قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الخميس، 16 أغسطس 2012

التدين الشكلي

جمعني وإياه لقاء وهو الخبير في القضايا والمحاكم وأحوال الناس وإصلاح ذات البين، وطاف بي في رحلة عامرة كاملة الدسم عبر عدد من الأحداث والمسائل والقصص وكان يتسائل ويتعجب ويقول: فلان ملتزم ولكنه يضرب زوجته بلا رحمة وقضيتها لدينا بالمحكمة، ثم عرج وقال فلان المتدين يحرم أهل بيته من المصروف والنفقة وهم في حال لا يصدقه أحد وهم صابرون محتسبون لا يريدون أن يشكوه إلى بلاط القضاء!!

ثم سلهم بعينه إلى السماء وقال: لقد اتصلت بي مساء أمس امرأة مسنة تبكي وتشكي من عدم رؤيتها أحفادها من سنوات بسبب أن أمهم التي تدرس البنات الشريعة وأمور الدين وفضائل صلة الرحم قد منعتهم من ذلك!!
لم يتوقف هذا الحديث ذو الشجون على هذه العتبة بل كان حديثاً متصاعداً فيما يندى له الجبين من المظالم والمغارم والسلوكيات والتصرفات التي لا أشك أنه لا يقدم عليها من يعلم أنه سيقف أمام ملك الملوك ذات يوم؛ حيث كل نفس بما كسبت رهينة.

هذا الرصد الطويل للمسلكيات التي يقوم بها من يوصفون مجازاً بالمتدينين يحتاج إلى أفق أوسع للنظر وإعطاء الأحكام وتفسير السلوك وقراءة الحالات وتوصيف الممارسات.

أدركت في قرارة نفسي أن فكرة التدين مشوشة في أذهان العامة؛ حيث يغلب عليها الحكم المظهري على الناس فقط وهو في تقديري حكم متعجل يحتاج إلى تفكر وتبصر.

وتعود الإشكالية في نظري للصورة الذهنية المفتقدة للدقة لوصف المتدين وصفاته؛ حيث ما زالت تسيطر على الناس فكرة التدين الشكلي وأنه هو المعيار الوحيد للحكم على الإنسان بفضائل التدين وحمائد السلوك الراقي والرشيد للإنسان المسلم القريب من الله عز في علاه.

ظلت فكرة التدين الشكلي حاضرة في عقول الناس وهي معيار الحكم في العمل والتجارة والزواج والتقديم في الصلاة وربما قيادة الناس وتوجيههم في نوائب الحياة وعوارض الزمن وهذا طبيعي في مجتمعات إسلامية الهوية والمرجعية ولكن الذي لا أراه طبيعياً أن يكون الحكم متعجلاً على الآخرين بهذه الطريقة التي تتناقض مع الأناة المحمودة شرعاً.
وهذه الأحكام لها آثارها المستقبلية في تناقض الجوهر الداخلي مع السمت الخارجي وهنا يكون الانفصام واضحا بين جوهر الشريعة ومقاصدها العظيمة وبين سلوك الإنسان الطبيعي الذي يجب أن تتطابق جوارحه مع ما يستقر في جنانه وروحه من قيم ومعتقدات وأفكار حاكمة.

وعليه فصورة التدين السامية تم اختراقها من خلال بعض ضعاف النفوس الذين لا يبحثون إلا عن الانتفاع أو القبول الاجتماعي أو تسيير الأعمال أو مجاراة السائد العام للمجتمع، وعليه أصبح قناع التدين مشكلة كبرى يعاني منها المجتمع الذي عرف بأنه مجتمع يغلب عليه الطيبة والسماحة وحسن الظن وهي سمات إيجابية لو جمعت مع العمق في التفكير والحكمة في التحرير والتقرير.
ويبرز لنا في هذا السياق العام النص الشهير لحديث رسول صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم، وهذا طرح يجب أن يكون موجهاً للمسلمين ومرشدا لهم في هذا الأمر الحساس والدقيق من حياتهم التي جاء الإسلام ليكون منهج حياة ونظام عمل وخارطة طريق وإطاراً عاماً لمعيشة البشر بتفاصيلها وكلياتها.
وهذا النص تحديداً يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفكرة المركزية للتدين هي التدين العميق الراسخ في ضمائر الناس وعقولهم والملهم لسلوكياتهم وأفعالهم الحاكم لضمائرهم والمعزز لأعمالهم ومبادراتهم الإيجابية والمجدية المرتقي بمعيشتهم المهذب لنزواتهم وأهوائهم والمصلح لأنفسهم.
تدين يرتقي بالإنسان ومن حوله، ويقربهم إلى الله زلفى وليست عباءة ترتدى متى شاء الإنسان وتخلع متى شاء بكل أسف؛ حيث يتحول التدين الشكلي إلى عادة أكثر منها إيمان واقتناع واختيار.
وهذه هي الصورة الحقيقية التي يجب في نظري أن نرسمها للمتدين الحق فهو مظهر وجوهر، قول وعمل، ولا يتم الأول إلا ببقاء الثاني واستقراره ورسوخه في جنبات النفس ودهاليز الضمير.

وهنا يطرق المخيلة سؤال عابر للقارات وهو عن أسباب انتشار التدين الشكلي على حساب التدين الجوهري؟ فهل لأن الأول أسهل من الثاني وأهون على النفس أم لأن فكرة التدين الحقيقي لم تصل إلى عقول الناس وقلوبهم وضمائرهم بشكل صحيح ومناسب وملائم للنفس البشرية التي تحب التدرج في الصلاح والإصلاح؟
وهل نحن نخير في دين الله أم نجبر، وهل هي ضريبة المجتمعات التقليدية أو أنه ضيق أفق الحرية الشخصية لعب دور في تنميط الناس وجعلهم نسخاً من بعضهم البعض رغم أن اختلاف التنوع يعد من ضرورات الحياة، وفيه يكون التكامل البشري.
وبعد أن نعود للشارع الاسلامي وماذا يريد من الإنسان فتقف أمامنا على سبيل المثال لا الحصر فكرة التقوى والتي وضعها الدين معياراً مهماً للصلاح والتدين وهي فكرة يخالط فيها الباطن الظاهر ولكن الثاني يغلب على الأول وهو أساس له ومنطلق لأعماله ومخرجاته.

وهنا أعتقد أن إصلاح المجتمعات وإطلاق فاعليتها وقدراتها يتطلب عملاً أعمق في حقل القناعات والمعتقدات أكثر من الوعظ فقط والذي له أثر كبير ولكنه قصير الأجل شأنه شأن أي خطاب عاطفي. وهنا تبرز قيمة التوازن بين خطاب العقل والعاطفة في ميادين الدعوة إلى الله وهي التي ولا شك تصنع النموذج الإسلامي الحضاري للإنسان القوي في فكره والمطمئن في روحه والمتصالح مع نفسه والمتسق مع حياته والمتعايش مع المتغيرات من حوله.

إن فكرة التدين فكرة عظيمة في المحتوى والمعاني ولكنها ظلمت عندما تعاطينا معها بسطحية وظلمت مرة أخرى عندما حولناها إلى أشكال وملابس وأزياء مفرغة من أي مضمون سامٍ.

وهي لعمري فكرة عظيمة ملهمة نستطيع من خلالها أن نبهر العالم بأخلاقنا ورقينا ونجاحنا في أعمالنا ومشاريع حياتنا وصدقنا وتطابق دواخلنا مع ظاهرنا الذي هو عنواننا الذي يقرأه الناس من أول وهلة.
إن المشروع النهضوي والحضاري الإسلامي معلق بجيل يتعاطى مع الدين على أنه وقود الحياة ودستور للعمل ونظام بشري ملهم وحاكم أكثر من كونه طقوس يومية يتعامل البعض معها على أنه عبء أكثر من كونها جرعات يومية لبناء الإنسان المسلم النموذجي الذي أراده الله ونفخ فيه من روحه وأعطاه فرصة العيش والحياة على هذا الكوكب.
هل نفكر قليلاً أن التدين الحقيقي يجعلنا أقل ظلماً وأكثر عدلاً، أكثر سماحة وأقل غلاً، أكثر حباً وأقل حقداً، أكثر وسطية وأقل تشدداً أكثر إيمانا وأقل ارتباكا.

تدين يعمل العقل ويتأمل النص، تدين يوازن بين الروح والعقل والجسد، تدين يعمر الدنيا ويستثمر عيشها ويجعل من رحلة الحياة وقود الفوز لرحلة السرمد في الآخرة.

هل نجعل من التدين جوهره ومظهره باعثاً للأمل فينا والتوازن والسعادة والتألق.هل نجعل من التدين الحقيقي باعثاً للصدق والجد والمثابرة والكفاح.


محبرة الحكيم

في أيامنا هذه بالذات نحن نحتاج إلى أن نفكر كثيراً في سؤال كبير علينا أن نسأله أنفسنا وهو: ما الإنسان الذي أراده الله أن يكون خليفته في الأرض، وهل أنت ذلك الإنسان الذي أراده الله؟

هناك 9 تعليقات:

Emilio Fernandez يقول...

Good morning how are you?

My name is Emilio, I am a Spanish boy and I live in a town near to Madrid. I am a very interested person in knowing things so different as the culture, the way of life of the inhabitants of our planet, the fauna, the flora, and the landscapes of all the countries of the world etc. in summary, I am a person that enjoys traveling, learning and respecting people's diversity from all over the world.

I would love to travel and meet in person all the aspects above mentioned, but unfortunately as this is very expensive and my purchasing power is quite small, so I devised a way to travel with the imagination in every corner of our planet. A few years ago I started a collection of used stamps because trough them, you can see pictures about fauna, flora, monuments, landscapes etc. from all the countries. As every day is more and more difficult to get stamps, some years ago I started a new collection in order to get traditional letters addressed to me in which my goal was to get at least 1 letter from each country in the world. This modest goal is feasible to reach in the most part of countries, but unfortunately it’s impossible to achieve in other various territories for several reasons, either because they are countries at war, either because they are countries with extreme poverty or because for whatever reason the postal system is not functioning properly.

For all this I would ask you one small favor:
Would you be so kind as to send me a letter by traditional mail from Saudi Arabia? I understand perfectly that you think that your blog is not the appropriate place to ask this, and even, is very probably that you ignore my letter, but I would call your attention to the difficulty involved in getting a letter from that country, and also I don’t know anyone neither where to write in Saudi Arabia in order to increase my collection. a letter for me is like a little souvenir, like if I have had visited that territory with my imagination and at same time, the arrival of the letters from a country is a sign of peace and normality and an original way to promote a country in the world. My postal address is the following one:

Emilio Fernandez Esteban
Avenida Juan de la Cierva, 44
28902 Getafe (Madrid)
Spain

If you wish, you can visit my blog www.cartasenmibuzon.blogspot.com where you can see the pictures of all the letters that I have received from whole World.

Finally I would like to thank the attention given to this letter, and whether you can help me or not, I send my best wishes for peace, health and happiness for you, your family and all your dear beings.

Yours Sincerely

Emilio Fernandez

Räumung يقول...

تسلم ايديك على الموضوع Räumung
Räumung

samurai يقول...

مشكوور وباررك الله بيك

عاشت الايادي

والى الامام

سعودي اوتو يقول...


اخبار سيارات

سعودي اوتو

سعودي اوتو يقول...


thank you

سعودي اوتو

سعودي اوتو يقول...


thx

شركة نقل عفش بالرياض


سعودي اوتو يقول...


thank you

سعودي اوتو

احلى سينما يقول...

احلى سينما | احدث الافلام العربية والاجنبية والكارتون والمصارعة - شات ودردشة

سعودي اوتو يقول...


اخبار سيارات
سعودي اوتو