قبل البداية ..

"ارحب بكم في رحلتنا الماتعة نحو القمة , وقبل الإقلاع علينا أن الا نكتفي بتمني الوصول إلى القمة ولكن علينا العمل الجاد والمتقن للوصول إليها "



رحلة سعيدة وممتعة وبناءة للجميع ,,,






" دستور الموقع "

إذا أردت أن تحلق مع الصقور .. فلا تبقى مع الدجاج !!





تحياتي وأمنياتي ,,,



سلطان العثيم ..






الثلاثاء، 8 فبراير 2011

جدة .. الغيمة والغٌمة .. مقالي الجديد في موقع لجينيات , متعة القراءة للجميع

المطر في أصله فرح وبهجة , سرور وحبور , تباشير خير وبركه ومنافع كثيرة للناس بلا استثناء على هذه الأرض التي جعلها الله ذلولاً لمنشي في مناكبها نبتغي من فضله , وهو بلا ريب نعمة ربانية كبيرة علينا , لا يقدرها إلا من حرم منها , سواء بانقطاع تام أو قلتها وندرتها . ولكن ظاهرة تحول النعمة إلى نقمة لا تكون إلا عبر جاهلية الإنسان وتخبطه في التعاطي مع مجريات الحياة وإدارة شؤونها وصروف العيش فيها , والبطر على نعماء الله عزوجل وهباته .

وها هي جدة التي باتت عجوز البحر الأحمر بعدما زُفت عروساً له , عاثت فيها الأيادي وداستها الأقدام وأصبحت مسرحاً الكل فيه يُمثل حتى أنك لا تفهم أوله حتى تفهم آخره . غموض رهيب , ووعود رنانة وإعلام يركز على المبالغ المرصودة ولا يعنيه التنفيذ وواقع الحال بعد ذلك !! بين يدي الآن قصاصة لصحيفة سعودية تعود إلى الأول من ربيع الأول لعام 1400 هجري ويقول فيها الخبر تم اعتماد شبكة صرف صحي لمدينة جدة وتصريف سيول وأنها سوف تغطي أجزاء كبيرة من المدينة إلى آخر الخبر .


المتابع لهذه الأخبار الأرشيفية وهي متاحة للجميع سوف يذهل من الواقع بعد 33 عام تقريبا على هذه الميزانيات والمشاريع والتصاريح التي لا تعدو كونها للاستهلاك الإعلامي الذي تعودنا عليه . حيث يعود بنا البعض وكأن المشكلة هي من مشاكل اليوم ويتم القفز على التاريخ والهروب إلى الأمام طلباً للوقت وانتظار للدراسات ومعرفة برأي اللجان التي شكلت . والتي تشكل دوما ًفي حال وجدنا أمامنا مشكلة كبيرة نحتاج فيها إلى زمن . لقد دخلنا موسوعة قنيس العالمية بكثرة هذه اللجان وتفريعاتها وتقسيماتها ولم نجد أي فائدة منها , فلم يكشف حتى الآن عن المتسببين بأحدث العام الماضي . ولا الأحكام التي صدرت بحقهم ناهيك عن التضخيم الإعلامي الذي يقابل به تشكيل هذه اللجان المعطلة للعمل والمستهلكة للوقت والمال والتي أثبتت التجارب أنها لا تغني ولا تسمن من جوع كما هو الحال في مجالس المناطق والمجالس البلدية ومجلس الشورى التي أصبحت بمجملها مجالس للأعيان و الوجاهة الاجتماعية والبرستيج والفلاشات في الغالب الأعم .


حيث ابتعدت عن الواقع العملي الضروري للحياة والمعيشة وعن هموم المواطن وطموحاته ودورها في الرقابة والمتابعة والإشراف وإحداث نقلات نوعية في الحياة العامة والخدمات والبنية التحتية وتفرغت للتنظير الذي لا يترجم إلى واقع معاش حتى أن المواطن لا يعرف أسماء الأعضاء الذين يمثلونه فيها ولا المواضيع التي يطرحون فهؤلاء في كوكب والمواطن في كوكب آخر . لقد استقال وزير الموصلات الياباني بعد وفاة مواطن واحد فقط , وفعلها كذلك قبل أسابيع الوزير الكويتي وغير ذلك من المسئولين المحترمين والمخلصين حول العالم , فلماذا يتشبث هؤلاء بالكراسي والمناصب على حساب الوطن والمواطن , فلم نسمع عن أحدهم قدم استقالته أو اعترف بذنبه أو تقصيره بل استمرت الاسطوانة المشروخة من الوعود المستقبلية الرنانة واستخدام أكثر ثلاث كلمات لدى المسئولين لدينا " قريباً , الموضوع تحت الدراسة , نحن نسير وفق خطط علمية " إننا بلا شك في أزمة ضمير وأمانة فما يقال هو في وادي والواقع العملي في وادي بكل آسف .


فلقد أصبحنا بين مطرقة الفساد وسندان سوء الإدارة والارتجال والتخبط فيها والآن فالحديث عن مشاريع بالمليارات لم يعد يجذب المتلقي حالياً لأنه حريص على مستوى معيشي كريم في البنية التحتية والخدمات العامة , تكفل له الاستقرار والرفاهية والتي أصبحت كلمة ثابتة في جميع خطط التنمية الخمسية المعتمدة وهي بلا شك ما نتمنى أن تكون واقع معاشاً نؤمن فيه جميعاً ونتطلع إليه قيادة وشعباً .





"محبرة الحكيم "





الأمم الراقية والمتحضرة هي من تُقرب الأكفاء , والأمم المتخلفة والرجعية هي التي تُقرب المواليين .





سلطان بن عبدالرحمن العثيم

مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير

باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة

sultan@alothaim.com

ليست هناك تعليقات: