية وإشرافية يقوم عليها موظفون يكون لهم دور كبير في اتخاذ قرارات مصيرية وهامة في أغلب الأحيان، مثل أنشطة الرقابة البلدية، وحماية المستهلك في وزارة التجارة، والجمارك، ومثلها إدارة مناقصات المشروعات، وغيرها الكثير من المهن والأنشطة التي تجعل بعض الموظفين؛ خاصة «ضعيفي الأمانة والإرادة» أمام الكثير من المغريات والسلوكيات الخاطئة، مثل:»الرشوة» أو «الاختلاس» أو «التقصير» في أداء المهام الوظيفة، حيث لاحظنا أن هناك الكثير من جرائم الرشوة والاختلاس التي أعلنت عنها هيئة الرقابة والتحقيق في تقريرها الأخير، كذلك رصد بعض حالات الإخلال بواجبات الوظيفة على مختلف أشكالها المنظورة أمام دوائر هيئة التحقيق والإدعاء العام تحت ما يعرف ب «قضايا الفساد الإداري».


ونظراً لأهمية هذه الوظائف الرقابية والإشرافية على الصحة العامة والأمن الأخلاقي؛ فإن الوضع يتطلب ضرورة تعميم تجربة «تأدية القََسَم الوظيفي» لكل شخص يعمل في تلك المهام، كما هو معمول به مع مفتشي وزارة العمل الذين يؤدون القسم قبل أداء مهمة التفتيش على منشآت القطاع الخاص، والتأكد من تطبيق الأنظمة والتعليمات، بل نتمنى أن يكون أداء القسم «ثقافة وظيفية» لمثل هذا النوع من الوظائف، حيث تعد محفزة على الأمانة، وليست تشكيكاً في نوايا أحد، أو إساءة لجهة ما، وإنما القصد أن يكون «ضمير الموظف» حياً، وسداً منيعاً أمام المغريات التي قد يتعرض لها، ونحن نرى كثيراً من الجهات الحكومية كرمت موظفين امتنعوا عن تلقي رشى لتخليص معاملات خاصة، أو إنجاز مناقصات لطرف ما، وهذا الإحساس بالمسؤولية الوطنية هو الذي ننشده في هذا التحقيق، مع القناعة التامة بأن من لم يردعه دينه وإيمانه وأخلاقه عن ارتكاب مثل تلك الجرائم؛ فإن كل وسائل المنع لن تكون قادرة على معالجة هذا المرض والآفة، وبالتالي يأتي «أداء القسم» في هذه الحالة كزيادة في التعزير عند الإخلال به ورادعاً عن أي تصرف مشين.




ظاهرة خطيرة


في البداية قال «سلطان بن عبدالرحمن العثيم» -الباحث في قضايا الفكر الإسلامي- إن تعميم تجربة القسم قضية في غاية الأهمية في عصرنا الحالي، حيث تفشت ظواهر خطيرة أصبحت تهدد مصالح البلاد والعباد، وتسيء إلى الوطن والمواطن من فساد سلوكي وإداري ومالي أضحى يطل علينا بعينه «الوقحة» في مرافق عدة خدمية وغير خدمية، خاصة وعامة، صغيرة وكبيرة في وطننا الذي نغار عليه جميعاً، ونسعى في مصلحته ومصلحة مواطنيه.

وأضاف:»من هنا أجزم أن وضع آلية القسم كأحد أبرز الآليات الرادعة للفرد والجماعة من أي انحراف يطرأ على المسار الوظيفي أو الأدائي في أي مستوى من المستويات الإدارية يعتبر أمراً ملحاً، وضرورياً لا يمكن أن نغفل عنه، كما أنه يعتبر من ضرورات العصر الحالي التي أصبح الفساد والمحسوبية والتجاوز والتقصير أحد أبرز تحديات التنمية الآنية والإستراتيجية للدولة في محافل عدة من هذا البلد الطاهر؛ الذي يجب أن يعتبر نموذجاً إدارياً وتنظيمياً وإنتاجياً مميزاً بكل تأكيد نظير المنطلقات الإسلامية والشرعية التي ينطلق منها الفرد والمؤسسات العامة والخاصة؛ فهو قبلة المسلمين ومهد النبوة الشريفة، وحاضن حضارة الإسلام الخالدة؛ ناهيك عن اعتبارات محلية وقومية أخرى لها وزنها، حيث إن المملكة بلد قيادي ومحوري في الخليج والمنطقة العربية والشرق الأوسط وهو قدوة للجميع وينظر إليه دوماً نظرة مختلفة».

وقت العلاج

وأشار إلى أنه حان الأوان لسن تشريعات هامة وبارزة لعلاج هذه الظواهر ومسبباتها وانعكاساتها السلبية الكبيرة على البيئة العامة للإدارة والأعمال والمصالح الشعبية والرسمية، وأزعم هنا أن الإنتاجية والأداء الوظيفي للأفراد سوف يتغير إيجاباً بشكل كبير، خصوصاً الوظائف الحساسة مثل المفتشين والمراقبين، وجميع المسؤولين عن الممارسات المالية أو التنفيذية الحساسة في الوزارات والإدارات الفرعية، وهو أمر مهم إذا عمل كجزء من منظومة التوعية والنظام والتي أطالب بها، والتي ترتكز على تعميق روح المسؤولية والأمانة والوطنية، واحترام حقوق الآخرين ومكتسباتهم العامة والخاصة، والخوف من الله وعقاب الدنيا والآخرة، واعتبار كل ذلك خيانة لله تعالى وللمواطن والوطن والأمة، وبغي كبير وفادح بحق من اؤتمنوا على هذا المرفق أو هذه الخدمة أو هذا المال، ولا ننسى خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بأرواح أو قضايا مصيرية أو مالية أو حقوق شخصية أو ممتلكات عامة أو خاصة، أو تعطيل لمصالح الناس وإعاقة حركتهم وتعطيل أعمالهم وتهديد مستقبلهم.

تجربة وزارة العمل

وأوضح «د.سليمان بن إبراهيم العييري» -رئيس لجنة المحكمين بالغرفة التجارية الصناعية بالقصيم- أن «أداء القسم» أمر عظيم الأهمية المسؤولية، كما أن الأداء الوظيفي الراقي المخلص هو سمة طبيعية لإنسان طبيعي ملتزم بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله، حيث من أهم عناصر اختيار الموظف هي القوة والأمانة «إن خير من استأجرت القوي الأمين».

وقال:»إن الأمانة مهمة في حسن التعامل وإنجاز العمل في الوقت المحدد والمساواة بين المراجعين أي إنجاز المهمة دون النظر إلى قدرة أو قوة أو نفوذ صاحبها من عدمه، حيث إن الإنسان بطبيعته كائن بشري، يؤثر ويتأثر بمن حوله سلبياً أو إيجابياً ومع وجود التوازن وتشابك المصالح وتقاطعها يحصل لا شك من الموظف العام كغيره من البشر أخطاء وتجاوزات واستغلال البعض لوظيفته؛ إما لجلب مصالح شخصية أو مادية أو معنوية أو تحقيق أغراض خاصة أو خدمة مقابل خدمة، وهذا كله مناف للأخلاق والأمانة وتعاليم ديننا الحنيف ونشوء أخلاق إدارية سلبية مثل الرشوة والواسطة، ولذا أرى لزاماً تطبيق أداء القسم على عدد من المهن التي لها علاقة مباشرة بالمواطنين أو المشاريع أو المناقصات الخاصة بالمشاريع، وأداء القسم تقليد متبع في رأس هرم أي دولة أو السلطات التابعة لها، وكذلك للأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين والمحكمين والرياضيين في العديد من دول العالم، وكل القضايا الحساسة التي نعتمد على بعضنا، ولذا فإن وزارة العمل أصدرت قراراً بإلزام المفتشين أداء القسم قبل مباشرة العمل، وهذه سنة حسنة أتمنى لو يتم تطبيقها في أمانات المدن وإدارات المشاريع والجمارك وشئون الموظفين والإدارات المالية وعلى المهندسين والمحاسبين.



الوابلي: لماذا لا تشترط الخدمة المدني « وثيقة قسم» عند الترقية والتعيين ؟

شرف المهنة

وقال «عبدالله بن محمد الوابلي» -عضو مجلس منطقة القصيم رئيس اللجنة الاقتصادية- إن أخلاق الموظف هي مؤهله العالي وحصانته المانعة، وكان حري بديوان الخدمة المدنية أن يطلب من كل موظف جديد أو مرقى على مرتبة جديدة (بغض النظر عن نوع الوظيفة وطبيعتها) أن يرفق مع مباشرته «وثيقة قسم» أن يحافظ على ما اؤتمن عليه وأن يتأدب بآداب المهنة وأخلاقها، وأن يعلم بأن الوظيفة ليست مجرد مغنم مادي بل هي تكليف للمساهمة في بناء الدولة وإعمار الحياة فيها.


وأضاف: أن المتأمل في واقعنا المعاش يصاب بالدهشة والدوار عندما يرى شتى صنوف الممارسات الخاطئة للوظيفة أو المسؤولية، وأنا ضد مطالبة فئة محدودة فقط من الموظفين بتأدية «قسم المهنة»، فجميع الوظائف والمسؤوليات بلا استثناء عند موت الضمير أو مرضه عرضة للفساد، والمصيبة أننا لم نترجم ما اكتسبناه من علوم ومعارف في مدارسنا إلى سلوك مهني، فالصدع كبير بين ما نطلقه من شعارات براقة عند الحديث وما نقدمه من ممارسات خاطئة عند التطبيق.

وأشار إلى أن للفساد أشكالا ومظاهر شتى ولا حاجة لاستعراضها؛ فالكل يدركها ويحفظها عن ظهر قلب حتى أصبع الكثير منها مستساغاً ومقبولاً ولا اعتراض عليه أو تبرم منه، فمن أشكال الفساد المستشري في أغلب الإدارات الحكومية هو اقتطاع وقت ليس قصيراً من الدوام للإفطار الجماعي الذي يستغرق مدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً (على مسمع ومشهد من المديرين) خلال فترة الإفطار التي اعتبرها الموظفون حقاً مكتسباً لهم،حيث تجد المكاتب شبه خاوية، وهذا شكل واحد فقط من أشكال الفساد والتسيب، مشيراً إلى إن الجميع مطالبون بأداء القسم المقترح وليس فئة أو فئات محدودة من الموظفين.

التزام وتوعية

وأكد «العثيم» على أن لا يكون هذا القسم مجرد إجراء إداري فقط بدون إي زخم أو توعية، بل يجب أن يتم تعظيمه في نفوس المسؤولين، وأصحاب العلاقة، حيث نسير في مشروع واحد؛ لرفع الوعي بالمسؤولية العظيمة الملقاة على أصحاب هذه الوظائف أين كان موقعها، وفي أي مرتبة أو درجةٍ وظيفية بدون أي تميز أو تصنيف.

وقال:»إن زيادة هذه الإجراءات في القيادات الوظيفية والمهنية والإدارية هام جداً؛ فالقيادات هم القدوة كما يعرف الجميع، وعليهم مسئولية كبيرة في هذا الجانب، وفيما نرجوه من تنقية البيئة الإدارية والتنظيمية للوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة من أي تجاوز أو تقصير».

تقصير مهني

وأضاف:» إنني أذهب بعيداً عن ذلك، وتحديداً في قضية رفع روح المسؤولية لدى الموظف، حيث تؤكد الدراسات الرسمية أن الموظف الحكومي في المملكة لا ينتج أكثر من ساعة ونصف- فقط وباقي الوقت ضائع في الإفطار وقراءة الجرائد و»المشاوير الجانبية» والأحاديث الجانبية أثناء وقت الدوام، وهذا بكل تأكيد يعتبر عبئاً لا يحتمل على أي مشروع تنموي أو نهضوي لأي دولة، حيث تنخفض إنتاجية الموظفين وينتشر التسيب والفوضى وتتحول الوظيفة الحكومية إلى ما يشبه الضمان الاجتماعي والبطالة المقنعة، كما تحتشد الحشود في المكاتب ولا نرى أي قوة إنتاجية دافعة إلى الأمام أو سرعة في الانجاز أو إتقان في التنفيذ!».

منظومة إصلاح

وقال»العثيم» إننا بحاجة إلى منظومة من الإصلاحات الإدارية على بيئتنا الوظيفية والإدارية العامة والحكومية تعالج كل هذا الخلل، وتتعامل بكل جد وحزم مع كل تجاوز أو تطاول على المصالح العامة والخاصة؛ مع الحرص الكامل على ألاّ تكون هذه الأنظمة حبيسة الأدراج، بل لوائح جديدة ومعاصرة وشفافة ومعلنة تنقل بيئتنا الإدارية والعملية إلى المعالي، وتحقق طموحاتنا وتطلعات القيادة والشعب، فتضميننا للقسم وتفعيلنا له يكون عبر تفعيل أنظمة المراقبة والمحاسبة والمعاقبة والتشهير بالمتهمين ومحاكمتهم، والتعاطي مع كل هذه المنظومة بشكل عملي وفعال وراق يحقق مصالح المواطن والوطن والقيادة، وينقل الأوضاع إلى ما يطمح إليه الجميع؛ فلنركز على الحلول بدلاً أن نضيع الوقت في تركيزنا على المشكلة.

د.العييري: تقليد دولي متبع في سلطات ومهن أي دولة

العثيم: خطوة مهمة ننتظرها لحماية الأرواح والممتلكات

ما المانع أن يؤدي القسم مراقب البلدية وحماية المستهلك وموظفو الجمارك و«مناقصات المشروعات»؟

رابط على التحقيق على صحيفة الرياض
http://www.alriyadh.com/2011/02/15/article604731.html

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

جامعة المصريين المفتوحة .. بادر بالتسجيل فالمقاعد محدودة .



احجز مقعدك قبل نفاذ المقاعد .. فالكمية محدودة والإقبال كبير والتاريخ يسجل ..دروس عظيمة وفكر مستنير وتحضر بالغ وتنظيم غاية في الروعة ..

هدف محدد ورؤيا واضحة وطموح كبير وحقوق مسترده وصبر لا يهين ولا يليين .


إنها جامعة المصريين المفتوحة التي تشع نوراً وعلماً وحرية ..

فلا حياة من غير حرية ولا حرية من غير مسؤلية ولا مسؤلية من غير تحضر ولا تحضر من حلم ينشده المصرييون ونحن معهم حيث تعود مصر بعد أن أختطلفت لزمن إلى العالم الأول التي تستحقه بأذن الله ويستحقها ..


كان ولا زال هذا البلد يحمل بعداُ هاما لنا جميعاً على مر العصور والدهور وأذكر هنا عندما دخل الاسلام مصر على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه وحاصر الاسكندرية وفتحها بعد زمن من الحصار .. فسلمت له نفسها مهلله مستبشرة ..فأرسل رسول الى القائد الاعلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبشره بهذا النصر العظيم ولكن الرسول دخل المدينة في الظهر وخشي ان أمير المؤمنين قد غفى بعد الظهر ونام فأجل الامر الى العصر وذهب الى عمر فبشره , فعتب عليه عمر كيف يؤجل هذا الخبر الهام


هذه السويعات , قفال له خيشت أنك نائم فقال عمر كلمة تكتب بماء الذهب " لو نام عمر في النهار لأضاع الرعية , ولو نام في الليل لأضاع نفسه "


عاشت مصر حرة أبيه كريمة عظيمة قوية ملك لأبنائها وأحبتها وليست سبية منهم أو رهينة أمام أعينهم .


سلطان العثيم ..

جدة .. الغيمة والغٌمة .. مقالي الجديد في موقع لجينيات , متعة القراءة للجميع

المطر في أصله فرح وبهجة , سرور وحبور , تباشير خير وبركه ومنافع كثيرة للناس بلا استثناء على هذه الأرض التي جعلها الله ذلولاً لمنشي في مناكبها نبتغي من فضله , وهو بلا ريب نعمة ربانية كبيرة علينا , لا يقدرها إلا من حرم منها , سواء بانقطاع تام أو قلتها وندرتها . ولكن ظاهرة تحول النعمة إلى نقمة لا تكون إلا عبر جاهلية الإنسان وتخبطه في التعاطي مع مجريات الحياة وإدارة شؤونها وصروف العيش فيها , والبطر على نعماء الله عزوجل وهباته .

وها هي جدة التي باتت عجوز البحر الأحمر بعدما زُفت عروساً له , عاثت فيها الأيادي وداستها الأقدام وأصبحت مسرحاً الكل فيه يُمثل حتى أنك لا تفهم أوله حتى تفهم آخره . غموض رهيب , ووعود رنانة وإعلام يركز على المبالغ المرصودة ولا يعنيه التنفيذ وواقع الحال بعد ذلك !! بين يدي الآن قصاصة لصحيفة سعودية تعود إلى الأول من ربيع الأول لعام 1400 هجري ويقول فيها الخبر تم اعتماد شبكة صرف صحي لمدينة جدة وتصريف سيول وأنها سوف تغطي أجزاء كبيرة من المدينة إلى آخر الخبر .


المتابع لهذه الأخبار الأرشيفية وهي متاحة للجميع سوف يذهل من الواقع بعد 33 عام تقريبا على هذه الميزانيات والمشاريع والتصاريح التي لا تعدو كونها للاستهلاك الإعلامي الذي تعودنا عليه . حيث يعود بنا البعض وكأن المشكلة هي من مشاكل اليوم ويتم القفز على التاريخ والهروب إلى الأمام طلباً للوقت وانتظار للدراسات ومعرفة برأي اللجان التي شكلت . والتي تشكل دوما ًفي حال وجدنا أمامنا مشكلة كبيرة نحتاج فيها إلى زمن . لقد دخلنا موسوعة قنيس العالمية بكثرة هذه اللجان وتفريعاتها وتقسيماتها ولم نجد أي فائدة منها , فلم يكشف حتى الآن عن المتسببين بأحدث العام الماضي . ولا الأحكام التي صدرت بحقهم ناهيك عن التضخيم الإعلامي الذي يقابل به تشكيل هذه اللجان المعطلة للعمل والمستهلكة للوقت والمال والتي أثبتت التجارب أنها لا تغني ولا تسمن من جوع كما هو الحال في مجالس المناطق والمجالس البلدية ومجلس الشورى التي أصبحت بمجملها مجالس للأعيان و الوجاهة الاجتماعية والبرستيج والفلاشات في الغالب الأعم .


حيث ابتعدت عن الواقع العملي الضروري للحياة والمعيشة وعن هموم المواطن وطموحاته ودورها في الرقابة والمتابعة والإشراف وإحداث نقلات نوعية في الحياة العامة والخدمات والبنية التحتية وتفرغت للتنظير الذي لا يترجم إلى واقع معاش حتى أن المواطن لا يعرف أسماء الأعضاء الذين يمثلونه فيها ولا المواضيع التي يطرحون فهؤلاء في كوكب والمواطن في كوكب آخر . لقد استقال وزير الموصلات الياباني بعد وفاة مواطن واحد فقط , وفعلها كذلك قبل أسابيع الوزير الكويتي وغير ذلك من المسئولين المحترمين والمخلصين حول العالم , فلماذا يتشبث هؤلاء بالكراسي والمناصب على حساب الوطن والمواطن , فلم نسمع عن أحدهم قدم استقالته أو اعترف بذنبه أو تقصيره بل استمرت الاسطوانة المشروخة من الوعود المستقبلية الرنانة واستخدام أكثر ثلاث كلمات لدى المسئولين لدينا " قريباً , الموضوع تحت الدراسة , نحن نسير وفق خطط علمية " إننا بلا شك في أزمة ضمير وأمانة فما يقال هو في وادي والواقع العملي في وادي بكل آسف .


فلقد أصبحنا بين مطرقة الفساد وسندان سوء الإدارة والارتجال والتخبط فيها والآن فالحديث عن مشاريع بالمليارات لم يعد يجذب المتلقي حالياً لأنه حريص على مستوى معيشي كريم في البنية التحتية والخدمات العامة , تكفل له الاستقرار والرفاهية والتي أصبحت كلمة ثابتة في جميع خطط التنمية الخمسية المعتمدة وهي بلا شك ما نتمنى أن تكون واقع معاشاً نؤمن فيه جميعاً ونتطلع إليه قيادة وشعباً .





"محبرة الحكيم "





الأمم الراقية والمتحضرة هي من تُقرب الأكفاء , والأمم المتخلفة والرجعية هي التي تُقرب المواليين .





سلطان بن عبدالرحمن العثيم

مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير

باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة

sultan@alothaim.com

الذكاء الاجتماعي والسحر الحلال , مقالي الجديد في شبكة الإسلام اليوم



الذكاء الاجتماعي والسحر الحلال ..



هو السحر الذي نحتاجه ونطلبه ونعمل على تعلمه والتدرب عليه والاستزادة منه ما استطعنا فهو كالماء الزلال السلسبيل لا نروى منه أبدا. فهو يخاطب فينا الكثير من الأفكار والرؤى، ويجعلنا أكثر قربا من الأهل والأحبة والأصدقاء وأكثر نجاحاً في مجالات العمل والتجارة وأكثر تألقا في ميادين التربية والتعليم والتدريب وبناء الإنسان وتمكينه في الأرض.

إنه ولا شك السحر الحلال الذي لا شبهة فيه ولا ضلالة.
يحتاجه الأب والأم والصديق والقريب والبائع والمشتري والداعية والمفكر والكاتب والإعلامي والمدير والموظف والزوج والزوجة والأبناء والبنات. إنه الكنز الذي لا مفر من البحث عنه وبذل الجهد والغالي والنفيس للحصول عليه واقتنائه بأقرب فرصة.

فاقده شخص لا يرى ولا يعرف، وقد لا يذكر وربما يكون منفياً اجتماعياً فهو بكل أسف نكرة ولكن بمعايير المجتمع وليس بمعايير النحو والصرف. فهو فاقد لمهارات التواصل المهمة لأي مشروع من مشاريع الحياة وأي فكرة من أفكار العمل والإنجاز. بل هي المهارة الأساسية في علاقاتنا الحميمية والعاطفية والوجدانية المطمئنة والدافئة في من حولنا.

أسالوا أنفسكم الآن وبلا تردد هل تستطيعون العيش من دون الناس الذين حولكم وحواليكم؟


من غير الأقارب والأصدقاء والأحبة؟ من غير الوالدين والإخوة والعائلة والعزوة؟ من غير زوج وزوجة وأبناء يفتخر بهم؟ من غير عملاء؟ من غير زعماء أو حكماء وأهل رأي سديد أو نصيحة رشيدة؟

إن الجواب كما ترون بكل تأكيد لا. فهذا العالم أقامه الله وخلقة بأسلوبه المتفرد لكي يعيش الناس حالة من التكامل بينهم والتعاون الدائم في كل شؤون الحياة فلن تستطيع عزيزي القارئ أياً كان جنسك وجنسيتك. وقدرك وقدرتك. ومكانك وإمكاناتك أن تعيش وحيداً وتسعد وحيداً وتنجح وحيداً وترتقي وحيداً وتحصد الإنجازات تلو الإنجازات وحيد على الإطلاق.

فأعمل عقلك وتعاون مع الجميع بذكاء ذي طابع اجتماعي وأتقن هذه الفنون تحصد النجاح والتألق في جميع الميادين والمجالات الشخصية والأسرية والعملية والمالية والنفسية والروحية، واكتشف كيف يرتقي نجوم المجتمع والأمة والوطن ويعتلون المنصات ويرتدون أعلى الميداليات لقاء أعمالهم وأفعالهم وإحسانهم الذي لا يتوقف أجره ومثوبته حتى بعد الممات وتوقف العمل وفناء العمر ونهاية الرحلة، فأعمالك خالدة والألسنة تلهث بالدعاء لك.

* أتقنوا أبعاد ومهارات الذكاء الاجتماعي الساحرة الآن
هناك عدة أنواع للذكاء يذكرها علماء التنمية البشرية والإدارة وخبراء علم النفس والاجتماع والتربية، ومنها الذكاء اللغوي والمالي والحسابي والعاطفي والاجتماعي وغيرها.

ولكن حديثي اليوم عن أهم سبل التمكن من مهارات وأسرار الذكاء الاجتماعي الذي لو أتقنته عزيزي القارئ سوف تكون على مقربة من أهدافك المختلفة وطموحاتك المتعددة ورغباتك المشروعة، وعندها تحس بالرضا والارتياح عن نفسك فأنت تسير في الطريق الصحيح والذي في نهايته منصة المجد التي سوف تقف عليها أيها البطل.

1/ الابتسامة المشرقة

تدرب من الآن على أن يكون لديك ابتسامة مشرقة جذابة فهي صدقة في المقام الأول. وجواز سفر إلى قلب وروح ووجدان من أمامك ثانياً. تزرع فيها الارتياح والانبساط الكامل ناهيك عن أسرار كبيرة للابتسامة فلها مفعول كبير في إنجاح التفاوض والإقناع والدخول في دائرة اهتمام الطرف المقابل وجذبها إلى دائرة اهتماماتك كما أن للابتسامة أثر كبير في صياغة الود بين الناس وتقريب الهوة وإنهاء الحواجز وتدمير كل العقبات التي من شأنها تحجيم علاقاتنا مع الآخرين أو توتيرها.
وعلى المستوى الإعلامي مهما كان الضيف حاملاً من علم وخبرة وتجارب، فإن لم يكن يحمل إطلالة مبتسمة مشرقة ومشعة فلن يصل إلى قلوب ملايين الجماهير خلف الشاشة.

2/ اللمسات الحانية والسلام الحار

تؤكد الدراسات أن الشعوب التي تستخدم اللمسات الحانية مع الطرف المقابل أكثر متانة في العلاقات وأعظم تواصلاً وأعمق أواصر من غيرها من الشعوب التي لا تستخدمها. كذلك كن مفشياً للسلام وذا مصافحة حارة واقبض يد الشخص الآخر في حال السلام بكل ثقة وكن محتفيا به ومرحباً ثم ضع يدك الأخرى على يده لك تعبر عن صدق عاطفتك تجاهه. ولا تنسى أن تضع عينيك في عينيه مع ابتسامة جميلة فعندها تلتقي الأرواح.


3/ كن منصتاً ولا تكن مستمعاً

كن منصتاً وبعانية شديدة للطرف المقابل وكن معه بكل حواسك وعقلك فهناك فرق بين الإنصات والاستماع. وجل الناس ممن يخلطون هنا فنحن نعني ألا تعطي المتحدث أذنك فقط وهو الاستماع. ولكن أعطه كل انتباهك وتركيزك، وأشعره بالاهتمام والاستمتاع بحديثه وطرحه، وكن صادقاً في التعاطي مع رسالته التي يريد إيصالها إليك.

4/ اجعل الآخر يحس بقدره وقيمته العالية

من أجمل فنون الذكاء الاجتماعي هي إنزال الناس منازلهم وإعطاؤهم القدر والاحترام الكامل والقيمة العالية وتقبيل رؤوس كبارهم وأطفالهم وإجادة فنون الدعاء الطيب لهم والشكر المستمر على أي سلوك أو تصرف إيجابي منهم مما له عظيم الأثر في توطيد العلاقة وزرع الدفء والسكينة.

5/ تحدث بصوت منخفض ولغة رقيقة تكن مقنعاً

في كل حواراتك ورسائلك الصوتية تجنب الحديث بصوت عالٍ أو مرتفع أو لغة حادة مع الطرف الآخر وحافظ على وتيرة الصوت الطبيعية في كل الأحوال مهما كان الحوار جادا أو يحوي على نقاط اختلاف. واستخدام لغة الجسد لتعزيز فكرتك وتدعيمها وإقناع من أمامك.

6/ اطرح الأفكار الإيجابية وتفاعل معها

من أهم إسرار الذكاء الاجتماعي هو طرحك للكثير من الأفكار الإيجابية والإبداعية والمتميزة والتفاعل معها، فالناس من حولك يتفاعلون وينجذبون للأشخاص الإيجابيين والفعالين والمبادرين ويستوطنون في قلوبهم وقد يتبعونهم ويكونون قائدين لهم في أغلب الأحيان، فكن متعاوناً مع الجميع.


7/ تقبل النقد بروح رياضية

لا تكن منزعجاً من النقد وتقبله بروح مشرقة وابتسامة عريضة وخذ منه ما ينفعك واطرح جانبك ما كان تجريحاً أو تجاوزا أخلاقياً عليك ورد على منتقدك فيما جانبهم فيه الصواب بكل وضوح وصراحة، ولكن بقالب دبلوماسي مهذب لا يخلو من الصراحة.
8/ كن صادقاً ومنصفاً
كشفت الكثير من الدارسات أن الصفة الأولى التي يرجوها الناس من القائد وهي الأهم بالنسبة للسواد الأعظم منهم هي المصداقية، وهي من أكثر ما يجعل للإنسان قيمة وقدراً في قلوب الناس وأفئدتهم. وعلى العكس فما أكثر من سقطوا واحتقروا وهمشوا وحوربوا اجتماعياً وأسرياً بسب الكذب والمراوغة والتدليس على الناس.

9/ طبق ما تقول ولا تكن منظراً

هنا تكون قد كسبت ثقة من حولك بكل قوة فالتطبيق خير برهان لكل النظريات والأفكار التي تطرحها والمنطلقات التي تؤمن بها. وهو حجر الزاوية لأي عمل، فالناس لا تؤمن بالمنظر فقط رغم أهمية التنظير ولكن يكمل لمعان هذا القصر الشامخ حينما تتعانق النظرية مع التطبيق.

10/ تمتع بالتواضع والهدوء

كن متواضعا وتعامل ببساطة مع الجميع خصوصاً مع الأطفال وكبار السن وخاصتك من الأهل والأولاد وأهل الضعف والحاجة. وانكسر لهم وتتبع احتياجاتهم وكن سندا لهم ومعينا في هذه الحياة. وأتقن آلية ضبط النفس من أي استفزاز قد تواجه به هنا أو هناك فانفراط عقد الطمأنينة النفسية والهدوء العصبي علامة ضعف ولا شك، والإنسان المتماسك والضابط لانفعالاته هو دائما الأقدر على الوصول دوماً إلى مبتغاه وهدفه. وابتعد عن الكبر والغطرسة ومدح الذات والغرور فهي مظنة كره الناس والنفور منك وإقصائك اجتماعياً.

11/ أتقن فنون التحفيز والتشجيع الدائم

فهي ترياق النجاح والتألق وهي وقود العلاقات مع الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم فهم يتفاعلون معها كثيراً ويقدرون صاحبها ويضعونه في قائمة أولوياتهم. واحرص على التخلص من كثير اللوم والنقد غير الهادف والاستخفاف بالآخرين أو استخدام صيغ الأمر معهم أو الإجبار فهو مرض عضال يفسد العلاقات ويزيد من توترها، فحاذروا فهي للأسف ثقافة شائعة.

12/ كن محتوياً لمن حولك

تعلم فنون الاحتواء لمن حولك فالأخطاء البشرية غير المقصودة كثيرة، والناس يقدرون من يحتويهم ولا يرصد عثراتهم أو أخطاءهم، فهو القائد المتسامح الذي لا يضّيق على الآخرين بل يأخذ بأيديهم.

13/ أجد فنون التواصل مع الجميع

فنحن الآن في عالم سهل فيه أن نتواصل مع الآخرين، فلا تترك مناسبة أو حدث أو لقاء إلا ولك فيه بصمة وحضور. فتجاهلك للأفراح أو الأتراح أو المناسبات علامة سلبية سوف تؤثر على علاقاتك وسير حياتك وتجعلك في خانة السلبيين والبلداء أو المتعالين. واحذر من تجاهل أي رسالة أو دعوة، فإن لم تستطع الحضور فبادر بالاعتذار والمشاركة الهاتفية على الأقل. ولا تنسوا فضل صلة الرحم وقدرها العالي والخير العميم الذي سوف تجنونه منها.

----------
"الذكاء الاجتماعي في رحاب السيرة"
طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم مهارات الذكاء الاجتماعي في فتح مكة العظيم. حيث قال كلمته الشهيرة "من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن" رغم أن أبا سفيان كان كافراً في ذلك التوقيت ومن صفوف الأعداء. ولكن إنزال الناس منازلهم وتقدريهم وتوقيرهم واحترامهم جعل أبا سفيان زعيم قريش يفهم الرسالة المبطنة، ويأتي معلناً إسلامه بعد هذا التعامل الراقي والحضاري والاحتواء من رسول السلام عليه أجل وأطهر الصلاة والسلام.
---------
"تأصيل"
قال تعالى: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً"
قال صلى الله عليه وسلم "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء" أخرجه الإمام الترمذي بسند صحيح.
---------------

سلطان بن عبدالرحمن العثيم
ومستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
عضو الجمعية الأميريكية للتدريب والتطوير ASTD
sultan@alothaim.com

صفحتي على الفيس بوك
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001


رابط المقال على شبكة الاسلام اليوم
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-45-145269.htm